سؤال:

أنا أم لثلاث بنات. الأولى عمرها 6 سنوات والثانية عمرها 4 سنوات والثالثة 10 أشهر. إبنتي الكبيرة شاطرة وعقلها أكبر من جيلها ولا ينقصها شيء. مشكلتها بأنها كثيرة الحركة -أكتر من اللزوم وبالذات لما نكون بزيارة خارج البيت- حركتها تدخلني بضغط. تحدثت معها عدة مرات ولكن لا حياة لمن تنادي. أشتهي أن أراها بنتا مثالية بالنظافة والهدوء والترتيب وصاحبة مسؤولية. ليتك تساعدينني وشكرا.

الجواب:

إنني أتفهم ضغوطك وصعوباتك. تقديم خدمات وواجبات ل3 بنات بجيل الطفولة ليس بالمهمة السهلة. هذا عدا عن مسؤولياتك المنزلية والزوجية.

هل سبب متاعبك هو كثرة حركة طفلتك؟

بالطبع لا. أنت متعبة من كثرة مسؤولياتك وتتوقعين من طفلتك البكر سلوكا مثاليا دوما. هي لا شك تتصرف أحيانا كما تتوقعين منها ولكنها ما تزال طفلة. طفلتك بجيل 6 سنوات هي ليست راشدة. بجيلها لو لم تنجبي من بعدها أطفالا لكنت تتعاملين معها بأنها الطفلة اللذيذة والمثالية.

إن سبب ضيقك هو ليس كثرة حركتها بل هو تراكم متاعبك وواجباتك. أنت تحتاجين لمساعدة خاصة بعد 6 ساعات مستمرة من الجهد والعطاء. يأتي هذا الجهد على حساب تلك الطفلة البريئة.

لماذا تشتكين من طفلتك البكر؟

أنت تتوقعين منها سلوكا مثاليا وحين لا تستطيع يبدأ تذمرك منها وتبدأ شكواك وغضبك عليها. كلما شعرت بتعب أكثر كلما صب غضبك على تلك الطفلة ذات الست سنوات. توقعاتك منها غير قابلة للتطبيق لأنها مثالية ولا تلائم جيل الست سنوات. هي تحاول أن تكون عند حسن ظنك. هي تقوم بكثير مما تطلبينه منها ولكنها ما تزال طفلة وتحتاج لأن تتحرك، تلعب، تلهو... أما أنت فتحتاجين لأحد يساعدك ويكون دوما إلى جانبك. طفلتك هي ليست العنوان. تأكدي بأنها تحاول إرضائك قدر جهدها الطفولي. عدم رضاك عليها، الانتقاد، التوبيخ، التنبيهات، التعليمات... يجعلها أكثر انفعالا وعصبية.

ماذا تحتاج طفلتك الآن كي تعوّضيها عما فاتها؟

أن تتذكري بأنها طفلة بجيل ست سنوات وليس أكثر. أن تجدي لك عنوانا يساعدك على كثرة مشاغلك ومتاعبك. طفلتك تحتاج لكثير من تشجيع وتقدير. هي تشتهي أن تكون الطفلة ذات الست سنوات وأنت تشتهين عكس ذلك. أنت أم متطلبة وتتوقعين منها المستحيل.

راقبي سلوكها المستحب وداومي على شكرها وامتداحها. الدعم والامتداح يزيد من عدد مرات سلوكها المستحب. طفلتك تحتاج لتفهمك لظروفها الصعبة التي تمر بها خاصة بعد أن تقاسم حضنك معها أكثر من ضرة ( طفلتان بوقت قصير) . يكفيها ما تمر به من غيرة.

هي تعيش حالة من الضغوط. النشاط وكثرة الحركة هي الوسيلة لتنفيسها عن الضغوط التي تعيشها معك. هذا التحرك يساعدها على التوازن.

هي تحتاج لأنشطة حركية مبرمجة وفعاليات رياضية. تسجيلها بناد يهتم بتدريب تلك الحركة بجمباز، باليه، حركات رياضية تنفعها يساعدها كثيرا على تطوير شخصية سوية وذات تقدير.

----------------------------------------------------------

إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري "لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.

عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]