إذا سألتم أي سيدة عن أشدّ ألم شعرتْ به، لأجابت: آلام الولادة! لكن لو سألتم سيدة من منطقة حيفا، لأجابتْ: أنه ألم الأسنان الذي سبق وفاق آلام الولادة!
فقبل أيام جُلبتْ إلى مستشفى " بني تسيون" في حيفا، في ساعة متأخرة من الليل سيدة حامل حان موعد وضعها مولدًا. وبطبيعة الحال تجمهر حولها أفراد الطاقم الطبي، معدّين العدة للحظة الولادة. لكن السيدة فاجأتهم بالقول أنها تشعر بآلام في أسنانها أشدّ من أي ألم آخر، وأنها تعتقد بأنها لن تتمكن من الولادة والإنجاب ما دام ألم الأسنان على أشدّة!
ولم يجد الأطباء مناصًا سوى باستدعاء ولم يجد الأطباء مناصًا سوى باستدعاء مديرة عيادة الأسنان في المستشفى، الدكتورة " نعومي تشيرني"، وأخبروها بأن المهدئات والمسكّنات التي أعطيت للسيدة لم تُسعف ولم تنفع، وقبل أن تتوجه طبيبة الأسنان إلى السيدة المتألمة في قسم الولادة، سبقها أفراد الطاقم المعالج بجلب السيدة إلى العيادة على كرسي عجلات، وقد شحب وجهها، ووضع في فمها كيس من الثلج لتهدئة ما أمكن من الأوجاع والآلام..
وبدأت الدكتورة نعومي تشتغل شغلها، وبعد قليل استوقفتها السيدة طالبة منها " هدنة"، لأن آلام الطلق داهمتها، واستمرت الحال على هذا المنوال حتى انتهى العلاج، وهدأت آلام الأسنان.
وبعد ساعتين، وضعت السيدة مولودًا ذكرًا، ربما اختارت له والدته، أو الأطباء والدكتورة نعومي، اسمًا " رمزيًا" يتعلق بالشفاء والسكينة والخلاص، أو بالألم والمعاناة والصبر- ومهما يكن من أمر، فلا أحد سينسى هذه الواقعة " التاريخية" النادرة!
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
الحمل