استعرضتْ جلسة الحكومة الإسرائيلية التي انعقدتْ أول أمس ( الأحد) تقريرًا أعده طاقم مكوّن من ممثلي مختلف الوزاراتْ، برئاسة البروفيسور " يوجين كندل"، رئيس المجلس القومي للشؤون الاقتصادية في ديوان رئيس الحكومة، وذلك في إطار بلورة مخطط يهدف إلى زيادة عدد الطلاب الجامعيين الدارسين لموضوعات الهايتك، التي تعتبر العامود الفقري للاقتصاد الإسرائيلي، وأحد أهم محركاتْ النمو في الإنتاج والتصدير.
وتمحور التقرير الذي أعده البروفيسور كندل وطاقمه حول أوْجُه النقص في قطاع الأعمال من حيثُ الكفاءات والمهارات، وعرض تلخيصاته واستنتاجاته وتوصياته في التقرير الذي قدمه إلى الحكومة.

وفي المحصلة، توصل التقرير إلى خلاصة مفادها أن حملة شهادات اللقب الجامعي الأول في مواضيع التربية والفنون والعلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية يكسبون أجورًا أقل من المعدّل العام للرواتب في إسرائيل ( والبالغ (8800) شيكل شهريًا)- في حين يتلقى الخريجون في مواضيع الحاسوب والهندسة الكهربائية وما شابهها من مجالات علمية- رواتب دسمة مكونة من خمسة أرقام، تبلغ أحيانًا (23) ألف شيكل.

وبيّن التقرير أن النقص الأساسي كامن في خريجي الحاسوب، حيثُ سجل فارق ملحوظ بين عدد الخريجين (4500 كل سنة) وبين وتيرة الزيادة في عدد الموظفين في هذا المجال في فروع الهايتك المختلفة (7 آلاف في السنة). كما تبين أن الأجور في هذه الوظائف أعلى بكثير من مجالات ووظائف أخرى، بل أنها تضاهي الأجور الموازية لها في الولايات المتحدة الأمريكية، فعلى سبيل المثال، يبلغ معدل الراتب الشهري لخريج معهد أكاديمي لهندسة الحاسوب (18) ألف شيكل (4500 دولار)، في حين يبلغ معدل راتب مهندس الكهرباء- 23 ألف شيكل.

فقـــراء...

وبالمقابل، يبلغ معدل راتب حامل اللقب الأول في البيولوجيا، ستة آلاف شيكل، مثلما هي حال خريجي كليات الفنون والتربية والعمل الاجتماعي وعلوم السلوكيات.

وأشار التقرير إلى " فائض" في خريجي كليات العلوم الطبيعية وعلوم الأحياء، حيثُ يتخرج سنويًا حوالي 2400 طالب بعد دراسة موضوع البيولوجيا، لكن عدد الوظائف المتوفرة سنويًا في هذا المجال لا تزيد عن مئة!

ويندرج العاملون الاجتماعيون في أسفل قائمة الرواتب، حيثُ يبلغ معدل رواتبهم خمسة آلاف شيكل ( قبل الترقيات)، في حين يبلغ معدل المهندسين المعماريين قرابة سبعة آلاف شيكل، ورواتب مهندسي البناء والإنشاءات عشرة آلاف شيكل، مثلهم مثل خريجي القانون والاقتصاد.

العرب.. والأمهات!

وتوصيفًا للمعطيات الواردة في التقرير، أشار معدّوه إلى خلل ونواقص وقصورات في مستوى التأهيل والملاءمة للسوق، وذلك لعدة عوامل وأسباب منها النقص في البنى التحتية والإنشاءات والمنشآت والمحاضرين، ومنها أيضًا غياب المحفزات الملائمة للمؤسسات الأكاديمية. هذا بالإضافة إلى أن خصائص وطبيعة العمل في مجالات الهايتك ( في إسرائيل تحديدًا) تخلق مصاعب وعقبات في وجه السيدات اللاتي يرعين أولادًا، وفي وجه من تزيد أعمارهم عن الخمسين، وكذلك في وجه العرب وفئات أخرى من السكان، الأمر الذي يدفع بالراغبين بالاستمرار في ممارسة العمل في هذا المجال، إلى العزوف والخروج.

ويطرح التقرير اقتراحات لهذه الأزمة، منها تخصيص ما يكفي من الموارد والميزانيات والمحفزات للمؤسسات الأكاديمية، مع التشديد على موضوعات الحاسوب والهندسة، وعلى تحسين البنى التحتية للتعليم وزيادة عدد الطلاب، وعلى بلورة وصياغة برامج للتوجيه المهني واجتذاب طلاب المدارس وخريجيها نحو ميادين الهايتك، دون إغفال أهمية إعادة " الأدمغة المحلية المهاجرة" إلى البلاد، وأهمية الحفاظ على الكوادر العاملة وتنويعها ورعايتها.

وعُلم أن هذا التقرير لم يتضمن أية إشارة إلى تخصيص موارد أو ميزانيات في هذا الصدد للمجتمع العربي!
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]