تفرعت الدرزية من المذهب الاسماعيلي كعقيدة فلسفية في عهد الخلافة الفاطمية في القرن العاشر الميلادي ،لم تهدف الدرزية إلى إيجاد مفهوم جديد للخطوط العريضة للدين الإسلامي فحسب ، بل إلى تأسيس نواة دينية ذات شكل آخر عن التيار الإسلامي العام . وتأثرت الدرزية بالقران والسنة واعتمدت عليها في معتقداتها، فالاسم الحقيقي للدروز هو "الموحدون" ،لكن أتت تسميتهم بالدروز نسبة إلى درزي أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الدرزي . اختلفت الاجتهادات لدى هذه الطائفة بحسب مكان سكنها بالنسبة لصيام شهر رمضان ،لكن ما اجمعت عليه الطائفة هو ان الصيام لا يجوز الا "للعقال" أي رجال الدين اسوة بالصلاة لديهم ،فعلى سبيل المثال يصوم المشايخ في بلادنا العشر الاواخر من رمضان بينما هناك جزء من المشايخ في لبنان وسوريا يصومون شهر رمضان كله ...مراسل بكرا اقتحم مدخلا ليس بالهين لدى ابناء الطائفة المعروفية ليقف عن كثب حول" سرية" العبادات وخاصة الصيام لدى طائفة الموحدين.... والجدير ذكره ان عددا من المشايخ ابدوا معارضة شديدة في تناول الموضوع مع مراسلنا ....
الصيام المفروض العشر الاواخر من رمضان
الشيخ على معدي (ابو محمد) من قرية يركا قال: بداية اتقدم بالتهاني العطرة للامة الاسلامية بمناسبة شهر رمضان الفضيل ،اما بخصوص الصيام في رمضان لدى طائفة الموحدين الدروز ، فالصوم المفروض علينا هو صوم العشر الاواخر من رمضان ، والصيام فقط لرجال الدين أي لا يحق لغير المتدينين الصيام باعتبارهم "جهال " دون النظر الى علمهم الدنيوي او اعمارهم ،كما الصلاة فلا يجوز ان يصلي من ليس متدينا ،ومن يريد صيام شهر رمضان بأكمله فهو مستحسن ولكنه نافلة ،لدينا ايضا صيام العشر قبل عيد النحر (الاضحى) وهي صيام نافلة ،ونحن نعتبر هذه الايام على انها ايام عظيمة ومستحب فيها الصيام ،وحين سأله مراسلنا حول التوجيه الرباني في القران الكريم" يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " اجاب الشيخ معدي: لكل فرقة من الفرق الاسلامية اجتهادها في تفسير القران الكريم ، وهناك اختلافا في التفاسير بين فرقة واخرى ومذهب واخر ...".
الفطر المسلوب ودق اسافين الفرقة بيننا وبين الطائفة الاسلامية
وعن عيد الفطر المسلوب قال معدي:عيد الفطر كان وما زال منايبة دينية واجتماعية لدى ابناء الطائفة الدرزية من مر العصور اسوة باخوتنا من الطائفة الاسلامية ،لكن هذه الدولة نجحت في زرع بذور الفرقة ودق الاسافين بيننا منذ قيامها ،وقد نجحت المؤسسة الاسرائيلية بسلخ هذه المناسبة من المناسبات المدرجة لدينا بالنسبة للاعياد وبدلا من ذلك ادرجت مناسبة عيد النبي شعيب وبطبيعة الحال نحن نعترض على التسمية فهو ليس عيد انما مناسبة دينية نقوم من خلالها بزيارة مقام النبي شعيب ،ومع ذلك هم اخفقوا في نزع المناسبة من قلوبنا ونفوسنا (عيد الفطر) فما زال المشايخ يعيدون عيد الفطر واقامة الصلوات بمناسبته ،لكن من جهة اخرى فالعيد هو بهجة وفرح وخاصة لدى الاطفال ولذلك فقد العيد بهجته وقيمته لان المدارس لا تغلق ابوابها ولا يخرج الطلاب لعطلة العيد ولا يلبسون الملابس الجديدة كما هو الحال في عيد الاضحى ،واقولها والحزن والغضب يعتريني انني احمل القيادة الروحية للطائفة مسؤولية هذا الاخفاق باعادة المناسبة للطائفة بشكل رسمي ،وقد صرح الشيخ موفق طريف قبل اربع سنوات ان الطائفة الدرزية ستحتفل بعيد الفطر في العام القادم لكن لم يحصل لغاية الان ،لا شك ان الدولة تعمل جاهدة على شق الصفوف بين الطائفة المعروفية وابناء الطائفة العربية المسلمة في البلاد منذ عقود فنجحت ببعضها واخفقت باخرى".
يحز في نفسي كثيرا ان البعض من ابناء جلدتنا ينكرون عروبتهم واصولهم الدينية
بدوره فقد قال الكاتب والاديب نمر نمر من حرفيش : لقد كان اجدادنا يصومون رمضان ومنهم من حج البيت العتيق في مكة ،لكن في بلادنا وبسبب الاوضاع السياسية فقد تغيرت الموازين والاعتبارات ،واسلوب "شطف الادمغة" مستمر وقائم منذ قيام الدولة ،يؤسفني القول ويحز في نفسي كثيرا ان البعض من ابناء طائفة الموحدين ينكرون عروبتهم واصولهم الاسلامية ،هذا ان دل فيدل على سياسة التجهيل ودق الاسافين، والاعلام الموجه لابناء طائفتنا" بخلع عباءاتهم "ونكران قوميتهم ودينهم ،للاسف الشديد هذه المؤسسة تعمل وتجتهد بهذه القضية ونجحت نسبيا بزرع بذور الفتنة بيننا وبين اخواننا من المسلمين ،كما هو الحال بالنسبة لعيد الفطر .
[email protected]
أضف تعليق