العاصفة بعد الهدوء الحذر سترجع من جديد، حيث أن الائتلاف الحكومي بين موفاز ونتنياهو لم يدم طويلا، فقد قرر موفاز مؤخرًا العودة لصفوف المعارضة إثر الخلاف الكبير بسبب قانون طال، فيما كان موفاز قد اعلن انضمامه للحكومة قبل اشهر في وقت بدأت فيه الاحزاب تتصارع وتطلق تصريحات نارية في إشارة الى اقتراب معركة انتخابية حيث صرّح ليبرمان يومها ان التزامه تجاه حكومة نتنياهو انتهى. أما اليوم وبعد أن خرجت كاديما مجددًا من الائتلاف وعادت لصفوف المعارضة، فهل سنشهد انتخابات كنيست مبكّرة؟!، أو على الأقل بدء التحضيرات من قبل الاحزاب للمعركة القادمة؟!.
د. غانم: عدنا لوضعية ما قبل دخول كاديما الائتلاف!
بداية قال المحلل السياسي د. أسعد غانم أن الحكومة اليوم عادت لوضعيّة ما قبل دخول كاديما للائتلاف حيث كانت الحكومة مهدّدة بالحل وتقديم موعد الانتخابات، مضيفا: "من الواضح وفي ظل استطلاعات الرأي، والرأي العام، فإن نتنياهو والكنيست ستقدّم موعد الانتخابات من شهر تشرين ثاني من عام 2013 إلى موعد أقصاه شهر آذار من العام 2013".
وأكد د. غانم أن الكنيست ستشهد بالمرحلة المقبلة بدء الأجواء الانتخابية التي ستكون قبل موعدها، وسترتكز الاجواء على قضية التجنيد وموقف نتنياهو تجاه المتدينين، حيث نجح نتنياهو بكسب رضا المتدينين من خلال اقتراحه لقانون يعمل على تنظيم مسألة الخدمة للمتدينين في صفوف الجيش والخدمة المدنيّة، في المقابل فإن حزب يسرائيل بيتينو وليبرمان سيعود لوضعيّة الركض باتجاه الانتخابات – كما شهدنا ذلك قبل دخول كاديما الائتلاف، مضيفا: "من الواضح أن هذه الانتخابات ستضعه بتحدّي مع لبيد، والحزب سيصادف نفس التحدّي وهو التعاون مع خدمة المتديّنين، لكن الواضح أننا نقترب من معركة انتخابات الكنيست، والمسألة سيتم حسمها بعد عودة الكنيست في شهر أيلول، ومن المتوقّع أن تكون بشهر شباط أو آذار على أبعد حد".
مندل.. عدم تجنيد المتديّنين دعاية نتنياهو الانتخابية!
المحلل السياسي د. يونتان مندل أكد أنّ قانون طال والغاء قانون التجنيد الإجباري الذي كان ينص على تجنيد العرب واليهود المتديّنين سيكون السلاح الذي سيلعب فيه نتنياهو في انتخابات الكنيست المبكّرة القادمة.! وأضاف: "جو الانتخابات مخيّم علينا، حيث من المقرر أن تنهي الكنيست خلال اسبوع دورتها الحالية، والوضع الاجتماعي قد يلعب دورًا محوريا في المشهد السياسي، فنتنياهو يريد استغلال قانون طال لبدء الانتخابات المبكّرة، وهذا ما سيقوم به، حيث ستكون قضيّة عدم تجنيد اليهود المتديّنين ورقة رابحة بالاضافة للوضع الأمني الذي يصب في مصلحة نتنياهو، وما قد يخيفه هو فقط حركة الاحتجاج، حيث من المتوقع ان تستغل كاديما والعمل هذا الوضع وان يخوضوا الانتخابات من منطلق العدالة الاجتماعية.. لكن يمكن القول ان انتتخابات الكنيست اقتربت كثيرا".
وأشار الى أنّه لا يمكن الجزم بعلاقة حركة الاحتجاجات مستقبلا مع المشهد السياسي العام، رغم انّ حركة الاحتجاج تخيف نتنياهو، ونتنياهو انسان سياسي يدرك انه يستطيع السيطرة بالمجال الامني ومجالات اخرى لكن ما يخيفه هو حركة الاحتجاجات.
وأما عن كاديما قال مندل أن حزب كاديما كان جزءً من الليكود وهذا من المهم التطرق له، حيث انسحبوا يومها – اعضاء كاديما- من الحزب بسبب خطوة ارئيل شارون عندما انسحب من قطاع غزّة، أي أنه لا اختلاف سياسي أو أيديولوجي أو مبدأي بين الحزبين، وبالتالي فإن خروج كاديما من الائتلاف لم يعنِ انضمام كافة الاعضاء مجددا لصفوف المعارضة، وهذا ما حصل مع انشقاق اعضاء كنيست عن كاديما والإنضمام إلى الليكود.
وأضاف: " نحن نعيش في دولة، فيها المعارضة من اكبر حزب وهو كاديما، وهي معارضة لائتلاف حكومة نتنياهو.. هذا أمر غير طبيعي بوجود ائتلاف يميني والمعارضة فيه أصلا جزء منهم كانوا اعضاء ليكود سابقا".
[email protected]
أضف تعليق