احتفلت جامعة الصومال بتخريج أول دفعة من طلاب الماجستير في أول خطوة من نوعها منذ تفجر الحرب الأهلية عام 1991 التي ما تزال البلاد تعاني منها. وفي المناسبة التي أقيمت في حرم الجامعة بمقديشو، قال رئيسها البرفسور يحيى علي إبراهيم إن هذا الحدث التاريخي المتمثل في حصول 27 طالبا على شهادة الماجستير داخل بلادهم جاء نتيجة جهود مضنية قام بها مجموعة من المثقفين.

وذكر أن الطلاب الذين قال إن قسما كبيرا منهم يحتلون مواقع إدارية مهمة ومرموقة في منظمات وشركات صومالية؛ درسوا إدارة الأعمال لمدة عامين كاملين، مؤكدا أن أداءهم العملي سيكون خير دليل على الاستفادة التي حققوها خلال الدراسة.

جهود ذاتية وفخر واعتزاز بهذه الخطوة..

ومن جانبه عبر المدير العام لوزارة التعليم العالي إسماعيل يوسف في كلمة له بالمناسبة عن فرحته بالتخرج، مثنيا على الجهود التي بذلها القائمون بإدارة جامعة الصومال دون مساعدة من أحد، في وقت تعيش فيه البلاد الحرب والعنف.

وقال "نحن فخورون بهم وأظهروا لنا أن باستطاعة الصوماليين القيام بكل شيء اعتمادا على أنفسهم، مؤكدا أنه ليس هناك من سبيل للخروج من المأزق الحالي إلا بالعلم والاعتماد على الطاقات الوطنية التي تذخر بها البلاد.
وحث يوسف المتخرجين على الاستمرار في مسيرة التعليم وصولا إلى درجة الدكتوراه، ووعد بتقديم كل المساعدات لتحقيق هذا الهدف.

وجه آخر للحياة في الصومال..

وبدورها اعتبرت النائبة مريم عريف قاسم تخرج هؤلاء الطلاب حدثا يشجع الصوماليين الذين يعيشون في المهجر على العودة إلى بلدهم، لأن ذلك يجعلهم يستيقنون أن للحياة في الصومال وجها آخر غير أخبار الحرب والدمار التي يشاهدونها عبر وسائل الإعلام.

وأضافت "تعلمت من المرحلة الأساسية حتى المرحلة الجامعية على نفقة بلدي، ورغم ذلك لم أقدم له شيئا يذكر بل قدته أنا وغيري إلى الدمار، وعلى العكس من ذلك هؤلاء الطلاب يحصدون ثمارهم من التحصيل العلمي دون أن يشاركوا في إشعال فتنة الحرب، وهذا أمر نفخر به جميعا".

أما عضو منظمة كونسين الصومالية محمود جوري فاعتبر أن العبرة ليست بالحصول على شهادة عليا بل بما تحققه هذه الشهادة والدروس التي استفادها الطالب في نفسه والمجتمع الذي يعيش فيه.

وأكد مع ذلك أن نيل هؤلاء الطلاب درجة الماجستير داخل البلاد مع الظروف العصيبة التي تمر بها يعتبر إنجازا عظيما، وحثهم على أن يكونوا قدوة للآخرين ويبتكروا مشاريع وأفكارا تفيد شعبهم وبلدهم.

يذكر أن غالبية الطلاب الصوماليين كانوا يحصلون على شهادات الدراسات العليا من الخارج، وما حدث اليوم يشجع الراغبين في الحصول على هذه الشهادات من الداخل

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]