سؤال:

أنا أب لطفلة عمرها سنة وثمانية أشهر. أواجه مشكلة وهي أنني شديد العصبية معها. أنا لا أتحمل بعض تصرفاتها. عندما تقوم بأي عمل أعتقد بأنه غير صحيح -مع العلم أنني أكاديمي وزوجتي أيضا- أغضب وأصرخ وأحيانا أضربها على يديها. نقضي -أنا وزوجتي- ما يقارب العشر ساعات يوميا خارج المنزل بالعمل وهي تبقى مع الخادمة. إبنتي لطيفة جداً وليست من النوع المؤذي. هل الضغط في العمل هو سبب انفعالاتي؟ أرجوك ساعديني للتخلص من الصراخ عليها لأنني وبعد كل مرة أصرخ بها عليها تنتابني حالة من الندم والشعور بالذنب لدرجة تمنعني من النوم.

تفضلي بقبول فائق شكري وإحترامي وتقديري.

الجواب:

أسلوب حياتك الأبوي غير عادل. تعطي لعملك أهمية أكثر من طفلتك. طفلتك لا تحتاج لأب يعاني من الشعور بالذنب وبالقلق. هي تحتاج لأب يشبعها حاجاتها العاطفية. ساعات عملك وزوجتك لا تتناسب مع واقعك. يلزم تغيير نظام ساعات عملكما فوريا. عدد ساعات عملكما لا يعني سوى تفضيلكما المال على إشباع حاجات طفلتكما الأساسية. لماذا أنجبتما تلك الطفلة المسكينة طالما لا وقت لديكما؟

ماذا هي حاجات طفلتكما العاطفية الأساسية؟

حاجات طفلتك العاطفية والدائمة هي: الأمان، الحب، والنموذج الدائم. 

أسلوب عملك جعلها تفتقد لجميعها. البعد عنها 10 ساعات يجعل طفلتك تشعر بفقدان الطمأنينة، النموذج، والحب. هذا النقص الدائم يضر بتطور شخصيتها السوية. وجودها مع خادمة ولوحدهما عمل غير تربوي. الخادمة تعرف بخدمات شؤون البيت ولا تعرف بالتربية. طفلتك تحتاج لنموذج عاطفي تربوي كي تحاكي سلوكه وألفاظه. الخادمة ليست نموذجا عاطفيا ولكنها هي التي تتواجد معها طيلة ساعات النهار فأصبحت هي النموذج. أنت في الواقع تحضر إلى البيت ولكنك بجسد متعب. بعد يوم عمل طويل تعود للبيت لتتعامل مع طفلتك بغضب، صراخ وضرب. الضرب إهانة. التوبيخ، العقاب والتهديد أساليب تربوية سلبية تضر بتطور شخصيتها السوية وبعلاقتك بها.

هل ينقص طفلتك حاجات جسمانية وذهنية؟

طفلتك تحتاج لكثير من فعاليات حركية لتطويرها الجسماني والذهني. هرولة خلف لعبة، طابة، جر عربة، ركوب على تويستر، عجلة، قفازة ولعب في بستان قريب، مشوار في الطبيعة والتحدث معها أثناء السير...

طفلتك تحتاج لغمر، لعنوان عاطفي ليرد على تساؤلاتها، تحكي معه... تحتاج لراوٍ يسرد لها القصص، دغدغة واللحاق بها لمداعبتها ولمشاكستها...

ينقص طفلتك الكثير من الفعاليات مع طبيعتك الإيجابية السعيدة بدون الشعور بالانهاك.

كي تساعدها على اكتساب عادات وقيم إيجابية في تلك المرحلة العمرية هي تحتاج لاحترام وتقدير على كل سلوك مستحب تقوم به وتجاهل كل سلوك غير مستحب.

الشخصية القوية والشعور بالثقة وبالتقدير الذاتي يتطور بتأثير تعامل البيئة المحيطة. كلما امتدحت، شكرت، شجعت ودعمت بالكلام وأيضا بالابتسام وبتشييع خبر سلوكها المستحب لجداتها، لجديها وللأقارب كلما تطورت شخصيتها السوية وأخذت تزداد ثقة وتقديرا.

لتعويضها ولتنفيس ضغوطها من تعامل سلبي متراكم سابق يلزم الإكثار من الفعاليات الحركية والاشباع العاطفي: دغدغة، الركض وراءها لامساكها، خروج لبستان قريب.

----------------------------------------------------------

إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري"
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]