سؤال:

انا أم ل3 بنات 5 سنوات, 3 سنوات والبنت الصغيرة عمرها أسبوع. المشكلة بابنتي الكبيرة. هي كثيرة الحركة لدرجة أكتر من اللازم. حركتها تضايقني كثيراً. هي لا تقعد بتاتا. إشتريت لها قفازة رياضة لتفريغ الطاقة ولكنها زادت حركتها. ماذا علي أن أعمل معها؟ لم ينفع معها أي شيء.

الجواب:

مبروك لك المولودة الجديدة. جيل طفلتك التي تشتكين منها يتميز بالحاجة لاختبار جسده وبيئته. الحركة هي حاجة جسمانية للتعرف وللتدريب والحواس. الحركة هي حاجة للاكتشاف وحب الاستطلاع والمعرفة.

هل طفلتك تعاني من سبب عضوي أم ماذا؟

ربما يلزم فحص نشاطها وحركتها الزائدة -كما تصفينها: أكثر من اللازم - عند طبيب مختص. ولكن سؤالي لك هو: كيف عرفت بأن درجة حركتها أكثر من اللازم؟ إنني أرى بأن طفلتك طبيعية وهي بحاجة لتنفيس كما ذكرت. ربما القفازة ( الترامبولينة) لها دور في تنفيس الطاقة ولكنها ليست هي الحل الأوحد. ألم تسمعي بالحكمة القائلة: الحركة بركة؟

طفلتك تعاني من عدم رضاك الدائم وانتقاداتك المستمرة لسلوكها ولكثرة حركتها. الحركة نعمة وبواسطتها يمكنها التفريغ عن ضغوطها. ضغوطها كثيرة والتي من أهمها عدم الشعور بالاطمئنان بسبب انشغالك بواجباتك الكثيرة. هي تحتاج لحبك الدائم وأنت تواصلين الشكوى منها. هي لم تتمتع بغمرتك وبحضنك الدافئ لازدياد واجباتك.

هل هي حركتها التي تضايقك أم ماذا؟

أنت اليوم مثقلة بعد الولادة – أسبوع- وتشعرين بالتعب من الناحية الجسدية والذهنية والعاطفية.

أنت بحاجة لكثير من راحة ومساعدة. المساعدة تخفف من صعوبة التربية خاصة الإيجابية. التربية الإيجابية لا تتوقع اللمسة السحرية بالنسبة للتغيير. الحركة جزء لا يتجزأ من تطور ونمو شخصية طفلتك السوية. فلتقرري تغيير مشاعر الضيق وعدم الرضى من تصرفاتها بالشكر والامتداح الدائم. فلتسعدي لأن طفلتك تجد لها المتنفس المناسب خاصة بعد ولادة أختيها (الضرتين) اللتان انتزعتا منها عرشها العاطفي وحضنك الدافئ. هي ومن خلال حركتها الدائمة تأخذ قسطها من التنفيس عن ضغوطها التي تتراكم عليها يوما بعد يوم. حاولي أن تركزي انتباهك على كمية السلوك المستحب الذي تقوم به وهو كثير ولكنك لا تنتبهين إليه. من المهم امتداحها وشكرها بعد كل سلوك مستحب تقوم به. ولتداومي على أسلوب الامتداح والترغيب. في فترة لاحقة سوف تعتاد تكرار السلوك المستحب. من المهم أيضا تجاهل كثرة حركتها باستبداله بالامتداح والتشجيع على السلوك المستحب.

ماذا يمكن أيضا فعله لتشجيعها وترغيبها؟

القفاز لا شك يساعد ولكنه ليس هو الحل الوحيد وليس هو الذي سوف يجعلها الملاك الهادئ والثابت بمقعدها. هذا من المستحيل. الحركة جزء لا يتجزأ من علاجها من الضغوط. تحتاج طفلتك لتوفير بيئة آمنة لها للتحرك الحر للاستشفاء وللتطور السوي. المنع، التقييد والتنبيه غير الواقعي يجعلها أكثر استفزازا وتمردا. هذا ويمس بتطور شخصيتها الطبيعي.

ربما تقصدينها بعمل أو مساعدة تحتاج منها إلى حركة مثل، نشر غسيل معك، توزيع الملابس المطوية بالدواليب المناسبة، مسح الأرض واللعب بالمياه... وشكرها بعد كل مساعدة أو تعاون. المهم أن لا تتوقعي عملا كاملا وإنما الهدف هو إشغالها بحاجات تفيد حركتها.

ماذا تحتاج طفلتك أيضا؟

هي تحتاج أيضا لاسترجاع أمانها الذي تضرر بعد ولادة أختيها. هي تحتاج لاشباعها من الأمان والاطمئنان بعد أن تشعر برضاك عليها وعلى حاجتها للتنفيس الحركي.

هذا الرضى يشبعها اطمئنانا. طالما أنت غير راضية عن جميع تصرفاتها طالما هي متمردة وغير مطيعة. نموها يتضرر تدريجيا. أهمية دور الأهل هو الامتداح والتشجيع بعد كل سلوك مستحب يقوم به الطفل وتجاهل كل سلوك غير مستحب.

من المهم انشغالها الدائم وامتداحها الدائم . تحتاج طفلتك لحبك وتقديرك من غير شروط أو تعليمات. حبك لها دائم وغير مرتبط بنوع سلوكها. من المهم أن تداومي على امتداحها وشكرها كلما قامت بسلوك مستحب -تفعل ذلك كثيرا ولكنك لا تلاحظين ذلك-. طفلتك وبظروفها الحالية تحتاج لكثير من امتداح وتفعيل.

الدراما تناسب جيلها كثيرا. في تلك المرحلة العمرية تعيش طفلتك حالة من الخيال الواسع. التحدث مع بطل قصة تحبها أو مع دمية لامتداحها بالقول: ( أترى يا... طفلتي؟ كم أحبها. أنظر كيف تساعدني.

أنظر كيف تطوي معي الغسيل، كيف تحضر معي حمام أختها، كيف تلعب مع أختها، كيف تقفز بحركات رياضية، كيف تحكي للمولودة قصة، كيف.... ألخ). تلك عبارات امتداح تجعلها تستعيد تقديرها الذاتي وثقتها بنفسها.

إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري"
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]