بين جبال الجليل الأعلى وطبيعتها الخلابة الشاهدة على فلسطينية وجمالية هذه البلاد، وبين قراها المهجرة التي ما زال ثراها ينبض بالتاريخ الفلسطيني ويحكي رواية النكبة؛ هناك أقامت جمعية "اقرأ" معسكرها السادس عشر بعنوان" شباب وهمة..نهضة أمة"، بمشاركة قرابة 150 طالباً جامعياً أكاديمياً، هادفةً عبر ثلاثة أيام لبث روح الهمة والعزيمة في نفوس الطلاب وتثقيفهم وتوعيتهم حول مختلف القضايا الفكرية، سعياً منها لينهض هؤلاء الشباب بمجتمعهم وأمّتهم انسجاماً مع حراك الشباب العربي والمسلم وإرادته نحو التغيير، من خلال نشاطات عديدة حملت الثقافة والمعرفة والعصف الذهني والتحدي والترفيه الهادف، وإفراز إبداعات ومهارات الطلاب، استضافت خلاله عددًا كبيرًا من الشخصيات الفاعلة في مجتمعنا العربي من مختلف الاختصاصات الدينية والإعلامية والسياسية.
اليوم الأول:
مسارات في القرى المهجرة في لواء صفد
بعد أن أقلت الحافلات الطلاب من مختلف مواقعهم، سارت بهم نحو الجليل الأعلى ليسيروا عبر مسارات عدة هناك بين القرى المهجرة برفقة المرشد عادل دحلة، الذي سرد لهم قضية التهجير ومخططاتها وأحداثها وعاين مع الطلاب مقدسات تلك القرى الذي ما زالت ماثلة للعيان ومن هذه القرى؛ فراضية وعين الزيتونة وريمون ودلاتا وسموعية والصفصاف وطيطبا.
صلاة الجمعة في عكبرة:
في قرية عكبرة استقبلهم الشيخ بلال منصور مرحباً بهم وبعد أداء صلاة الجمعة التي تمحورت خطبتها حول دور الشباب في المجتمع، شرح لهم الشيخ بلال تاريخ قرية عكبرة، فيما وزع أهالي عكبرة التضييفات على الطلاب.
الشيخ رائد صلاح ومستجدات العالم العربي والإسلامي
في قرية البقيعة وبعد استراحة قصيرة في الفندق افتتح المعسكر بكلمة من الأستاذ محمد فرحان مسؤول العمل الطلابي في جمعية "اقرأ" مثمناً مشاركة الطلاب ذاكراً لهم برنامج المعسكر، تلاه الأستاذ نسيم بدارنة رئيس جمعية "اقرأ" الذي وجه كلمة للطلاب حثهم فيها ليكونوا قادة المستقبل ومحذراً اياهم من المؤامرات التي تُحاك ضد شباب الإسلام في أخلاقهم، وموصياً الطلاب بالمحافظة على شرف النفس.
الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية تمحورت محاضرته حول المستجدات في العالم العربي والإسلامي وتأثيرها الايجابي على الداخل الفلسطيني، ذكر فيها أن هذه المستجدات سترد الحق للقدس والأقصى، وستمنع المؤسسة الإسرائيلية من مواصلة الظلم ضد مجتمعنا وستفتح المجال لدعم اعلامي وسياسي ودبلوماسي اسلامي عربي، وشدد في نهايتها بأن على الحركة الطلابية الاسلامية ان تستعد منذ الآن لكل هذه التوقعات كي تحسن استثمارها، وتسعى للتواصل مع الاتحادات الطلابية الاسلامية والعربية، وعليها ان تبرز قوتها وتكون مرجع ثقة لنقل واقع الحال في الداخل الفلسطيني.عين على القدس وعين على سوريا.
لتعميق الصلة بين الطلاب ومدينة القدس والمسجد الأقصى وتضامناً مع الشعب السوري الثائر، أقامت جمعية "اقرأ" معرضًا بعنوان: "عين على القدس وعين على سوريا"، يحوي صورًا للقدس والأقصى يبين مخططات تهويد القدس والجرائم الإسرائيلية بحقه وصورًا قديمة للمسجد الأقصى وفي المقابل حوى صورًا للثورة السورية تبين جرائم النظام والمظاهرات واللاجئين السوريين، وحمل المعرض عنوان:
مؤسسة ميزان واقتراح قانون الخدمة المدنية
شارك محامو مؤسسة "ميزان" لحقوق الإنسان في اليوم الأول في ورشات عمل، هدفت إلى اثراء نقاش وعصف ذهني بين الطلاب حول موضوع الخدمة الإلزامية المدنية والعسكرية المطروحة هذه الأيام كاقتراح قانون في الكنيست، وبلورة فهم عميق لمفهوم الحقوق والواجبات ما بين الدولة والمواطن ومناقشة الوسائل المتاحة للداخل الفلسطيني للتصدي لمثل هذه الإملاءات بما يتماشى مع مصطلحات القانون والشرائع الدولية.
أمسية ترفيهية إبداعية طلابية
في المساء وبعد صلاة المغرب والعشاء نظمت أمسية ترفيهية من إبداع الطلاب قدمت في بدايتها مسرحية بعنوان: "إنتي شو شايف" أداها مجموعة من الطلاب، حول قضية الثورات العربية والمؤامرات، كما قدم الطالبان محمد وتد وخليل شدافنة مجموعة اناشيد اتحفوا بها الطلاب، اما الطالب مروان ابو جابر فأشرف على مسابقة معلومات عامة، فيما شرح الطالب حمز ابو غزالة حول مشروع "صنع في القدس" منادياً برعاية ودعم هذا المشروع لأنه الاول في القدس، وقدم الطالب يوسف اكتيلات طرائف بأسلوب تهكمي حول موضوعات عدة، وقدمت فقرة بعنوان "لآلئ من أدبنا العربي" شارك بها الطالبان نائل محاميد وآدم زعرورة.
اليوم الثاني:
مسار في القوارب المائية
بعد أداء الفجر وقراءة المأثورات وتناول طعام الفطور، توجه الطلاب نحو الشمال في مسار نهري عبر القوارب المائية.
ورشات عمل في التصوير الفوتوغرافي والمبادرات الشبابية والطموح وترتيب الاولويات
بعد عودة الطلاب نُظمت ورشات عمل شارك بها الأستاذ مجدي أبو الحوف هدفت ورشته إلى عصف ذهني لاقتراحات لمشاريع اقتصادية، بهدف تحويلها إلى واقع، طُرحت خلالها أفكار ومبادرات تحتاج الى تطوير ومتابعة اكد الطلاب فيها أن مجتمعنا العربي لديه قدرات هائلة، وعلى اقرأ أن تتبنى هذه المبادرات لان شركات كبيرة تستغل طاقات الطلاب وقدراتهم.
الورشة الثانية حول التصوير الفوتوغرافي المحترف أعدها الطالب معتز ابو ذيبة، شرح فيها تقنيات التصوير الفوتوغرافي، وتاريخ التصوير وأنواع الكاميرات والمركبات اتي تؤثر على الصورة تخللها تطبيق عملي.
الورشة الثالثة قدمها الاستاذ أحمد الحاج بعنوان كن طموحاً، عرّف فيها مفهوم الطموح ومعالم الشخصية الطموحة، نوقشت فيها أربعة محاور هي الوقت والأوهام والأعذار والقدرات وأدوات صياغة المستقبل كالتخطيط والمثابرة، في محاولة لإثارة الهمم وتحديد الهدف للطالب الجامعي.
الورشة الثالثة شارك بها كل من الأستاذ أيمن سليمان والأستاذ فياض اغبارية حول موضوع ترتيب الاولويات، تركزت حول ترتيب سلم الأولويات وملاءمتها مع نوع المهمة والجدول الزمني، وأن على الطالب أن يغتنم الحياة الجامعية كفرصة لتكوين الشخصية وبناء النفس.
الشيخ حسام ابو ليل وخطوات نحو التغيير تحت عنوان مراحل على طريق التغيير ألقى الشيخ حسام ابو ليل محاضرة تلخصت في خمس نقاط هي عدم اليأس وان يكون الطالب الجامعي صاحب همة واهمية اصلاح النفس كخطوة هامة على طريق التغيير وكيفية إصلاح النفوس الذي يتأتى بتحديد الهدف والإرادة للتغيير، أما النقطة الرابعة فتركزت حول كون الطالب الجامعي صاحب رسالة وأن الله تعالى ابتعثه لهذا والنقطة الخامسة حول الشباب ونهضة الامة.
عبد الحكيم مفيد والاعلام العربي بين الحقيقة والتضليل
الأستاذ عبد الحكيم مفيد الإعلامي وعضو المكتب السياسي في الحركة الإسلامية قدّم محاضرة قيّمة حول الإعلام العربي بين الحقيقة والتضليل، تطرق فيها إلى قضية التضليل الإعلامي في الحراك الشبابي الأخير والأجندة التي يحددها الإعلام على الرأي العام، ضارباً نموذجاً حول ليبيا اليوم وتغييبها من الإعلام، وأن الشبكات الاجتماعية هي وهمية ولا يمكن أن تكون أداة للتغيير.
وتحدث عن أزمة الحريات في العالم العربي وأن ازمته تتلخص في ثلاثة محاور هي التبعية والاستبداد والاستفراد بالسلطة، وتطرق الى المؤامرات الغربية التي تحاول خلق جيل شبابي مائع يقود عملية التغيير، وقال:"إن الإسلام هو الحاضنة لهذ الأمة"، وقال ان الصراع هو عقدي وليس ايديولوجي.
محاضرات طلابية
في أمسية اليوم الثاني قُدمت المرحلة الأولى من المحاضرات الطلابية قدمها ممثلون عن كل جامعة. فعن جامعة بئر السبع قدم الطالب محمد عرموش محاضرة حول قضية النقب ومخطط "برافر"، والقرى غير المعترف بها هناك، وكيفية التصدي لهذا لمخطط.
ومن الجامعة العبرية في القدس قدم الطالب محمود اغبارية محاضرة حول التتار والغزو المغولي لبلاد المسلمين وانتصارهم عليهم في عين جالوت، قارن فيها أوجه التشابه بين الغزو المغولي للعراق والغزو الأمريكي للعراق، تلخصت بالإشارة الى عوامل النصر.
اليوم الثالث
ترفيه ومحاضرات طلابية
في اليوم الثالث استُكملت المرحلة الثانية من ورشات العمل والمحاضرات الطلابية قدم خلالها الطالب قاسم عزام من كلية الدعوة محاضرة حول حزب البعث عرف فيها بمبادئ الحزب وجذوره الفكرية وأمثلة من خيانة البعثيين.
الطالب معتصم زعرورة من التخنيون قدّم محاضرة حول الإعجاز البياني واللغوي في القرآن الكريم استند خلالها إلى أمثلة ونماذج من القرآن الكريم.
ومن جامعة حيفا قدم الطالب يوسف اكتيلات محاضرة حول الاستشراق عرّف فيها بمراحله، وأهداف المستشرقين ودوافعهم وأهدافهم ومدى تأثير الإستشراق.
واختتمت بمحاضرة للطالب حسني عزام من كلية "اورط براودة" حول اجهزة الهواتف الخليوية الذكية والفروق بينها والخدمات التي توفرها والملائمة للطالب الجامعي، وكيف يمكن تخفيض فاتورة الحساب.
اما الطالب ايمن دقة من جامعة تل أبيب فركّز في محاضرته حول شخصية "ستيف جوبز"، وكيف صنع التغيير في التكنولوجيا وأثّر على العلم باختراعاته.
ألعاب التحدي والمغامرة:
بعد انتهاء المحاضرات الطلابية توجه الطلاب إلى قرية برعم المهجرة خاضوا هناك ألعاب التحدي والمغامرة "البنت بول" بعد أن قسموا إلى مجموعات.
اختتام المعسكر
بعد أن تناول الطلاب طعام الغداء بدأ البرنامج الختامي بين أحضان قرية برعم المهجرة، تولّى عرافته الطالب أحمد بشناق وافتتح بتلاوة للقرآن الكريم تلاها الطالب محمد جبارين.
الكلمة الأولى ألقاها الأستاذ محمد فرحان مسؤول الإدارة الطلابية في جمعية "اقرأ" أثنى فيها على مشاركة الطلاب شاكرًا أعضاء جمعية "اقرأ" مشاركتهم الطلاب طيلة ثلاثة أيام كما شكر الطلاب الذين قاموا على المعسكر بكل كدٍ وجدٍ ونشاط، وحث الطلاب على أداء دورهم المنوط بهم.
بدوره قدّم الأستاذ نسيم بدارنة كلمة قال فيها أن هذا المعسكر لا بد وأن يترك أثراً في نفوس الطلاب، وأثنى على الشباب أخلاقهم والتي لمسها خلال المعسكر، مثمنًا ابتعادهم عن الأماكن المشبوهة، واختتم بقوله: "شرف لنا أن تكونوا بيننا؛ فلدينا شباب يبعثون الهمة ولا بد لمجتمعنا أن يعرفهم ".
واختتم المعسكر بالتقاط صورة جماعية لجميع الطلاب وأعضاء جمعية "اقرأ" الذين شاركوا في المعسكر الطلابي السادس عشر، فيما أعرب الطلاب عن سعادتهم البالغة من فعاليات هذا المعسكر الذي أضفى على ثقافتهم ومعرفتهم، وزاد من توعيتهم ومن الروابط الاخوية التي جمعتهم على المحبة والاخلاق.
وعقب الأستاذ محمد فرحان مسؤول الإدارة الطلابية في جمعية اقرأ بعد اختتام المعسكر قائلًا: "حمل معسكر اقرأ السادس عشر رسالة النهضة ودور الشباب في نهضة الأمة، وهي رسالة سينقلها الطلاب إلى كل مكان، ولأن الربيع العربي أثبت أن الشباب قادر على تحريك الأمور، وتجاوز التحديات والأزمات، لذا حاولنا أن نذوّت فيهم من خلال فعالياتنا أن لديهم دور يجب أن يحملوه وينطلقوا به إلى ميادين الحياة، كما استضفنا شخصيات قيادية لتعكس رؤاها القيادية وتنقلها للطلاب، وقد اجتمع في هذ المعسكر نخبة المجتمع العربي من الطلاب الذين استدعاهم تحريك الأمور الى الأمام، وهذا ما نعوّل عليه في جمعية اقرأ لان المستقبل للشباب وللإسلام والمسلمين".
[email protected]
أضف تعليق