سؤال:
أنا أم لبنتين توأم يبلغن من العمر السنتان وثلاثة أشهر. ما زلتا حتى اليوم لا تنامان باكرا وعندما يحين موعد نومهما تبدأ المشاجرات والبكاء المتواصل والصراخ وتبدأ الطلبات. بعد أن ألبّي الطلب ترفضه وتغير رأيها لتتحوّل إلى طلب آخر. لمدة ساعة أو أكثر. ذلك يزعجني ويغضبني أيضا. كذلك وحتى اليوم ما زلتا تطلبان مني النوم بجانبهما. حين أوافق، تبدأ الغيرة بينهما وكل واحدة منهما تريدني أن أنام بجانبها!!!
إضافة إلى ذلك فإنني أهيء لهما أجواء خاصة للنوم. من الأكيد قراءة قصة ولكن ذلك لا يجدي نفعا معهما. هل تتخيلين مدى المعاناة؟؟ هل ذلك طبيعي؟ أرجو المساعدة.
الجواب:
أتفهم معاناتك اليومية في نهاية نهار متعب وشاق. ساعة النوم هي الوقت الذي تنتظرينه لاشباع حاجتك للراحة والسكينة بعد يوم صاخب.
بماذا تتميز تلك المرحلة العمرية؟
تلك هي مميزات المرحلة العمرية. تلك مرحلة كثرة المشاكسة والأنوية. الطفل لا يشبع رغبات. الرغبة هي ليست حاجة كالطعام، الهواء، الحب... والتي يلزم تقديمها له من غير أي تردد. من وظيفة الأهل التربوية هي ضبطها، تنظيمها وتأجيلها. كما لاحظنا من تصرف التوأم هو بأنه لا نهاية لتلك الرغبات. طلبات تتغير وتتبدل مرارا وتكرارا ولا تنتهي كعادة كل طفل. هذا عدا عن اعتراضهما الدائم وعدم رضاهما من كل ما يعتقد الأهل بأنه سيرضيهما. لا نهاية للأنا التي يعيشها الطفل في تلك المرحلة العمرية. هو متمركز حول ذاته ويريد له كل شيء بلا حدود أو اكتفاء. وقف تلك الرغبات من واجب الأبوين.
هل لساعة نوم الطفل طقوس تربوية؟
من المهم ثباتك على عادة رقودهما بالسرير في ساعة محددة ولا لتغييرها. قبل الدخول للسرير أنصح بحمام دافئ بعد الإكثار من نشاطات وفعاليات حركية تجهد جسمهما وترهقه. ارهاق الجسم بفعاليات رياضية يسهل على الطفل الخلود لنوم عميق. كعادتك أيضا لا تتنازلي عن عادة سرد قصة قبل النوم. دمية كشكش تساعد كثيرا. في كتابي (دور القصة) أشرح عن أهمية الدمية في مرحلة تطور طفلتيك العمرية.
قصة: ( كشكش ينام بسريره) يمكن أن تساعد أيضا على نوم سعيد. تلك طقوس هي حاجة عاطفية لا تنازل عنها. أما غير ذلك من الرغبات يلزم التعويد التربوي الإيجابي. في بداية مرحلة التعويد ستواجهين اعتراض، صراخ، بكاء... يلزم التجاهل والثبات. كلما ثبت الأهل بالتعويد التربوية كلما تلاشت أساليب الاعتراض العاطفية المتنوعة.
النوم بجانبهما لم يحل المشكلة بل زادها تعقيدا. لذا من المفيد الانقطاع عن تلك العادة واستبدالها بترغيب مشروط.
كيف؟ وما أهمية الترغيب المشروط؟
تعلنين ومن غير أي تأثر ببكاء أو اعتراض انفعالي بالقول: التي ترقد بسريرها وتغفو سريعا غدا لها مفاجأة. المفاجأة هي الرغبة. أنت الأم وتعرفين عن الرغبات التي تهم التوأم. هناك الرغبة العاطفية، مثل دغدغة، غمرة، لعبة ركض ولحاق بها مع ضحك... رغبة مادية مثل، فطيرة، حذاء جديد تحتاجه، أكلة مفضلة... وأخيرا رغبة ذهنية مثل، نوع لعب تفكيري، بازل، ذاكرة...
أما بخصوص طلباتهن عند ساعة الرقاد فعليك بتنبيهما مسبقا، بالقول: كل ما تريدانه تحصلان عليه الآن وقبل الدخول للسرير. يعقب تلك العبارة استخدام الترغيب الاشتراطي بالقول: التي لا تطلب حاجة عند رقودها وتنام سريعا سوف تحصل على مفاجأة. لا للعقاب بالقول: التي تطلب لا تحصل. لا للاهانة ولا للتوبيخ... لأنها تضر بتطور الشخصية السوية.
ماذا عن التوجه التربوي الفردي؟
التوجه بالتقدير والاحترام، التشجيع والترغيب والامتداح... شخصيا لكل واحدة منهما. أسلوب كهذا يعمل على تطوير الشخصية السوية. من المهم أن تمتدحي كثيرا وتشكري أكثر على كل سلوك مستحب قامت به كل واحدة ولوحدها.
من المفضل التعامل مع كل واحدة على أنها فرد غير متعلقة بأختها. أي لا تستخدمي ضمير الجماعة. فلتفصلي بالامتداح، بالشكر وبالترغيب المشروط. هذا يساعدها على التطور الذاتي ويجعل كل واحدة منهن تعي عاطفيا ذاتها وعدم ذوبانها بشخصية الأخرى. والأهم من ذلك عدم المقارنة. المقارنة تؤجج الغيرة بينهما. نعم للمنافسة بالترغيب المشروط وليس بالمقارنة، العقاب والتوبيخ.
وأخيرا للتعويد يلزم الثبات على الأسلوب الذي تقرر اتباعه وعدم التردد أو استبداله. الثبات يساعد الطفل على الثبات على اكتساب عاداته التربوية.
إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري"
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04
[email protected]
أضف تعليق