الدنيا ربيع، والجو بديع، وعين "شوكو" بانتظاركم

لا بدّ لكل من يتنزه في هضبة الجولان السورية المحتلة أن يزور شلالاتها الصاخبة المنعشة، وهي متعددة، لكن اذا اردتم التقاط الأنفاس والابتعاد عن الصخب والضجيج، فهنالك عيون ماء كثيرة، من بينها"عين شوكو" الرائعة الجمال، المأخوذة اسمها من كلمة "شوكو" بالعبرية، وتعني مشروب الكاكاو او الشوكولاطة المصنّعة. والاشارة هنا إلى لون قاع وصفحة البركة التي نحن بصددها، وتقع في المنطقة المسماة"مافو حمه" (مشارف الحمّة السورية).

وفي هذه الأيام تبدو المنطقة غارقة في بساط مترامي الأطراف من نباتات عباد الشمس (او "عين الشمس"- بالعامية) وتطل على بحيرة طبريا، فتبدو صفحة زرقاء،بل خرزة زرقاء تردّ الروح وتنعش القلب، وتتراءى من موقعها أيضًا جبال الجليل وتضاريسه المغطاة بستائر الطبيعة الخضراء، وزركشاتها الوردية.

وتجتمع عند هذه العين، او البركة المبنية بعناية وذوق رفيع، متعة الهدوء وراحة الجلوس، حيث المقاعد والطاولات المخصصة للمتنزهين، وحيث الاشجار التي توفر الظلال وتصفي الهواء وتنقي الأجواء.

كيفية الوصول
عندما تصلون الى مفترق"تسومت معغان" على الشارع رقم (92) تواصلون السفر مباشرة في شارع رقم (98) باتجاه الحمّة السورية وهضبة الجولان السورية. وبعد مسافة ستة كيلو مترات ونصف تصلون إلى مفترق الحمّة("تسومت حمات غادير") فتنعطفون انعطافًا حادًا الى جهة اليسار باتجاه الهضبة، وتسافرون صعودًا في الشارع المتعرج المنحدر، ببطء وحذر، وبعد ربع ساعة من السفر تنعطفون يسارًا باتجاه مستوطنة"كيوتس مافو حمة" فتدخلون إليها وتسيرون مسافة (200) متر لتصلوا الى مفترق على هيئة حرف"تي" وهنا تنعطفون يمينًا وبعد بضع عشرات من الأمتار تتجهون يسارًا عند أول منعطف. وبعد مسافة مئة متر أخرى توقفون سياراتكم بجوار الساحة العشبية الواقعة على الجانب الأيسر. وفي حال وجدتم بوابة المستوطنة مغلقة، فبالامكان توقيف سياراتكم بجوار البوابة ومواصلة السير(مشيًا على الأقدام) تبعًا للمسار التالي..

المسار
من المكان الذي اوقفتم فيه سياراتكم تسيرون حتى آخر الساحة العشبية، وعند آخر ملتقى الطرقات على شكل"تي، تنعطفون الى اليمين، وبعد بضع عشرات من الأمتار تتجهون يسارًا لتسيروا على درب ضيق منحدر قليلا، وتنزلوا باتجاه جنوب غرب، وخلال سيركم في هذا الدرب الضيق، تصادفون تفرعات وتشعبات تختارون منها ما تحبون، وكلها نازلة الى أسفل، وسط أزهار ونباتات متنوعة، يغلب عليها اللون الأصفر،فتجول انظاركم وابصاركم لتقع على مشاهد ومناظر متفاوتة التضاريس والتكوين، ومتعددة الألوان والاشكال. وبعد سير يستغرق بضع دقائق تصلون الى ملتقى آخر على هيئة الحرف"تي" فتتجهون يسارًا سائرين على درب أوسع، يوصلكم بعد دقيقتين او ثلاث إلى الملتقى التالي فتنعطفون يمينًا، ومن هنا تسيرون نزولاً باتجاه مجموعة اشجار ضخمة تظلل بركة"الشوكو" التي تضيف لونًا مغايرًا الى المكان، وتضفي عليه سحرًا متواضعًا يحلّق في الفضاء.