سؤال:

لدي طفلة تبلغ من العمر سنة ونصف لم تتكلم بعد. هي تعبر عن حاجاتها بالأصوات. صراخها يضايق والدها بشدة لدرجة أنه صار يضربها في الفترة الأخيرة ويصرخ عليها. حاولت أن أوضح له أسباب صراخها أكثر من مرة. هي تعبر عن مشاعرها وأن جيلها لا يسمح لي بالتحدث إليها لتدريبها. يتقبل محادثتي لبرهة وسرعان ما يعود لعصبيته. تزداد عصبيته عندما يكون متعبا أو مضغوطا.

في الآونة الاخيرة أعلمني بأن إبنتنا ستكون سببا لفراقنا. أحاول جاهدة تغيير طبع ابنتي بالحكمة والصبر. أنا لا أريد أن أدمر نفسيتها. أنا بأمس الحاجة لارشادك. لم أعد استطيع التفكير. أنا لا أريد المشاكل بيني وبين زوجي خصوصا لأن علاقتنا أكثر من رائعة ونحن متزوجين منذ أربع سنوات ولدينا ولد وبنت.

الجواب:

أتفهم الحالة الصعبة التي تمرون بها جميعكم. دورك كأم هو ليس بتغيير طبيعة طفلتك وإنما بتدريبها على وسائل تعامل مناسبة لمرحلتها العمرية. أحترم توجهك طلب المساعدة وأقدر احترامك علاقتك الزوجية وتصميمك على تمكينها.

هل تشخيص حالة طفلتك الصحية ضروري؟

بالطبع نعم. من المهم فحص أسباب عدم نطق طفلتك للاطمئنان على سلامتها الخاصة بالنطق والسمع. المهم أن تتأكدي من عدم وجود أسباب جدية تعيق نطقها. بعد الاطمئنان على سلامة صحتها يمكنك مساعدتها على التدرب على نطق مجموعة مفردات تلزمها عند كل دافع يجعلها تصرخ.

إنك تظنين بأن جيلها لا يسمح لك بالتحدث إليها لتدريبها. على العكس فهي بأشد الحاجة للتحدث إليها وتدريبها. بجيل سنة ونصف ينطق الطفل بما يعادل ال 120 كلمة. هذا رصيد مناسب لحاجاتها بالتواصل. لقد اعتادت طفلتك أن تصرخ كي تلبي لها ما ترغب أو تحتاج. فأصبح الصراخ هو لغتها الاعتيادية- هذا إن كانت لا تعاني من حالة تحتاج لعلاج-.

كيف يمكنك مساعدة طفلتك على تدريبها على النطق؟

توصيف ما تفعلينه خلال النهار بالتحدث عنه مثل، تحضير الحفاظات، تجهيز طبخة اليوم، طي الغسيل... الوصف يساعدها على الاستماع للغة يومية. عليك أيضا التنبه والتيقظ أثناء تحركها وذلك لاستباقها وقبل مباشرتها بالصراخ. من المهم الاقتراب منها والتوجه إليها قائلة بلطف وابتسام: (آه أنت تحتاجين ل... آه أنت تطلبين المساعدة ب... أردت أن تقولي:... تنوين عمل...) عبارات قصيرة ومتكررة لتدريبها على استخدامها.

أي بترجمة ما تريده بالكلام وليس بالصراخ. داومي على فعالية تصويب الإصبع بالاشارة لحاجات موجودة أمامها وذكر اسمها لها بأسلوب لعبي ممتع. إلتقاء العينين عند التحدث معها يساعدها على سرعة التواصل.

أنواع ألعاب بسيطة ومناسبة لجيلها مثل، تغطية حاجة وكشفها المفاجئ بتسميتها مع إصدار صوت خاص يدفعها للتركيز والتمتع.

كلما حاولت طفلتك النطق بجزء من مفردة عليك تكرارها كاملة وتشجيعها لتدريبها على صحة نطقها. بعد أن تتواصلا يلزم التأكيد لها بالقول: " أنا أفهم على فلانة بالحكي. فلانة تطلب مني بالحكي...".

التواصل اللغوي هو اكتساب تربوي. دورك امتداحها بعد كل محاولة لغوية لاستبدال عادة الصراخ.

كيف توفقين بين علاقتك الزوجية وسلامة طفلتك؟

أما بخصوص زوجك – لا أدري ما هي مهنته- ولكنك توضحين أسباب عصبيته. فلا للعصبية المقابلة أو شن معارك معه. علاقتكما المقدسة هي ليست مبنية على حرب أو غالب ومغلوب. من المهم التوفيق بين حاجات طفلتك العاطفية، الجسمانية والفكرية مع حاجة زوجك الجسمانية وأيضا العاطفية.

بعد عودته من عمله متعبا يمكنك أخذ طفلتك والخروج بها لنزهة، لبرنامج مع أطفال بجيلها، زيارة صديقة لديها أطفال بجيلها أو الجلوس بمكان بعيد عنه والقيام بفعاليات ترغب بها...من المهم تنويع الفعاليات لأن الطفل في تلك المرحلة العمرية صبره قصير.

هل من فعاليات تنفيسية؟

طفلتك تحتاج لكثير من تنفيس حركي وفعاليات رياضية. نعم للخروج معها إلى أي مكان يسمح لها بالتحرك والقيام بنشاط متنوع. شرفة واسعة، بستان قريب ساحة آمنة أو أي مكان في الطبيعة المفتوحة والجميلة. اللعب بالطابة نشاط يحبه جميع الأطفال. السحسلية والسلم والأرجوحة...
سرد القصص المناسبة تساعد على اكتساب اللغة. الأغاني الترقيصية في نهاية كل قصة يمكنك تكرارها أثناء فعالياتها الحركية لدفعها مشاركتك الترداد، التكرار والنطق.

إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري"
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]