في معلومات وصلت إلى موقع "بكرا" عُلم على أن الجيش الإسرائيلي أجرى الأسبوع الماضي مناورة تحاكي عدة سيناريوهات، أحدها هي اقتحام أعداد كبيرة للحدود وسيناريو آخر يحاكي اندلاع مظاهرات داخل فلسطين المحتلة في ذكرى يوم الأرض.

وتراقب الاجهزة الأمنية الاسرائيلية بحذر مساعي فلسطينية وجهات مختلفة في العالم العربي وأوروبا لتنظيم مظاهرات حاشدة تجاه مدينة القدس المحتلة في خمس جبهات على الحدود الشمالية والغربية والجنوبية.

وأعلنت وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلي عن تشكيل لجنة امنية فاحصة للاستعداد، حيث من المقرر أن يحيي الفلسطينيون والمتضامنون مع القضية الفلسطينية في العالم "يوم الأرض" من خلال مسيرات تضامنية تنطلق في الداخل الفلسطيني، وفي الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، كما تستعد منظمات وحركات دولية تنظيم مسيرات تجاه الحدود الإسرائيلية في وقت متزامن.

ولفتت المحافل الأمنية الإسرائيلية إلى أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تراقب عن كثب الاستعدادات لهذا الحدث الذي يطلق عليه «مسيرة مليونية» ويخشون أن تتطور هذه الأحداث وتخرج الأمور عن السيطرة لتأخذ صدى عالميا مثلما حدث في حادث مرمرة.

تكرار أحداث النكبة والنكسة...وتحقيق حلم العودة

ويُقدر مسؤولون عسكريون بأن آلاف من الناس والكثير من اللاجئين الفلسطينيين في الدول المضيفة سيسيرون نحو الحدود الإسرائيلية من أجل تكرار أحداث مجدل شمس العام الماضي (2011).

تجدر الإشارة إلى أنه وفي أحداث مجدل شمس، والتي سميت ايضًا بأحداث النكبة والنكسة، في العام المنصرم (2011) استشهد ما يقارب الـ 30 متظاهرًا وجرح العشرات فيما أعتقل ايضًا العشرات من ابناء الجولان السوري المحتل.

ورأى الكثيرون على أن فعاليات احياء ذكرى النكبة والنكسة الفلسطينية عام 2011، لها ما يُميّزها عن السنوات الماضية، فقد تحولت هذه الفعاليات من إحياء ذكرى إلى تجسيد حقيقي لمفهوم العودة إلى الوطن من خلال الزحف البشري الفلسطيني في لبنان وسوريا، بالإضافة إلى الأردن ومصر تجاه الحدود الفلسطينية المحتلة. حيث انسحقت المقولة الصهيونية الشهيرة "الكبار يموتون والصغار ينسون" وانقلبت المعادلة التي اتضحت معالمها بأن الأجيال الفلسطينية التي لم تشهد النكبة ولم تولد فوق أرض فلسطين هي أكثر تمسكًا بالوطن جيلا بعد جيل، وأن حق العودة يولد ويتجذّر مع ولادة الأجيال الفلسطينية المتعاقبة التي تحمل راية العودة من الجيل الذي سبقها.

"توريط" لشباب مخيم اليرموك والشباب الفلسطينيّ

في المقابل، انتقد عددٌ من الكتاب والمحللين الزحف إلى القدس، موضحين على أنه يهدف لـ "خدمة مصالح النظام في سوريا" والذي يعاني من أزمة داخلية حاليًا، وأوضح المحللون على أنه "لا يجوز توريط الشباب الفلسطيني في تلك الدوامة"، الأمر الذي أدى إلى انقسام في أوساط فلسطينية، خاصة في مخيم اليرموك في سوريا، إزاء هذا الزحف.

موقع "بكرا" ولاستيضاح تفاصيل أكثر حول الـ "مليونية إلى القدس" هذا العام، والتي من المتوقع أن تترجم إلى أرض الواقع بـ 30 آذار المقبل، أجرى الحوار التالي مع عضو مكتب التنسيق القومي في «الشباب القومي العربي» ومنسق لجنة الانضباط والتنظيم في اللجنة الوطنية للمسيرة العالمية إلى القدس في لبنان الناشط الحقوقيّ والسياسيّ أسعد حمود:

بكرا: رغم التحضيرات الإسرائيلية هل ستنطلق المسيرة إلى القدس كما مخطط لها ؟

حمود: لا شك في أن المسيرة ستنطلق وبقوة الى أقرب نقطة ممكنة الى القدس، فخروج عشرات الألوف في الثلاثين من آذار من كافة أرجاء المعمورة، بكافة اتجاهاتها وقاراتها تلبيّة لنداء القدس، سيكون رداً واضحاً على تهديدات الصهايّنة وتحضيراتهم.

كما أنها ستكون انتصاراً للقيّم الإنسانيّة التي تحملها الثورة الفلسطينية المستمرة منذ 15 ايار 1948 بوجه الحركة الصهيونيّة المجرمة، ولخيار المقاومة والممانعة بوجه المشروع الاستعماري الأميركي الإرهابي للـتأكيد لأهلنا في القدس الصابرين على ظلم الصهاينة وتعنتهم، بأننا معهم، كما لنعلن تأييدنا المطلق للمقاومين الصابرين المثابرين على تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، الرافضين مشاريع التقسيم والاستيطان ولنؤكد على حق الشعب العربي الفلسطيني بالعودة إلى كامل مدنه وقراه، مستنكرين كل المشاريع الهادفة إلى تهويد القدس من سياسات هدم البيوت وترحيل السكان للقضايا اليومية التي يواجهها المقدسيين خلال محاولتهم حماية القدس والتمسك بها, وبالتأكيد هنالك رسالة واضحة ضد محاولات تدمير الأقصى المبارك، داعين لحماية كنيسة المهد وكافة المقدسات في فلسطين.

"بكرا": من أي مواقع وبلدان عربية ستنطلق المسيرة وهل ستشارك الأردن؟

حمود: في 30 آذار سنلتقي ونحتشد من جميع القارات على الحدود مع الأردن ومصر وسوريا ولبنان بمشاركة الوفود التي ستنضم إلينا من كل دول العالم في مسيرة سلمية نحو فلسطين.

وسيلتقي هذا الكم البشري من جنسيات مختلفة وعقائد متنوعة على تحرير فلسطين، والتي أعلنت القدس عاصمة لها وللعرب والمسلمين، ملبين نداء الواجب فالقدس أصدق عنوان لتحرير فلسطين التي هي عنوان لاستقلال العرب ووحدتهم ونهضتهم، وهي قبلة كل المؤمنين، فبها يعرف الثائر الأصيل مدى قربه أو ابتعاده عن ومبادئه ولأجلها يثور. لقد تم الاتفاق على تنظيم المسيرة العالمية إلى القدس بهدف رفع الوعي العالمي والتنبيه للخطر المحدق بالقدس الشريف على يد العصابات الصهيونية والمساعدة على الاقتراب من يوم التحرير.

"بكرا": هل تم التنسيق مع هيئات من فلسطيني الداخل فيما يتعلق بالموضوع ؟

حمود: نتيجة للوضع الخاص الذي يعيشه أهلنا في أراضي فلسطين المحتلة لا يمكننا الجزم حول مشاركتهم حالياً، لكنهم عودونا دائما بان يكونوا جزءً من كل تحرك نقوم به، وهم كذلك بالنسبة لمسيرة القدس، إما من خلال تنسيق مباشر أو غير مباشر فالدعوة لمسيرة القدس هي دعوة عالميّة ونتوقع مشاركة كل من تهمه أو مؤمن بقضيّة فلسطين سيعتبر الدعوة للمشاركة شخصيّة وسيشارك بالمسيرة تماماً مثلما كان في مسيرة العودة والتي كانت الانطلاقة الأولى للفكرة، وهذا ما نتوخاه من أهلنا في الأراضي المحتلة في القدس والجليل والمثلث والنقب والضفة وغزة وكل فلسطين، كما اؤكد على ان الشباب القومي العربي مشارك وبفعالية بالمسيرة في فلسطين وعلى امتداد الوطن العربي وفي المهجر.

"بكرا": في المسيرات السابقة سقط ضحايا، هل هناك تخوف من سقوط ضحايا هذه المرة؟

حمود: خلال مسيرة العودة تم الاعتداء على العائدين من قبل جيش الاحتلال الصهيوني عبر إطلاق النار والذي أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى على الحدود اللبنانيّة مع فلسطين المحتلة، وفي الجولان المحتل، وهذا لم ولن يثنينا عن المضي قدماً في سبيل استعادة اراضينا المحتلة بأي طريقة أو وسيلة ممكنة، ودماء شبابنا التي سالت وستسيل ما هي الا قرابين نقدمها على مذبح تحرير فلسطين، وبالنسبة لنا ولأي حراك سلمي عالمي يقوم لنصرة فلسطين شعباً وارضاً ومقدسات نحن مجرد مكمل وداعم للحركة الثورية المسلحة والتي تهدف إلى تحرير فلسطين.

"بكرا": هل هنالك نية تخطي الحدود إلى داخل فلسطين المحتلة ؟

حمود: كل شي بوقته حلو.

"بكرا": الدول العربية تمنع الوصول إلى الحدود مع فلسطين المحتلة وخاصة سوريا، كيف ستتخطون الإشكالية؟

حمود: معظم الدول العربية تمنع الوصول نتيجة التزامها مع الأمم المتحدة وبعض الهيئات الدولية باتفاقيات تلزمها العمل على ابقاء الحدود مع فلسطين المحتلة هادئة دون أي مشاكل، لكننا في لبنان مثلاً نقوم بترتيب الأمور مع الجهات المختصة.

"بكرا": إسرائيل تحاول أن تسوق المسيرة على أنها مخطط إيراني، فهل ايران شريكة في المسيرة ؟


حمود: يعتقد الصهاينة بأنهم عبر الترويج على أن المسيرة هي نتيجة تخطيط من قبل الجمهورية الإسلامية في إيران يفقدونها من زخمها وقوتها، مخطئين هم طبعاً، فالمسيرة والتي تداعى اليها مجموعة من الناشطين العرب والأمميين، يقومون بتمويل المسيرة عبر تأمين الدعم لها من مؤسسات عالمية مستقلة تعمل على دعم القضية الفلسطينية.

بالتأكيد هناك مؤسسات وجمعيات اهلية وشعبية قادمة من الجمهورية الاسلامية ستشارك في هذا الحدث الضخم.

"بكرا": تدعي مصادر مختلفة على أن المسيرة تأتي لتخفيف الضغط السوري الداخلي، هل هذا صحيح؟

حمود: بالطبع هذا غير صحيح، أولا المسيرة هي تتمة حراك شعبي سياسي سبقه الكثير من النشاطات التوعوية والتعبوية فكانت الكثير من اللقاءات والمؤتمرات نصرة للقدس ولفلسطين والقضايا المختلفة المتعلقة، فالقدس من قبل الأحداث المؤسفة في سوريا كانت وجهة كل عربي ومسلم شريف، بل على العكس الرابط الوحيد بين المسيرة وما يجري في سوريا اليوم من مؤامرة صهيو- أمريكيّة، التأكيد على أن البوصلة واضحة وأن لا ثورة حقيقيّة إن لم تكن فلسطين بوصلتها وكون سوريا الداعم العربي والوحيد الفعلي للمقاومة العربية وبالتحديد الفلسطينية باننا كابناء هذا التيار نتآمر كي نساعد سوريا بأزمتها لان سوريا ومن فيها اقوى على مواجهة المصائب والمؤامرات والتي اعتادوا عليها على مر السنين الماضية، ولا ننسى بأن نفس الأبواق ادعت بأن حرب تموز ايضاً اتت لخدمة المصالح السورية كما ادعى زبانية المشروع الاميركي في لبنان والأمة العربية في حينه.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]