لا يختلف اثنان على ان دور العبادة تدخل ضمن حرية الانسان ومعتقداته ، لكن في هذه البلاد يكاد يكون هذا المبدأ مرهون بموافقة المؤسسة الحاكمة حين نتحدث عن دور العبادة للاقلية العربية في البلاد ... ومع ذلك فقد سجلت لجنة امناء الوقف الاسلامي في عكا انجازا كبيرا ومميزا ،حيث نجحت هذه اللجنة برئاسة سليم نجمي من ترميم مسجد اللبابيدي بعد اغلاقه في عام 1948 ، وتم مساء الاثنين افتتاحه وتأدية صلاة المغرب فيه ..

أدى جموع المصلين اول صلاة في المسجد منذ النكبة

عند صلاة المغرب أدى جموع المصلين اول صلاة في المسجد بحضور رئيس لجنة امناء الوقف الاسلامي سليم نجمي، اعضاء اللجنة: الطيب خلايلة، الدكتور حسام طافش ومازن حبوش، وبحضور نائب رئيس بلدية عكا المحامي ادهم جمل، أئمة المساجد ومشايخ المدينة وبمشاركة جمال موسى ممثلا عن قسم الطوائف في وزارة الداخلية.
وافتتح حفل الافتتاح امام المسجد الشيخ محمد زهرة حيث شكر كل من ساهم وعمل على اعادة افتتاح المسجد، وشكر بشكل خاص لجنة امناء الوقف الاسلامي وعلى رأسها السيد سليم نجمي، وسأل الله ان يكون هذا العمل في صالح أعمالهم يوم القيامة.
ثم كانت كلمة رئيس اللجنة سليم نجمي حيث رحب بالحضور، وأكد ان حلم افتتاح المسجد اصبح حقيقة، وهو انجاز تاريخي ما بعده انجاز للمسلمين في مدينة عكا خاصة وعالمنا العربي عامة.

بداية مرحلة جديدة سيشهدها هذا المسجد

وأكد نجمي: "أننا بإفتتاح المسجد لا نريد تسجيل اي موقف شخصي بل نسأل الله ان يكون هذا العمل لوجهه الكريم. وإننا اذ نعلن عن افتتاح هذا المسجد المبارك نعلن في الوقت ذاته عن بداية مرحلة جديدة سيشهدها هذا المسجد، هذه المرحلة هي الرسالة العظيمة التي أرادها الله تعالى لبيوته على الارض، انها الرسالة التي من خلالها سيُذكر فيه اسم الله تعالى، وستُقام فيه شعيرة هي من اعظم شعائر الاسلام قاطبة الا وهي الصلاة. هذا بالاضافة الى ان يكون هذا البيت صرحا من صروح العلم الشرعي وذلك باقامة حلقات العلم التي من خلالها سيتعرف رُوّاد هذا المسجد على فقه العبادات والسيرة النبوية الحسنة وسائر العلوم الدينية التي ترقى بقلوبنا وأفئدتنا حتى تصل وتحظى برضوان الله تعالى".
وذكر نجمي الصعوبات التي واجهت اللجنة بافتتاح المسجد، وعدّد مراحل عملية الترميم لكل مرافق المسجد المبارك، وحمد الله الذي وفقنا بعد طول انتظار وأعاننا وأيّدنا بتأييده حتى حققنا هذا الانجاز الصالح، هذا العمل الذي قد أنُجز بفضل الله تعالى ورعايته من خلال مبادرة لجنة أُمناء الوقف الاسلامي بنواياها الصادقة واصرارها على الحق والتزامها بمصالح المسلمين، ومن خلال دعم الأيدي المتوضئة التي أبت الا وان تساهم في اعادة ترميم وإعمار هذا المسجد العظيم.


نجمي:"نفتتح هذا المسجد في عكا الجديدة وفي منطقة تسكنها شرائحُ مختلفة من المجتمع"

وأضاف نجمي: "اننا اذ نفتتح هذا المسجد في عكا الجديدة وفي منطقة تسكنها شرائحُ مختلفة من المجتمع من شتى القوميات والديانات لنؤكد من خلال هذا الافتتاح على أهمية دور بيوت الله في تأليف القلوب وترسيخ العلاقات الطيبة والحميدة بين ابناء هذا المجتمع وهذه المدينة الحبيبة. ونؤكد على أنّ هذا المسجد سيكون محفزاً من محفزات الخير والمحبة والألفة بين جميع الأهل في هذه المدينة باختلاف قومياتهم وأديانهم وانتماءاتهم، فإن ما نصبو اليه أن يكون هذا الصرح منارة سلام نتطلع من خلالها إلى ترسيخ الصورة الحسنة للدين الإسلامي الحنيف وخلق جسر للتواصل بين أطراف المجتمع وتنشئة أجيال مؤمنة بقِيَم الحوار الانساني بين المجتمعات والتعايش السلمي بين الشعوب".
وفي ختام كلمته شكر نجمي بإسم جميع اعضاء اللجنة المحامي ادهم جمل نائب رئيس بلدية عكا على مساهمته في افتتاح المسجد،وكذلك كمال جيوسي رئيس لجنة امناء الوقف الاسلامي في عكا سابقا ، وشكر ايضا كل من ساهم وعمل على انجاز هذا المشروع المبارك، سواء بماله او عمله او بفكره، او بالدعم المعنوي، او من خلال الدعاء لنا بالتوفيق والرشاد. ومن الجدير ذكره ان مسجد اللبابيدي يقع في الجهة الشمالية - الغربية من البلدة القديمة خارج اسوارها بالقرب من شاطىء البحر في نهاية شارع الرشادية (شارع بن عامي حاليا ).

المسجد تاريخ وحضارة

وقد بني على قطعة أرض مساحتها دونم ونصف الدونم ، بعد أن اشتدت الحاجة الى مسجد قريب يؤمه المصلون، خاصة ممن سكنوا خارج الاسوار ابتداء من اوائل القرن العشرين . وممن سكنوا المنطقة القريبة من المسجد: محمد فُستق ( أبو شاكر) وشاكر فستق ( ابو عمر) والشيخ حيدر عبد الحميد والشيخ اسعد الشقيري واسرة (الحبش) و (الفقيرة) و ( ابو رقبة). وقام ببناء المسجد على نفقته الخاصة ابن عكا الحاج أحمد بن عبد الله اللبابيدي الذي كان تاجرا ميسور الحال يمتلك الاراضي والعقارات، ومن ممتلكاته «سينما الاهلي» المعروفة. وقد اطلق عليه الناس اسم بانيه، ولوقوعه في منطقة العمارات الجديدة التي بنيت في فترة متأخرة اطلق عليه البعض اسم "جامع العمارات".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]