سؤال:
إبني في الصف السادس. قبل فترة بدأ يتأخر بعض دقائق في العودة إلى البيت بعد المدرسة. يوما بعد يوم وقبل أسبوع عاد إلى البيت في الساعه الخامسه. في كل مرة كان يتأخر فيها كنت أعاقبه بأنواع عقاب وأشرح له مدى قلقي عليه وخوفي من إصابته بمكروه. في يوم هددته بمنعه من الذهاب إلى المدرسه ومنعته بالفعل وجعلته يساعدني في البيت طيلة النهار. منعت عنه الكمبيوتر. لاحظت بأن كل عقاب جاء بنتيجة ليومين فقط. اليوم عاد للتأخر وفي كل مرة يتأخر بها يعدني بأنه لن يكرر ذلك وبأن أصدقاءه هم السبب. أرجو منك توجيهي ومساعدتي بعد أن نفذت كل وسائل العقاب ولم أعد أعرف ماذا أفعل!!
الجواب:
حالة تأخر طفلك في هذه المرحلة هي حاجة جسمانية واجتماعية طبيعية. هو يلعب مع أصحابه بالمدرسة بعد قضاء يوم طويل وشاق من الإصغاء والانصياع لجميع قوانين المدرسة والمربين. وجوده مع الأصحاب بفعاليات حرة حاجة للمتعة واللهو. العقاب لم يفده وضار لتطور شخصيته. الترغيب من البدائل التربوية النافعة والمفيدة. هيا نعرف أكثر عن تلك المرحلة العمرية وماذا أعني بالترغيب.
لماذا يتأثر الطفل بالأتراب في تلك المرحلة العمرية؟
تلك رغبة مرحلية طبيعية. كثيرة هي القواسم المشتركة بين الأطفال في تلك المرحلة. تجمعهم هوايات مشتركة، أنواع موسيقى وأغاني، بعض ممثلين ومغنين، أنواع ملابس، بعض أفلام سينمائية، برامج ومسلسلات تلفزيونية، تصفحات إلكترونية وغيرها من تسالي خاصة بمرحلتهم العمرية. الطفل يندمج بحياة اجتماعية مشتركة ولا يقدر على مقاومتها. هو يسأل عنهم في كل حين، يراقب نمط حياتهم ويعمل على تقليد الكثير من أنماط سلوكية تبهره وتجعله ينجذب نحوها. كل قمع أو منع لا يؤثر على انجذابه وتأثره.
كيف يمكنك مساعدته؟
تلك مرحلة عمرية تحترم كثيرا الفضيلة. لذا فهو يتأثر من كلامك وينوي الاستجابة لتنبيهاتك ولكنه يضعف أمام تأثير انجذابه لأصحابه. توقع تميز خصائص تلك المرحلة العمرية يساعدك على إيجاد أنواع حلول تخلصه من ذلك التورط. انعدام إرادته أمام ذلك التأثير هو حافز لك كي يجعلك خلاقة بالحلول والأساليب النافعة. خلق بدائل ترغيبية تنافس انجذابه لأترابه حالة تساعده كثيرا بالتعامل بجو من الرضى وبأقل ضرر. عليك بزيادة انشغاله بفعاليات تغريبية للتغلب على حماسه لأترابه. لزيادة انشغاله يلزم توفير بيئة صحية منافسة للأتراب ومناسبة لمواهبه. كلما انغمس بحياة مليئة بإشباع ميوله ورغباته كلما تغلب على تأثير انجذابه للأتراب.
ماذا بدل العقاب؟
لم ينفع معه العقاب والدليل على ذلك تجربتك المريرة الماضية معه وذات النتائج الفاشلة. هو يحاول في كل مرة أن ينصاع لتنبيهاتك ولكنه يعود ويتأثر بأترابه ضاربا بأنواع عقابك له عرض الحائط. التشدد بالقوانين دافع قوي لكسره. العقاب يضر بشعوره بتقديره الذاتي وبتطوير شخصية مستقلة، شجاعة ومسؤولة. اللهو مع الأصحاب في تلك المرحلة العمرية حاجة. تأثير الأتراب قوي ولا يمكنه مقاومته خاصة إذا لم يتوفر لديه أي بديل أقوى ينسيه قوة تأثيرهم.
لذا فبمقدورك الاقتراح عليه استضافة بعض من أصدقائه بعد الدوام وفي نهاية كل أسبوع. يمكن أيضا ترتيب زيارة لأحد البساتين القريبة مع بعض عائلات أصحابه لقضاء نزهة في الطبيعة واللعب الحر هناك. يمكنك أيضا وعده بأي نوع من الترغيب المرتبط بصداقاته مما يجعله ينفذ تنبيهاتك بمشاعر إيجابية ورضى.
ألا يحق له بعض تنفيس حركي بهدف اللهو؟
بالطبع نعم. طفلك يحتاج لتنفيس جسدي، حركي ورياضي لتفريغ ضغوطه. تلك هي فرصته.
التنفيس الحركي هو حاجة عاطفية وجسمانية خاصة بعد طول جلوس على مقعد الدراسة لساعات. بما أن جيل إبنك ينجذب لمجموعته العمرية ويميل لتقليدها فعليك بضمه لتلك المجموعة ولكن ببرامج مرتبة يرغب بها ويستفيد منها. من المفيد ضمه لناد رياضي منظم بفعاليات ملائمة لحاجات جسمه المرحلية. من المهم الاتفاق مع بعض من أهالي أصحابه على تسجيلهم لناد قريب يشبع رغبتهم باللهو وبالتنفيس الجسماني. وجود أصحابه معه يبعد عنه الشعور بالغربة.
إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري"
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04
[email protected]
أضف تعليق