أصدرت هيئة مكونة من ثلاثة قضاة في المحكمة المركزية في تل أبيب حكماً يقضي بعدم تحويل طفل في الثامنة من عمره إلى التبنّي، بل بإبقائه في عهده عائلة حاضنة مع السماح لوالدته التي كانت في الماضي تضربه وتعنفـّه وتنكّل به (وقد سجنت لهذا السبب في حيته)، بمقابلته والاتصال به بشكل منتظم – وجاء هذا الحكم ردّاً على استئناف قدّمه موظفو الرفاه والشؤون الاجتماعية الذين طالبوا بالفصل كلياً بين الطفل ووالدته.

وتبيّن حيثيات هذا الملف، أن الوالدة هي مهاجرة من روسيا في الأربعينات من العمر، وقد ربّت ابنها هذا بمفردها، إلى أن علمت دوائر الرفاه بالتنكيل الذي يتعرض له من والدته، فتم إخراجه من عهدتها، وحكم عليها بالسجن بسبب هذا التنكيل . وفي هذه الأثناء تم تحويل الطفل إلى عائلة حاضنة فتحسنت أحواله كثيراً.

وبعد أن أفرج عن الأم انخرطت في مسار للتأهيل والتهذيب واجتازته بنجاح. لكنها بقيت وفقاً لتقارير خبراء خدمات الرفاه والشؤون الاجتماعية سيدة عديمة المسؤولية والأهلية لرعاية وحضانة أولاد، فاعترضت على هذا التقييم واستعانت بمحامين للإبقاء على العلاقة بينها وبين ابنها، فاقنعوا القضاة بأهليتها وصلاحيتها للأمومة، حيث أنها تعمل بشكل منتظم لتعتاش، وقد استأجرت بيتاً بالشراكة مع سيدة أخرى، وتخضع لإشراف عاملة اجتماعية . وهي اليوم تلتقي مع ابنها مرة كل أسبوعين لمدة ساعة، في احد مكاتب الرفاه، الأمر الذي يثير ارتياحها من قرار محكمة شؤون العائلة في تل أبيب، التي جوبهت باعتراض واستئناف من موظفي الرفاه الذين توجهوا إلى مركزية تل أبيب محاولين نقض الحكم السابق، لكن قضاة المحكمة الثلاثة ردوا الاستئناف وأبقوا على الرابطة بين الأم وطفلها، رافضين تحويله إلى التبنّي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]