سؤال:
أنا مركزة تربية اجتماعية في مدرستي. أبادر بترتيب برامج تربوية وثقافية متنوعة. مشكلتي هي عزوف طلابنا بجيل ما بعد الثامنة عن المطالعة. تلك حالة عامة ومستمرة من جيل إلى جيل. يقلقني ذلك. في السنوات الأخيرة اعتمدت استضافة كتاب محليين للقاء الطلاب من أجيال مختلفة.
ألاحظ بأنه بعد كل لقاء تنتعش مكتبة المدرسة باستعارة الكتب وترتفع درجة نسبة المطالعة. ما سر ذلك التحول؟
جواب:
ما من شك بأن إقبال الطلاب على المكتبة يزيد بعد تعرفهم على الكاتب وعلى مؤلفاته. هذا يذكرنا بتجربتنا الماضية حين كنا بذات المرحلة العمرية التي يمر بها طلاب اليوم. حين كنا نشاهد أحد الكتاب على الشاشة الصغيرة أو نستمع لحديثه ببرامج إذاعية نتأثر من كلامه ونذهب لنطلب مؤلفاته. تلك وسيلة إثارة إيجابية ثقافية.
هل للأديب تأثير على المستمع أو المشاهد؟
بالطبع نعم. من المؤكد بأن اهتمام الطلاب به وبكتاباته تزيد خاصة حين يحاورهم ويستمتعون بحديثه فيتأثرون من موهبته. من المهم تحضير الطلاب المسبق من قبل للقائهم بالكاتب. تشجيعهم للقيام بدور الصحافي الباحث. تدريبهم على التحاور والمساءلة بكل ما يهمهم من معلومات عن الكاتب للتعارف أولا للبحث بمواضيع تخص مؤلفاته وأفكاره. هذا التعارف يقرب الطلاب منه وتتسع دائرة معلوماتهم وتتنوع.
إن الطالب يعرف أديب الأطفال من خلال سرد حاضنته أو والديه بعضا من قصصه. بعد أن كان قد تمتع بحبكة قصته وطلب تكرار سردها أو التعرف على المزيد من مؤلفاته يصبح اللقاء به هو حاجة عاطفية في مراحل عمرية متقدمة. هناك أيضا بعض تجارب ماضية تجعل الطفل يتعلق بشخصية قصصية تشده للتعرف على الكاتب. في مراحل عمرية متأخرة وبعد هذا النوع من التجارب لا بد للطالب من أن يتهلف للتعرف على ذلك الأديب الذي كتب له تلك القصص.
التدريب على محاورته عبارة عن خبرة اجتماعية تحتاج لجرأة وتقدير ذاتي. هذا عدا عن تطوير مهارة الطالب الأدبية بتحضير أسئلته بلغة تشويقية خاصة حين تصدر بنابع شغف بقصص ذلك الأديب الضيف.
ماذا يمكن أن يكشف الأديب عند لقائه بقرائه من الطلاب؟
من أهم أسس أي لقاء ناجح هو الاحترام المتبادل بين الطلاب والأديب. إصغاء الأديب لأسئلة الطلاب وإصغاء الطلاب لأجوبته عنصر ضروري بأسس العلاقات الاجتماعية. من المهم أيضا استعداد الأديب لتلقي أي استفسار والرد عليه باحترام. تعبيره لهم عن تقديره وعن مستوى تفكيرهم عامل تشجيعي. الإجابة الصادقة على كل سؤال يطرحه الطلاب تؤثر بهم وتزيد من شغفهم بقراءة مؤلفاته.
من العناصر التي تجعل الطلاب يطلبون المزيد من مؤلفاته هي بأن يقرأ لهم بعض مقطوعات من قصصه ويتوقف عند عقدة تشويقية بهدف تحفيزهم على طلب كتاب القصة لمعرفة تفاصيل إضافية لم يكشفها لهم.
قراءة الأديب المؤثرة هي أيضا عنصر تحفيزي يعمل على رفع شغف الطالب بالمطالعة.
هل لقاء الأديب عامل مثير للتحفيز على احترام المواهب؟
بالطبع نعم. انبهار الطالب بموهبة الكاتب الأدبية هي حافز قوي لتقدير مواهبته. كلما شعر الطفل بأن الضيف الأديب قد نجح بالتأثير على جمهوره من الطلاب بموهبته الأدبية كلما اقتنع بأهمية تقدير المواهب المتنوعة واحترامها. دور الأديب أيضا هو التعرف على مواهب الطلاب المضيفين وتشجعيهم. نعم للسماح لهم بالتحدث عن مواهبهم المختلفة والتي ليست بالضرورة أدبية. تقديره مواهبهم وتشجيعه يرفع من درجة أملهم بمستقبل موهبتهم الذاتية. نجاح الأديب الضيف هو قدوة مقنعة له ولموهبته. بعد مقابلة الكاتب يتأكد الطالب بأن سبب حب الجميع له هو موهبته. مثل تلك اللقاءات تجعل الطلاب الموهوبين بمجالاتهم المتعددة على يقين بأن موهبتهم هي أيضا ذات قيمة ومن الضروري العمل على صقلها وتطويرها.
إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري"
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04
[email protected]
أضف تعليق