سؤال:

أنا أم لطفلة بجيل 3 سنوات. أدخلت طفلتي الروضة في بداية السنة. تقرير مربيتها عنها دائما جيد. هي تشترك بالفعاليات، تلعب وتلهو مع الأطفال، تصغي أثناء قراءة القصة. مشكلتي هي حين تعود للبيت. إنني لا أستطيع أن أستخرج منها ما حصل معها هناك. كلامها طفولي. لماذا؟

مع أنني درست موضوع التربية الخاصة ولكنني أعجز عن تعليم ابنتي بعض مفاهيم معرفية مثل الألوان، العد حتى العاشرة وغيرها. هي لا تتفاعل معي. ما يقهرني هو حين أقارنها بأطفال العائلة الذين يسبقونها بثروتهم اللغوية ومعرفتهم الواسعة. أنا أعلم بأن لكل إنسان قدراته ودرجة ذكائه ولكنني وبداخلي غير مقتنعة بذلك. مشكلتي هي بأنني لا أعرف بالضبط ماذا أريد من ابنتي! أطمع بأن تعرف ابنتي كل شيء. هي ليست غبية ويجب عليّ أن أنمّي لها ذكاءها ولكن كيف؟ ماذا يجب عليها أن تعرف في هذا الجيل؟

الجواب:

أتفهم صعوبة ما تمرين به. أنت أم متطلبة وغير راضية. أنت تتعذبين وتعذبين ابنتك يوميا. شعورك بعدم الرضى يجعلك تعيشين قلقا. الشعور هو إرادة ذاتية يقنع الانسان نفسه به. المهم اتخاذ القرار.

هل المشكلة بطفلتك أم بالصور المثالية التي تطلبينها منها؟

أنت تبنين لطفلتك صورا نموذجية وتتوقعين منها تطبيقها بحذافيرها. تلك الصور هي غير واقعية ولا تتناسب مع تطورها. لا للتوقع غير القابل للتحقيق ونعم للتعامل مع الواقع الحقيقي والحاضر اليومي. فلتعيشي حاضرك المليء بالحياة والطبيعة الجميلة. البرمجة ورسم منهاج تعليمي لطفلتك يفسد عليك المتعة بذلك الحاضر اليومي الجميل. طفلتك طبيعية وتلك هي مميزات مرحلتها العمرية. لا للمقارنة ونعم لتقبل تميزها واختلافها. القدرات، الميول والمواهب كثيرة ومتنوعة عند كل مخلوق وعند طفلتك أيضا.
هيا نعرف أكثر عن طفلتك. هيا نعرف أكثر عن أساليب تعامل تربوية إيجابية. المعرفة قوة. الجهل ضعف ومؤذٍ للجميع.

ما هو التعويض العاطفي لطفلتك لوقايتها من أذى الصورة النموجية التي تتوقعينها لها؟

كثيرا ما يلجأ الأهل لتوقعات من أطفالهم وكثيرا ما تكون تلك التوقعات عائقا. يتمنى كل طفل أن يكون عند حسن ظن أهله ومن جهة أخرى يحتاج لأن يكون هو يعيش حياته بطبيعته وبقدراته. الانسان الذي يتمتع بتقدير ذاتي هو فقط الذي يعيش حياة سعيدة. السوي النفس هو الذي يسلك بقيادة إرادته الذاتية من غير ضغوط عاطفية خارجية. فلا لفرض صورة غير واقعية عن ذات طفلتك ولا لتحميلها مسؤولية غير مناسبة لمرحلتها العمرية. طفلتك تتميز بمرحلة الخيال الواسع. فلتطلقي لها العنان للتمتع بتلك الحالة المبدعة والتي تعمل على تنفيسها من الضغوط. ما يعمل على التوازن بين أسلوبك الضاغط القاهر لطفلتك هو لجوؤها للخيال. نعم للسماح لها بالعيش ببيئة قابلة لاشباع خيالها. لا تبخلي بامتداحها على كل سلوك تقوم به. إفرحي بها وأظهري فرحك لها. فرحك وامتداحك يعوّضها صعوبة ما مرت به من أساليب قاهرة- غير مقصودة طبعا-.

نعم للقصص والمسرحيات واستخدام الدمى

نعم للعب الخيالي. هي تحتاج للعب أدوار شخصيات من واقعها مثل، الأم، الأب، الحاضنة وأي طفل آخر تعرفه...ألخ. التمثيل بواسطة اللعب الخيالي يجعلها تحكي وتعبر عما يثير أحاسيسها الآنية والواقعية. من خلال لعبها الخيالي يمكنك التعرف على واقعها الآني وكشف أسرارها. الطفل يعبر عن حالته العاطفية أثناء لعبه الأدوار. هو يحتاج لاستنطاق الدمى فيقول ما يحتاجه ويرغب به. تلك وسيلة عاطفية تنفيسية تجعلها تحكي بحرية على لسان الشخصيات التي تلعبها. كل ما تحتاجه منك هو الانجرار معها بحسب توزيع الدور الذي تطلبه منك. هي تطلب من المقربين منها تقمص دور تريده لهم وما على الآخر سوى تطبيق ما تطلبه منه. الطفل في تلك المرحلة هو مخرج مسرحي لحبكة قصصية من حياته اليومية. هو يحتاج لخوضها بأنواع من اللعب الوهمي الخيالي.

ماذا يميز تلك المرحلة العمرية؟

طفلتك في مرحلة عمرية تتميز كما ذكرت سابقا بالخيال والواسع وأيضا بحب الاستطلاع والمعرفة في جميع أنواع مجالات التطور. إشباع تلك الحاجات هو عن طريق النشاط الحركي والنطق بكلام حر – طبعا بتقليد ألفاظ محيطها-. حاجتها لمجالات حركية، فعاليات رياضية ومعرفة كثيرة ومثيرة. الضبط بهدف التلقين وحشو المعلومات حالة مقيتة ومزعجة لها كثيرا طالما هي لا ترغب بها. من المهم المراقبة لاكتشاف تميزها والدعم بالتشجيع والامتداح. لا لضغطها بالتلقين الممل وبسباق لا جدوى منه.
وأخيرا يلزم ابنتك تفريغ طاقاتها بفعاليات حركية وتنفيسها بنشاطات رياضية مبرمجة بمشوار في بستان قريب في الطبيعة أو بتسجيلها بناد خاص بفعاليات لمرحلتها العمرية.
 

عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]