من اليوم وحتى آخر نهار الثلاثاء المقبل، تنفرج أحوال الطقس، وتأخذ درجات الحرارة بالارتفاع تدريجيًا وتعود للهبوط نهار الأربعاء- الأمر الذي يتيح متسعًا من الوقت للتوجه الى الجليل الأعلى (في أقصى الشمال) أو إلى صحراء النقب، جنوبًا- للاستمتاع بمشاهد الشلالات التي أغنتها الأمطار الغزيرة بما يكفي من مياه جارية بصخب منعش، وبمشاهد البيئة المجاورة المزدانة بالأزهار وسط تضاريس ومعالم جادت بها الطبيعة، وجعلتها كباقي مناطق بلادنا اكثر سحرًا وجمالاً وتنوعًا يبهر الأنظار ويبهج الأبصار.
شلال وادي"فرع" في الجليل الأعلى
يقع شلال وادي"ناحل فرع" في المنطقة المسمّاة "اصبع الجليل"، في أقصى شمال البلاد، وبجوار القرية الزراعية"كيبوتس سنير"، يقع مطلّ يشرف على مجرى وادي"ناحل حرمون"، وعلى شلال وادي"فرع".
وفي أوج موسم الشتاء ، في هذه الأيام، تتدفّق مياه الوادي بخرير يتعالى صخبه مستمدًا من غزارة مياه الأمطار الوفيرة، هابطة بقوة هائلة صانعةً شلالاً مدوّيًا، تنساب مياهه مكملة جريانها في وادي "ناحل حرمون".
كيفية الوصول
تسافرون من "كريات شمونة" (الخالصة) على شارع رقم (99)، وبعد 9،5 كم تتجهون يمينًا نحو"كيبوتس سنير". تسيرون مسافة (900) متر، وتجتازون المدخل الواقع على يمينكم إلى المدرسة الزراعية التي تحمل اسم"حرمون". وبعد مسافة (600) متر اضافية تنعطفون الى اليمين سائرين في طريق ضيق يتجه نحو مقبرة "الكيبوتس" وبعد مسافة عشرين مترًا توقفون سياراتكم قبالة البوابة المغلقة. وعندما تترجّلون،تدخلون من بوابة صغيرة خاصة بالمارة والمشاة، وبعد عشرين مترًا تتجهون يسارًا نحو الشقّ الصخري الظاهر امامكم، حيث يقع المطلّ الذي يشرف على وادي"فرع" الجاري بكامل روعته وبهائه..
شلال "عين قلط" في صحراء "يهودا"
يقع هذا الشلال شمالي "صحراء يهودا"، وهو الشلال الجنوبي من بين شلالات"عين قلط"، وهو الاكثر صخبًا، والأشد تدفقًا، وتهبط مياهه بقوة هائلة تنبعث منها ألحان سمفونية مائية، تصدح كأنها معزوفة موسيقار تبدع أنامله في مداعبة ذرى الأوتار، واستيحاء أبلغ الأشعار.
كيفية الوصول
تسافرون على الشارع رقم"واحد" من القدس باتجاه البحر الميت. وبعد مسافة عشرين كيلومترًا تصلون الى مفترق"تسومت متسبي يريحو"(قرب أريحا) وتنعطفون يسارًا، ثم يسارًا مرة أخرى، تبعًا لليافطات، باتجاه "وادي قلط" (أوبتسميتة) العبرية"ناحل برات"). تسيرون على الشارع المعلّم باللون الأسود مسافة (950) مترًا، وعند ملتقى الطرقات بالشارع، تختارون الدرب الأيمن، المعلّم باللون الأسود، وتهبطون سائرين عليه نحو مجرى الوادي. ويتعرج الدرب هنا لمسافة كيلومتر ونصف وعند نهايته تصلون الى موقف السيارات، حيث تركنونها أمام "مهبط أدراج" معلّمة هي الأخرى باللون الأسود، استمرارًا للدرب المعلم بهذا اللون، وتهبطون بالأدراج باتجاه مجرى الوادي، وتمرون بجوار حظيرة أغنام مجاورة لمنازل يسكنها مواطنون فلسطينيون، وتواصلون السير هبوطًا حتى تصلوا الى الوادي نفسه. وهنا بامكانكم الاستراحة والتقاط الأنفاس والتمتع بالمشهد الشاعري البديع، واذا رغبتم فبامكانكم اجتياز مجرى الوادي لتصلوا بعد مسافة (450) مترًا، جسرًا خشبيًا، هو قمة في الرومانسية، وكأنه مسك ختام رحلتكم..
[email protected]
أضف تعليق