تثير المعطيات التي تقشعّر لها الأبدان حول حجم العنف الرهيب الذي يتعرّض له الأولاد والأحداث في المجتمع الإسرائيلي، جدلا ً واسعا ً حول الأسباب وسبل المكافحة – وفي نفس الوقت يدور الجدل حول الظواهر المقلقة للعنف المهول داخل أوساط هؤلاء الأولاد، فيما بينهم.
فقد نـًُشر مؤخرا ً أن ثمانية أولاد، تتراوح أعمارهم بين الثامنة والعاشرة، اعتدوا بوحشية على فتاة في السابعة عشرة من عمرها، خلال مرورها من أمام مركز الاستيعاب (للقادمين الجدد) الذي يقيمون فيه في صفد، حيث أوسعوها ضربا ً، ومزّقوا ملابسها وقاموا بأفعال مشينة ضدها.
وروت الفتاة للشرطة أنها تعّرضت للاعتداء وسط الشارع وفي وضح النهار، وتمكنت بصعوبة من الإفلات من أيديهم، وعلمت الشرطة بالأمر من احد حراس "مركز الاستيعاب" الذي كان شاهدا ً على ما جرى. وأفاد مسؤول في شرطة المدينة بأنه بعد استجواب الأولاد المعتدين، تم تحويل ملفهم إلى دوائر الرفاه والشؤون الاجتماعية، لأنها هي المخولة بمتابعة هذه القضية، وليس الشرطة، نظرا ً لسن الأولاد.
وأكثر من ذلك، فقد عقدت بلدية صفد اجتماعا ً طارئا ً لمناقشة هذه الواقعة الخطيرة، وأشار متحدث باسم المجلس البلدي إلى "الإشكاليات" الحاصلة في إدارة "مركز الاستيعاب" الذي يؤدي الأولاد المعتدين، ودعا رئيس البلدية، ايلان شوحط، المسؤولين في وزارة الاستيعاب والوكالة اليهودية، إلى تحمل مسؤولياتهم ومعالجة هذه الظاهرة بحزم، بسبب تكراراها وتفاقمها.
وعقب مسؤول في الوكالة اليهودية بالقول انه تم استدعاء الأولاد المعتدين وأولياء أمورهم، واستمعوا إلى توجيها وإرشادات لمكافحة العنف والتحرش، ووعد بتكثيف هذا الجهد وتعميمه للحدّ من المخاطر والعواقب!
"شلخوا" شعر البنت!!
وفي واقعة مشابهة، علم أن ثلاث فتيات وفتى ً تتراوح أعمارهن بين 14 -17 عاما ً اعتدوا بوحشية على فتاة في الرابعة عشرة من عمرها، في حيفا، لمجرّد ظنـّهم بأنها سخرت من إحدى المعتديات!
وبدأت هذه القصة قبل أيام،حين تشاجرت فتاتان تنزلان في إحدى المؤسسات في حيفا، لان إحداهما ظنت أن زميلتها سخرت منها، وتطور الشجار إلى مسار العنف، وتكرّر الشجار بعد يومين، وكان اعنف من السابق بكثير، حيث توجهت إحداهما إلى احد زملائها (17.5 عام) في المؤسسة، واستنجدت به ضد رفيقتها، فما كان منه إلا أن قام بصفع "الرفيقة"، وانضمت إليه فتاتان أخريان، فتعاونوا على لبط وخبط وركل ولكم المسكينة بعد أن طرحوها أرضا ً، ولم يتورعوا عن "تشليخ" واقتلاع شعرها من "جذوره"، ناهيك عن الجراح والكدمات والرضوض التي لحقت بها. ولم يتوقف هذا "اللينتش" المفزع إلا بتدخل إحدى موظفات المؤسسة، وحوّلت الضحية إلى المستشفى للعلاج، بينما حضرت دورية شرطة وأوقفت المعتدين الأربعة، وتم تمديد توقيف ثلاثة منهم.
"عـُد ْ إلى روسيا"!
وقريبا ً من حيفا نفسها، وقعت حادثة أخرى حين كان صبي في الثانية عشرة من عمره عائدا ً إلى منزله من المدرسة، فاعترضه ثلاثة من زملائه وبادروه بعبارات استفزازية مثل: لماذا جئت إلى إسرائيل؟ عليك العودة إلى روسيا!
ولم يكتفوا بذلك، بل قام أحدهم باختطاف حقيبة الصبي، ورمى محتوياتها على الأرض، وراح هو ورفيقاه يدرسون على الكتب والدفاتر، ويسخرون من "أصلة الروسي"، ثم غادروا المكان.
ولم تعلم والدة الصبي بالاعتداء على ابنها إلا بعد بضعة أيام، وقد ألح عليها بألا تشتكي المعتدين لأحد، "خوفا ً من العواقب"!
وتضيف والدته انه لا يكفّ عن البكاء، ولا يجد تفسيرا ً لما تعرّض له من تنكيل، وتقول أنها هي الأخرى شديدة الغضب والقلق، لكنها عازمة على دعوة المعتدين إلى بيتها لتسألهم عن سبب فعلتهم، ولتتناقش معهم في كيفية "حل المشكلة"!!
[email protected]
أضف تعليق