سؤال:

أنا معلمة وأم لطفلة تبلغ من العمر 3 سنوات ونصف. كلما أسرد لها قصة تطلب مني تكرارها مرتين وأحياناً ثلاث مرات. لماذا هذا الإلحاح؟ كيف لي أن أتعامل معها؟ هل أطيعها أم ماذا؟

الجواب:

بعد يوم عمل طويل من المؤكد بأنك تحتاجين لراحة وهدوء. فمن الطبيعي أن تسردي قصة لطفلتك ساعة المساء مرة واحدة وبعدها تخلد طفلتك لنوم عميق.

لماذا يطلب الطفل تكرار السرد؟

التكرار هو من مميزات خصائص مرحلة الطفولة. يكرر عادة الطفل السؤال، حركاته، يطلب تكرار الدغدغات والمداعبات...ألخ. من طبيعته التكرار وعدم الكلل أو الملل. المشكلة هي بالكبار. هم سريعو التعب، الملل والتذمر.

تطلب طفلتك تكرار سرد قصة ما لشدة شغفها بأحداثها وبشخصياتها المحببة عليها. هذا عدا عن ارتياحها لما تعرفه عنها من تفاصيل تجعلها أكثر اطمئنانا. حين يستمع الطفل عادة لقصة يندمج بالتجربة القصصية، يستذكر من خلال أحداثها بعضا من تجاربه الماضية، يتأثر بحبكتها، ويفرح لنهايتها السعيدة. يصبح تكرار السرد حالة لطيفة خاصة بعدما أصبح يعرف عنها جميع خباياها فلا مفاجآت تزعجه. طالما تجلس طفلتك مصغية مرتاحة فهذا مؤشر إيجابي، يعكس لهفتها ومدى ارتياحها.

إن كان بمقدورك تكرار السرد فتلك فعالية مفيدة ولا شك ممتعة لطفلتك. أما إن كنت تحتاجين لخطة تربوية يمكن أن تعفيك من التكرار المبالغ ولا تضر بتطور طفلتك فإليك:

خطة تربوية تنظيمية:

عليك وقبل المباشرة بفعالية السرد أن تشترطي على طفلتك عدد مرات السرد. أي الاتفاق المشروط المسبق. من الضروري الإلتزام بعدد المرات التي كنت قد إُّتفقت عليها معها. تكرار السرد حاجة لغوية نافعة لزيادة رصيدها من المفردات وهي أيضا حاجة عاطفية لتوثيق العلاقة بينكما خاصة في تلك المرحلة العمرية.

خطة تربوية حازمة:

لا مانع من سرد القصة مرة واحدة ولكن يلزم الاتفاق معها قبل الشروع بالسرد والثبات على الاتفاق بعد الانتهاء من السرد.

رد فعل طفلتك عند خاتمة السرد هو بالطبع الانفعال والغضب الشديد. هذا الانفعال هو طبيعي وضروري. إن هدف الثبات على الاتفاق هو تعبك من التكرار ولتعويدها التربوي على الانضباط. فلا للانفعال أو الغضب عند اعتراضها الانفعالي ونعم لغمرها وتقبيلها حتى وإن كانت ما زالت غير راضية. بعد تكرار الثبات على الاتفاق سوف تعتاد التنظيم والانضباط وسوف تعتاد التحكم بمشاعرها.

الخطة التربوية الأكثر ليونة وفائدة:

قبل المباشرة بسرد قصتها التي تحبها تشترطي عليها بعد خاتمة السرد قيامك بسرد قصة جديدة- لزيادة معرفتها وللتنويع-. أسلوب تربوي يساعدها على التعويد على الانضباط ولكنه أكثر ليونة وفائدة من الخطة الحازمة الجافة السابقة.

الخطة التربوية الأكثر إيجابية:

أن تتوصلي معها لاتفاق مسبق بأن تسردي لها قصتها التي تحبها مرتين ولكن بشرط أن تحكي لها قصة أخرى جديدة إضافية. خطة تربوية مريحة للطرفين وبنفس الوقت مفيدة لها من الناحية اللغوية والعاطفية والذهنية أيضا. هذا عدا عن أن تلك الخطة سوف تمنحك المزيد من الصبر والقدرة على التحمل وتعمل على تقوية الروابط العاطفية بينكما. تلك الخطة سوف تجعل طفلتك أكثر إيجابية عند قيامها بواجباتها لأنها تكتسب خبراتها من نموذجك التربوي الإيجابي.

الهدف من تقديم عدة بدائل تربوية هو بأن تختاري بحرية ما يناسب مزاج طفلتك وقدراتك.

وأخيرا وللمزيد من المعلومات عن سؤالك في كتابي: (دور القصة في التربية).

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]