تعتبر محاولة الأم التحاور أو التحدث مع طفلها أمرا مهما لتوسعة مداركه ومساعدته على اكتشاف ماذا يريد في الحياة، كما أن فتحك لحديث أو حوار مع الطفل سيجعل بينكما نوعا من الثقة يمكنه من التحدث معك في أي موضوع.

وفي العادة فإن الطفل يكون نشيطا ومتحركا وكثير الكلام ولكن هناك بعض الأطفال الذين يتسمون بالخجل وعدم القدرة على مشاركة الآخرين مشاعرهم أو عدم القدرة على فتح حوار أو حديث مع الآخرين من أهل أو أصدقاء، بالإضافة إلى رفض الاختلاط بهم، مع الوضع في الاعتبار أنه في حالة كان طفلك من هذا النوع فإنه سيكون مفتقدا للثقة ويظن أن الأطفال الآخرين سيتجاهلونه إذا حاول التحدث إليهم.

ويجب عليك كأم أن تتصرفي في حالة طفلك تلك لتساعديه في مواجهة قلة ثقته بنفسه وخجله وتردده الاجتماعي.

ويمكنك أن تجعلي طفلك أكثر ثقة بنفسه عن طريق محاولة فتح حوار أو حديث معه.

يمكنك كأم أن تشركي طفلك في العديد من الأنشطة المختلفة مثل الرياضات المتنوعة والأنشطة الفنية وهى كلها أمور ستعطى الطفل فرصة للكلام والتعبير عن نفسه.

ويجب عليك أن تحرصي على ألا يقضي طفلك كل أو معظم وقته في المنزل يشاهد التليفزيون لأن هذا سيعنى أن فرصته في مقابلة أشخاص وأصدقاء جدد والتحدث معهم ستكون ضئيلة.

تستطيعين أيضا القيام بتنمية مهارات التواصل عند طفلك عن طريق أن تطلبي منه أن يكتب عن موضوعات تقترحينها عليه كل يوم. ويمكنك مثلا أن تقترحي على طفلك أن يكتب في موضوعات عن رياضاته المفضلة، مع إعطائه زمنا محددا ليكمل الموضوع فيه.

وهناك بعض الأسئلة التي يمكنك أن تقومي بطرحها على طفلك لبدء الحوار معه:

- ماذا فعلت في المدرسة أو كيف كان يومك الدراسي؟
- ماذا فعلت في الفسحة وهل اشتركت في أي ألعاب مع زملائك؟
- ما هو أكثر شيء تحبه أو تكرهه في المدرسة؟
- مع من تناولت الغداء في المدرسة اليوم؟
- هل قمت بمساعدة أي زميل في المدرسة خلال الأسبوع الماضي؟
- من هو معلمك المفضل ولماذا؟
- هل تخاف من أي شيء ولماذا؟
- هل تشاجرت مع أحد في المدرسة اليوم؟
- ماذا تريد أن تعمل عندما تكبر؟

إن الكلام أو الحوار وقت تناول طعام الإفطار، الغداء أو العشاء كأسرة هو أمر مهم وخصوصا خلال وجبة العشاء حيث يكون كل أفراد الأسرة مجتمعين.

إذا كنت مثلا تعلمين أن طفلك يقوم بقراءة أو دراسة كتاب معين في المدرسة فيمكنك مثلا أن تفتحي معه الحوار حول الكتاب أو الرواية مع سؤاله عن الشخصيات وعن مدى استمتاعه بالقصة، وقد يكون هذا الأمر أكثر إمتاعا له بدلا من سؤاله فقط عن يومه في المدرسة وماذا فعل فيه.

ويمكنك أيضا أن تبدئي الحديث أو الكلام مع طفلك عن طريق الانتباه جيدا للمواضيع التي تجذب انتباهه في حديثك مع الآخرين.

وإذا شعرت مثلا أن طفلك مهتم بموضوع معين تتحدثين فيه، حاولي تبسيط الموضوع له. وإذا كان طفلك مثلا قد قام بكتابة موضوع أو مقال في المدرسة، فيمكنك أن تطلبي منه أن يتحدث عنه أمام باقي أفراد العائلة أثناء تناول طعام العشاء.

كيف تشجعين طفلك على فتح حوار أو حديث مع أصدقائه وزملائه؟

إن التعرف على أصدقاء جدد قد يكون أمرا صعبا بالنسبة لبعض الأطفال وبالتالي فإن فتح حوار مع طفل آخر هو أمر مستبعد بالنسبة لهم تماما، فهم يشعرون أنه سيتم رفضهم أو تجاهلهم أو حتى السخرية منهم ولذلك فإنهم حتى لا يحاولون.

واعلمي أنك إذا ساعدت طفلك على تعلم كيف يفتح حوارا لن يحوله على الفور من طفل انطوائي لطفل اجتماعي ولكنك على الأقل ستساعدينه على الخروج من القوقعة.

اقترحي على طفلك أن يبدأ كلامه مع طفل آخر عن طريق بعض الأسئلة البسيطة مثل السؤال عن طعامه المفضل، ومثلا إذا كان هو وأصدقاؤه في صالة الرياضة فيمكنك أن تقترحي عليه أن يسأل زميله عن رياضته المفضلة.

ويمكنك أيضا أن تقترحي على طفلك بعض الأسئلة العامة التي يمكنه طرحها على زملائه مثل نوع الموسيقى الذي يفضلونه.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]