سؤال:

أنا أم لطفلين وعمري 22 عاما. إبني البكر عمره سنة وأربعة أشهر وابنتي عمرها شهران. إبني يغار من أخته كثيرا ويضربها كلما حملتها. هو يزعل لما أهتم بها ويندفع نحوي ليبوسني كي ألتفت إليه وأهتم به. أنا متعلقة بابني كثيرا. أصبحت أضرب إبني كثيرا. هو لا يفهم كلمة ممنوع فأضربه. أعيش حالة من الضياع. أشعر بكثير من قلق وتعب نفسي. كيف أتصرف معه؟

الجواب:

أتفهم حالتك الصعبة التي تمرين بها اليوم. أحترم وأقدر لك طلبك المساعدة. هذا دليل على وعيك خطورة ظرفك وتلك هي الخطوات الأولى نحو الطريق السليم لتعامل تربوي صحي.

هل جيلك الصغير وعدم استعدادك لمرحلة الأمومة هو سبب تخبطك؟

بالطبع نعم. أنت ما زلت فتاة شابة. مسؤولياتك كثيرة وجديدة. لا خبرة لك فيها ولا استعداد مسبق. لقد دخلت إلى عالم الأمومة بطفلين بلا تخطيط. مسؤولية الحياة الزوجية تحتاج منك لكثيرمن معرفة وتدريب. تجاربك قبل الزواج لم تختبر مسألة العناية بالطفل وأساليب تربيته. تلك مسؤولية هامة وضخمة. بعد الزواج وبظرف فترة زمنية قصيرة وبلا تخطيط أصبحت أما لطفلين بجيل التوأمين. العناية بطفل واحد في مرحلة الحياة الزوجية الأولى لها صعوباتها وتحتاج لكثير من معرفة وخبرات. مسؤولية التوفيق بحياة زوجية ناجحة تحتاج أيضا لكثير من خبرة ومعرفة خاصة في السنوات الأولى. أنت ومن غير أية تحضيرات أو توقعات دخلت لعالم مليء بالمفاجآت التي تحتاج لكثير من معرفة.

ما هي أهم أولى خطوات الحل المناسب لك ولطفلك؟

الضرب عنف مرفوض وقاهر. طفلك لا يستحق الضرب ولا التعنيف. أنت تعرفين ذلك ولكنك لا تعرفين كيف تضبطين مشاعرك وانفعالاتك السلبية. ضبط انفعالاتك السلبية يحتاج لكثير من إرادة ووعي ذاتي. عليك إذن ومن اليوم أن تقرري استبدال تعاملك التربوي مع طفلك. كلما حاولت استبدال توجهك التربوي السلبي بتوجه إيجابي داعم ومفيد لطفلك كلما خفّت انفعالاتك السلبية وقل ضربك لطفلك. انشغالك الدائم بتطبيق وسائل تعامل جديدة ومفيدة له يجعلك أكثر سعادة وأكثر تفاؤلا. بينما كلما عالجت مشاكلك التربوية بأساليب عنيفة، متسرعة وقاهرة كلما زادت نقمتك على ذاتك وزادت انفعالاتك السلبية الضارة بطفليك الصغيرين. هذا الذي يحدث معك الآن وهذا الذي تشكين منه.

كيف التعامل مع طفلك عند ملاحظتك إشارات تأجج غيرة؟

غيرة طفلك البكر هي طبيعية وشرعية. لا لتأنيبه أو توبيخه. حاولي أن تخصصي له بعض الوقت على انفراد من المولودة بفعاليات، مثل: سرد قصة مناسبة، لعب حركي وأنشطة رياضية متنوعة في الداخل وخارج جدران البيت. حين يحتاج لغمرك ولحضنك أكثري من ذلك. إن كانت الرضيعة بأحضانك ضعيها بمكان آمن وأشبعيه من حنانك.

لا لتصحيح مشاعره بل ركزي بأسلوب حوارك معه على مساندته لأحاسيسه. موافقتك على شكواه من أن المولودة تقاسمه حضنك بالتوجه التمثيلي إليها بالقول وعلى مسمعة بأسلوبك الدرامي والمثير:

"فلانة أنت تضايقين إبني فلان ببكائك، بكثرة طلباتك، برضاعتك، بخدماتك التي لا تنتهي... ألا تعرفين بأن ابني وحبيبي يتضايق؟ هذا أخوك الشاطر الذي يساعدني على....".

كيف يمكن استبدال سلوك طفلك غير المستحب وإخماد ثورات غضبه؟

صفي للمولودة وعلى مسمعه أعمالا يحبها وامتدحي إعجابك بصبره، بتعاونه ومشاركته لك في واجباتها ولهوه... أثناء انشغالك بخدماتها حاولي امتداحه بالتوجه إليه قائلة: " أنت مساعدي، ما أجمل صوتك حين تغني معي لأختك، بعد قليل وحين أنتهي من تغيير الحفاطات سوف أتفرّغ لك لأسرد لك قصة أو...". أسلوبك هذا سوف يرسخ بعقله كل صفة جميلة له وسوف تنغرس بسلوكه فتصبح عادة مستحبة.

عند قيامه بأي سلوك مستحب أثناء النهار يلزم امتداحه وتجاهل كل سلوك غير مستحب يقوم به.

ما يساعده كثيرا على تحمل غيرته هو الإكثار من الفعاليات الحركية والتسلية الرياضية. تلك حاجة تعمل على تنفيسه لجميع ضغوطه وغيرته وتجعله أكثر فرحا.

أكثري له من سرد القصص. مجموعة كشكش المناسبة لجيله هي:

"كشكش بلا حفاظات، "كشكش ينام بسريره"، "كشكش مريض"، "كشكش عند الحلاق"، "كشكش في الروضة".

وأخيرا لا تنسي الاكثار من أساليب الدراما لأن طفلك يمر بمرحلة تطوير خياله. من خصائص مرحلة الطفولة حتى جيل التاسعة العيش بين الواقع والخيال الواسع. كلما اعتمدت أسلوب التمثيل معه كلما شعرت أنت أيضا بكثير من تنفيس وارتياح.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]