لماذا يفقد ابني البكر ثقته بنفسه؟
سؤال:
إبني البكر جيل 12 عاما تقريبا. هو ممتاز بدروسه وسلوكه. أشعر في الفترة الأخيرة بأنه دائم الشك والقلق. يلازمه شعور بأنه لم يذاكر بما فيه الكفاية استعدادا لاختبار يوم غد. أشعر بأن ابني يفقد ثقته بنفسه تدريجيا وهو دائم الخجل. إقترحنا عليه مرافقتنا لاستشارة مختص ولكنه يرفض بشدة. ماذا نفعل وشكرا؟
الجواب:
لا للقلق ونعم لتشجيعه وامتداحه على اهتمامه بمذاكرته وطلبه حب المعرفة. هو يحتاج لتشجيعك على اكتسابه سلوك أخذ المبادرة وتحمل المسؤوليات. تلك هي مميزات طفلك المرحلية. لا حاجة لتشكيكه بقدراته طالما هو يمتاز بسلوكه وتحصيله. يلزمك التعرف على بعض من مميزات خصائص مرحلة طفلك العمرية كي تخففي من شدة قلقك عليه.
هل حاجته للمزيد من المعرفة طبيعية؟
نعم. تلك هي إحدى المتغيرات في شخصية ابنك مع تطور نموه. من الملاحظ أيضا التغيير بأسلوب تفكيره. انتقل طفلك من مرحلة اكتساب معرفته بواسطة محسوساته إلى مرحلة الفهم بالمنطق المجرد. هو بمرحلة التشكيك وبطرح الأسئلة والاستفسارات المنطقية عند مصادفته تجارب يومية.
كل غموض يشغله ويطلب تفسيرا له. بدأ يهتم بأسرار الوجود لأن ذلك يثير رغبته في حب المعرفة والفهم. يميل طفلك في تلك المرحلة لمعرفة حقائق تقنعه فيعمل على تصنيفها وترتيبها. يهتم بصغائر الأمور في كل موضوع يصادفه. يتشدد بالقوانين مع أي حدث يحتاج منه لدقة. على سبيل المثال اهتمامه بمذاكرته بهدف إلمامه بتفاصيل صغيرة خاصة عند الاختبار.
في هذه المرحلة يميل طفلك للتنظيم، التصنيف والتعامل حسب قوانين معينة بعد أن حصل على الحقائق المقنعة. كثيرا ما يحاول تصحيح معلومات ويعترض إذا ما لاحظ عدم تطابق بشهادة لتجربة كان يعرفها أو كان قد شاهدها.
ما سبب شعوره بالخجل؟
يحتاج طفلك أحيانا لشجاعة كي تساعده على الاستفسار عن بعض مواضيع تشغل باله. في حالات كثيرة هو يشعر بالخجل وعدم الجرأة للمبادرة بطرح سؤاله. في كثير من الأحيان يشعر بحرج فيلتجئ لأنواع سلوك فيبدو وكأنه... هذا عدا عن ارتباك الوالدين أو حرجهم عند تلقيهما أسئلة أو ربما لجهلهما بمسألة اختيار الأسلوب التربوي المناسب.
تلك تقلبات عمرية كما التقلبات الموسمية الطبيعة التي نلاحظها بوضوح ونعتبرها أمرا واقعا لا يمكن تبديله أو تأجيله. فالشمس مثلا تشرق في الصباح، سنابل القمح لا بد لها من أن تنحني عند نضوج حباتها، والطفل لا بد له من أن يمر بتقلبات طبيعية في مواسم عمرية فتجعله يلاحظ، يخجل، يستفسر ويفتش. واقع طبيعي على كل أب وكل أم أن يعرف عنه ويتفهم أسبابه. هناك أيضا ظواهر ومتغيرات جسمانية تشغل باله ويعيشها آنيا. متغيرات طبيعية تظهر بين ليلة وضحاها فتؤثر عليه وتسبب له بعض خجل وربما ارتباك. رموز كثيرة واضحة تبين أشكال التغيير وأسباب الخجل.
هل اتهامه بفقدان الثقة يفيده؟
بالطبع لا. ما يحتاجه ابنك الآن هو تفهم متغيرات مرحلته العمرية وامتداحه الدائم على كل سلوك مستحب يقوم به. من المهم ملاحظة كل مبادرة إيجابية وتشجيعه عليها. لا للتذمر من اهتمامه بمذاكرته أو قلقه. تجاهل كل تطرف بمشاعره أو عدم اطمئنان والتركيز على كل مبادرة واثقة تؤشر على استقلالية وجرأة. كلما كان التوجه التربوي متوازنا كلما ساعده على تخطي صعاب خصائص مرحلته العمرية بسلام. نعم للتركيز على التشجيع ونعم لتجاهل كل سلوك يزيده عدم ثقة ومخاوف وهمية. التشجيع والامتداح يجعله يستبدل مخاوفه وعدم ثقته بالشعور بالأمان والاطمئنان.
[email protected]
أضف تعليق