قال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" يوسي ملمان، يوم أمس الجمعة، إنه من المفضل عدم الحديث عن موضوع ضرب إيران حاليا، بل التركيز على حل المشاكل التي يواجهها المواطن الاسرائيلي اليومية، وبينها أزمة الإسكان وتحقيق السلام مع الفلسطينيين.

وجاء تصريحات ملمان اليوم تعقيبا على التصريحات النارية التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعا فيها إلى ضرب المفاعلات النووية الإيرانية باعتبارها باتت تشكل خطرا على إسرائيل.

وقال ملمان في حديث خاص بموقع "بكرا":"من المفضل عدم الحديث عن الملف النووي الايراني، لأنه حينما يشعر الايرانيون أنهم مهددون وبخطر محتمل قد يصل الأمر لحد اتخاذ اجراءات صعبة، سيتصرفون كحيوان مصاب وحاليا هم يشعرون بالتهديدات التي تنهال عليهم ويبدأون بالرد على ذلك عبر التهديد بأنهم سيضربون"..

تصريحات نتنياهو ليست في مكانها

ويعتبر مالمان أن تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهولم تكن في موضعها، اذ أنه تحدث عن أنه ينوي ضرب ايران، فينصحه مالمان أنه من المفضل العمل وليس إطلاق التصريحات فقط.

ولكنه على الصعيد ذاته يرى أن اسرائيل لن تبادر لهجوم ضد ايران والاعتداء على هذه الدولة، مؤكدا أن إحتمال حدوث ذلك ضئيل جدا، وأن الوحيدين القادرين على ايقاف برنامج النووي الايراني أو على الأقل تأخيره لبضع سنين هم الأمريكان، مشيرا الى أنه يجب زيادة العقوبات الدولية على ايران.

وعن إحتمال التوجه لمجلس الأمن الدولي بخصوص الملف النووي الايران يقول مالمان إنه من الصعب الخروج بقرار حاسم، لأنه بحسب رأيه كما حدث مع الملف الفلسطيني حيث لم يتخذ قرار بمجلس الأمن لتهديد الولايات المتحدة باستخدام حق النقض (الفيتو)، كذلك سيحدث بالملف النووي الايراني، ولكن هذه المرة من جانب روسيا والصين، اللتين تهددان باستخدام حق الفيتو، في حال حصلت الولايات المتحدة على الأغلبية في مجلس الأمن.

ويرى مالمان أن الولايات المتحدة والغرب بإمكانهما فرض عقوبات جديدة وإضافية على إيران، من شأنها أن تحد ولو قليلا من تقدم البرنامج النووي الايراني، وأنه يجب محاولة الحوار معهم بهذا الخصوص رغم أنه أمر صعب.

ملمان: إيران لا تهدد وجود إسرائيل

ويرى ملمان أن إيران لا تشكل خطرا كيانيا على دولة اسرائيل بالقدرالذي تشكله على دول الخليج العربي كالسعودية والبحرين والتي تعتبرها ايران كدولة يجب أن تكون جزء منها، والإمارات العربية المتحدة والعراق والكويت، والذين يجب أن يخشوا أكثر من غيرهم تطوّر البرنامج النووي الايراني.

ويقول "اسرائيل دولة قوية، ولن تتفكك بهذه السرعة، مشاكل اسرائيل الاقتصادية والاجتماعية أكبر وأخطر من الملف النووي الايراني، فيجب العمل على حلّ هذه المشاكل أولا، وعلى تقوية مكانة الجماهير العربية في اسرائيل، فلدينا مشاكلداخلية أكبر مثل تقليص الفجوات في المجتمع الاسرائيلي والتحوّل لمجتمع يضمن المساواة والعدل للجميع، وكذلك إنهاء الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني.. يجب تحقيق السلام مع الجانب الفلسطيني، حتى لو كان ذلك عبر تنازلات مؤلمة، وحتى مؤلمة جدا.الكل سيدعم السلام مع الفلسطينيين، إن كان في الغرب أو في الشرق، وحتى ايران ستدعمأي اتفاقية سلام، ولا يهم اذا ابرمت مع السلطة الفلسطينية وفتح او حركة حماس، هذا سيمنح الايرانيون حجة أقل للتدخل في المنطقة".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]