يصادف اليوم الجمعة، مرور الذكرى السابعة لاستشهاد الرئيس الراحل الثائر والمناضل الكبير ياسر عرفات في مستشفى بيرسي العسكري في فرنسا.
ومنذ انطلاقة شرارة الثورة الفلسطينية في ستينيات القرن الماضي، كان الرئيس القائد الشهيد ابو عمار حريصا على الوحدة الوطنية، وشكل عنوانا للوحدة في كل المراحل والتحولات والظروف، في الأردن، ولبنان، وتونس، ولاحقا في الأرض المحتلة'..
لقد أجاد ياسر عرفات بحكم التجربة الأولى، التفنن في لي ذراع الأمر الواقع، حينما فجر الثورة الفلسطينية، والثورة بحد ذاتها مبادرة، دون أن يستكين لحظة عن مواصلة كفاحه، بعد أن آمن بالله ثم كل فلسطين، وصولا إلى أي مكان من فلسطين، يقربه بما آمن به وطنا، فكان له شيء مما أراد، شجنا ووطنا وكفنا.
وهكذا كان ياسر عرفات جامع الإفادات وموحد الإرادات، وصاحب الوثيقة الكفاحية التي علقت نفسها شارة على صدور الأحرار في أربع جهات الدنيا، وجعلت من كوفيته رمزا لها، ليكون هو الرمز المرفوع على الأكتاف جميعا، أمس والآن وأبدا.
رحم الله ياسر عرفات، الذي أودعت القدس جثمانه في تراب رام الله إلى حين، وكان ذلك وعد الأرض .. ومن عادات الأرض في عرف القَصَص الشعبي الفلسطيني، أنها لا تخلف ميعادها، ولا تبدل انتماءها، كما أنها لا تعير أو تستعير ملحها، المجبول دائما بعرق أعز رجالها، وإن رحلوا.
أبو عمار مبعدا إلى فرنسا
وفي 11-9-2003 قررت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق اريئيل شارون، الموافقة المبدئية على إبعاد الرئيس الراحل ياسر عرفات 'أبو عمار'، وحينها عد الكثير هذا القرار خطوة تجاوزت كل الخطوط الحمراء في قضية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وتحديدا عقب ثلاث سنوات على اندلاع انتفاضة الأقصى.
وقد خرجت الحكومة الإسرائيلية آنذاك وعقب اجتماع لها بقرار هز الشارع الفلسطيني والعربي والعالمي، والتي قالت في نص بيانها 'إن عرفات عقبة مطلقة في طريق المصالحة بين إسرائيل والفلسطينيين والحكومة ستتحرك لإزالة هذه العقبة بالشكل والتوقيت وبالطرق التي سيتم اتخاذ القرارات بشأنها بشكل منفصل'.
عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، يستذكر الشهيد أبو عمار في ذكراه، خلال سنوات الحصار فيقول: أبو عمار كان صاحب فكرة 'أقصر الطرق إلى فلسطين الكفاح المسلح'، وقد أسس حركة 'فتح' التي مرت بعواصف كبرى، ولكنها استمرت نتيجة الرؤية الصائبة.
ويضيف، 'أبو عمار استطاع الوصول إلى أدمغة العالم أجمع، الذي رحب به عندما أصبح قادرا على تحقيق السلام والتعايش والأمن والاستقرار، من خلال اتفاق أوسلو الذي وقعته منظمة التحرير عام 1993 مع حكومة إسرائيل آنذاك برئاسة اسحق رابين، عقب مؤتمر مدريد للسلام، كمرحلة انتقالية لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة'.
وأردف: قتل رابين نتيجة اقتناعه بضرورة السلام، شكل ضربة للشريك أبو عمار؛ كونه فقد الشريك في السلام، وببراعة ياسر عرفات ودبلوماسيته جعلته يستمر حتى العام 2004 رغم تعاقب الحكومات الإسرائيلية.
واستطرد: أبو عمار كان ضحية لأنه أراد السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، في الوقت الذي كان فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق اريئيل شارون ينقلب على فكرة السلام من خلال اقتحامه المسجد الأقصى في أيلول عام 2000، بعد فشل مفاوضات 'كامب ديفيد' في ظل إصرار أبو عمار على الثوابت، وأنه الشخصية العربية التي قالت (لا) للبيت الأبيض، الأمر الذي أعطى لإسرائيل مبررات لتدمير السلطة الوطنية ومحاولات قطع رأسها وإخماد الثورة بإزاحة ياسر عرفات عن مسرح الأحداث'.
وأوضح زكي أن 'أبو عمار' كان مشروع شهادة خاصة عقب فشل مباحثات 'كامب ديفيد'، حينما قال للرئيس الأميركي آنذاك بيل كلينتون، 'أدعوك للسير في جنازتي' في معرض رده على ما قدمته الإدارة الأميركية من عروض حول قضايا الحل النهائي.
ملوح يتحدث عن عرفات
"منذ انطلاقة شرارة الثورة الفلسطينية في ستينيات القرن الماضي، كان الرئيس الشهيد حريصا على الوحدة، وشكل عنوانا لهذه الوحدة، طوال حياته، رغم التحولات والظروف سواء في الأردن، أو لبنان، أو تونس، ولاحقا في الأرض المحتلة"، قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية عبد الرحيم ملوح.
وأضاف ملوح: "ومن هذا المنطلق فإنه حري بكافة قيادات العمل الوطني أن تتخذ من هذا النهج نموذجا، خاصة في ظل ما تمر به القضية الفلسطينية من ظروف صعبة وخطرة جدا، تتطلب أن تكون إستراتيجية عمل وطني تشمل مختلف ألوان الطيف، لأن فقدان ذلك يعني فقدان كل شيء".
وتابع ملوح، 'لقد طفت إلى السطح في الماضي خلافات كبيرة بين الفصائل، إلا أنها لم تبلغ هذا الحجم من الانقسام، فما زلت أذكر عندما طلب من الراحل جورج حبش أن يتحدث نيابة عن جبهة الرفض، باسم الثورة الفلسطينية، ورفض وقال حينها إن للقضية عنوانا واحدا وهو ياسر عرفات رغم الخلافات في الرؤى'.
عرفات واليسار
في حين، أشار الأمين العام لحزب الشعب بسام الصالحي إلى أن الراحل كان رمزا للهوية الوطنية، وضمانة رئيسية في النضال الوطني، عبر دوره الوحدوي الجامع لمختلف فصائل العمل الوطني.
وحذر الصالحي من عدم الالتفات إلى الأضرار التي ستلحق بالقضية الفلسطينية، في ظل التغييرات التي تعصف بالمنطقة، مشيرا إلى أن الحاجة إلى التوحد في وجه التحديات هو أمر لا بد منه لمواجهة المخاطر.
الأمينة العامة لـ'فدا' زهيرة كمال قالت بدورها، 'عرفات لم يكسب شهرته ومكانته بما أنجزه فقط، بل نتيجة نهجه المتبع في ما فعل، فقد كان الرئيس الشهيد عنوانا جامعا لكافة فصائل العمل الوطني على اختلاف مناهجها، ونحن نفتقده فعلا في هذه الظروف التي نمر بها'.
وأكدت كمال أن أبو عمار لم يكن حريصا على وحدة الصف الداخلي فقط، وإنما كان سدا منيعا في وجه أي تدخل خارجي، يعكر صفو هذه الوحدة وسير النضال الوطني الفلسطيني، وهو ما دفع حياته ثمنا له".
وقال الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، 'إن الرئيس الشهيد لم يكن مجرد قاسم مشترك ورمزا للوحدة بين الجميع وحسب، بل أساسا لحلم الدولة، والثوابت وهو ما دفع حياته ثمنا لأجله'.
وأضاف أبو يوسف "بالطبع عرفت الثورة خلافات وانقسامات في وقت سابق، إلا أن أيًا منها لم يصل إلى ما هو الحال عليه اليوم، وهو ما يستدعي وقفة حازمة وجادة لإنهاء هذا الوضع المخجل من انقسام".
بدوره، قال القيادي في الجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم، 'لا شك بأن الشهيد أبو عمار، قد ترك فراغا يصعب تعويضه، إلا من خلال حكمة جماعية من مختلف القيادات السياسية بمختلف عناوينها".
وأضاف: "لقد كان الراحل حريصا أشد الحرص على الأخذ بمختلف وجهات النظر، وحريصا على الاستماع إليها، إلى جانب ما كان يتمتع به من شخصية كاريزماتية، شكلت نقطة مهمة في سيرته ومسيرة الشعب الفلسطيني".
عرفات واليمين
أما القيادي في حركة حماس أيمن دراغمة فقال، 'أكثر ما نفتقده من إرث الرئيس الراحل ياسر عرفات هو القيادة الموحدة للعمل الوطني، فواقع الانقسام وما نجم عنه من آثار وسلبيات على الواقع الاجتماعي، والسياسي.. أنشأ واقعا عنوانه ضعف الاهتمام بالقضايا والهموم الوطنية، والمخرج يتمثل في قيادة موحدة للشعب الفلسطيني'.
وأضاف دراغمة، 'كان أبو عمار صمام أمان للوحدة الوطنية، وشخصية لعبت دورا هاما في معالجة كافة القضايا والملفات، والقضاء على الفتن، وصاحب قدرة وتصميم على الوصول إلى الأهداف، وداعما كبيرا للمقاومة في سبيل نيل الحرية من الاحتلال'.
واعتبر دراغمة 'أن مواقف الراحل كانت ثابتة رغم المتغيرات والظروف، فقد كان سدا في وجه أي تدخل خارجي يحاول الانتقاص من الثوابت الفلسطينية'.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
ستبقى ذكراه خالدة في قلوبنا, سيبقى عطاءه شرفا لنا نحن الفلسطينيين والعرب اجمعين. شةقنا كبير اليه, الاب, الصديق, القائد والرجل الشجاع. له الرحمة وادخله فسيح الجنات. شكلرا يا بلال على هذا التقرير
ياسر مامات ياسر موجود بقلبنا ونحنا ولاشي من دون ومن بعدو الدنيا كلا رح تخرب لانو هو الشرف هو الوطن هو السلام هو الامن هو قائدنا قائد الثورة الفلسطينية وبكل فخر انا بحبووووووووووووووووو