نظرية التطوّر الحديثة تنسب للمولود مدى واسعًا، نسبيًا، من المعرفة والقدرات.يبقى لكم أن تشجّعوه فقط.
أحد الأسـئلة المثيرة للفضول التي يسألها كل والد جديد لنفسه هي: ماذا يدور في رأس الطفل الصغير؟ إلى أي مدى يفهم؟ ماذا يسـتطيع أن يفعل وكيـف يتعلّم ويتطوّر؟
في سنوات الستينات من القرن السـابق، آمن جان بياجيه، وهو عالم نفس سويسري، أن الطفل يأتي إلى العالم مُزوّدًا بحركات لا شعورية مثل المص، المعانقة، التحسّس بحثًا عن الحلمة، مدّ الرقبة ومع ميول مولودة لاكتشاف العالم. آمن بياجيه أن التجارب الإيجابية ستشجع مسار تطوّر الطفل.
معاملة الطفل
باحثو التطوّر في العصر الحديث، مثل د. دانييل شطيرن، الذين يرتكزون على طرق بحث حديثة، يدّعون بأن للطفل مدى واسعًا نسبيًا من المعرفة والقدرة المولودة. طبقًا لهذه النظريـة، يشجع الخبراء الوالدين أن يتعاملا مع الطفـل منذ اللحظة الأولى، أن يشجّعاه وأن يطوّرا القدرات التي ولد معها. مثلاً، لكي تتحسن قـدرة الطفل على النظر يوصى بوضع رأسه على بعد 25 سم من الوالد (بُعد الرضاعة أو الإطعام بالقنينة). هذا البعد هو بعد مثالي لحدة النظر المحدودة للمولود ويشجع الطفل للتحقق من وجه البالغ الذي يمسكه.
في اليوم الـ 24 لولادته يوجد عند الطفل ثروة من الأصوات ويتحرك فمه في كل مرّة يسمع أمّه تتكلم. عندما يتكلم الأهـل بنبرة هادئة وناعمة ويستعملون عبارات مثل: "هاي، صغيوّر، شو يا حلو، قديش انت جميل".. يهدأ الطفل، يتواصل بالنظر ويتعلّم اللّغة بشكل أسرع.
لكي نشجّع الطفل على تقوية رقبته ورفع رأسه، يوصى بالاسـتعانة بألعاب ملوّنة. في جيل 6 أسابيع يمكن للطفل أن يبقي رأسه بخط واحد مع جسمه لعدّة دقائق. يستطيع الطفل رفع رأسه حتى 45 درجة من السرير. إذا قمتم بتحريك لعبة مقابل عينيه قرب رأسه، لكن أعلى بقليل، هذه فرصته ليرفع ذقنه أولاً وبعد ذلك رأسه والتأمل بالعالم من حوله.
[email protected]
أضف تعليق