لا شك أن الصفقة التي عقدتها حركة حماس مع إسرائيل (صفقة شاليط) مؤخرا ،قد أدخت السعادة والبهجة إلى قلوب ونفوس مئات العائلات الفلسطينية التي تحرر اولادها من قيد الاحتلال وسجونه وخاصة مع حلول عيد الأضحى المبارك ، بالمقابل هناك خيبة أمل كبيرة لدى عائلات أخرى كانت تأمل من خلال الصفقة بتحرير اولادها لكي يلتئم الجرح وليصبح "العيد بعيدين" ،لكن الأمر لم يتم !! مراسل بكرا التقى بمنسق الرابطة العربية للأسرى منير منصور وتحدث معه حول متابعته لقضايا الأسرى المحررين مع حلول العيد .....
الصفقة انطوت على كثير من الإخفاقات وخيبات الأمل
وقال منصور:"بداية نبارك هذه الصفقة،ونبارك لمن قام بها ،ونبارك لاهالي الأسرى ،لا شك أن الصفقة عظيمة وأدخلت البهجة والفرحة إلى قلوب أبناء شعبنا الفلسطيني ،وحققت انتصارا تاريخيا على المؤسسة الإسرائيلية التي طالما راوغت وحاولت الإبقاء على احتجاز الأسرى الفلسطينيين كورقة ضغط على شعبنا ومؤسساته وقواه الوطنية ،من جهة أخرى فالصفقة تنطوي على كثير من الإخفاقات وخيبات الأمل ،حيث لم يتم إطلاق سراح  كل الأسرى القدامى ،من ناحية أخرى نحن في الداخل الفلسطيني أصبنا بخيبة أمل بعد أن تبين أن العديد من هؤلاء الأسرى بقي خلف القضبان ولم تشملهم الصفقة برغم وجودهم لعشرات السنين في غياهب السجون".
شبابنا وطواقمنا تتابع قضية الأسرى المحررين
وتابع منصور:"بقضية الأسرى والمعتقلين والقدس فكل التنظيمات الفلسطينية موحدة ،بالنسبة لنا وبعد تحرر عدد من الأسرى فأننا نلمس أن "العيد بعيدين"، من جهتنا نستمر بمتابعة قضايا الأسرى ،فشبابنا وطواقمنا تتابع قضية الأسرى المحررين في الداخل ،وقد عقدنا الاحتفالات والاستقبالات الشعبية الحاشدة بما يليق بهؤلاء الأبطال. كنت من أكثر الناس الذين تحدثوا عن قضايا الأسرى خاصة بعد إطلاق سراحهم ،وهذا يترجم من خلال المتابعة للطواقم المهنية ،النفسية والطبية المؤهلة لفحصهم جسديا ونفسيا ومساعدتهم على التأقلم في الواقع الجديد والتعامل معه ،يجب أن لا ننسى أن هؤلاء المحررين قد انقطعوا عن مجتمعاتهم عشرات السنوات وهناك حاجة ضرورية لإعادة تأهيلهم وتفعيلهم وبرمجة حياتهم خارج السجن".
متابعة أمورهم المعيشية والمالية 
واضاف منصور:"ملقاة على أكتافنا مسؤولية متابعة أوضاع المحررين من الناحية الحياتية والمالية ،ومسؤوليتنا تكمن في تهيئة أوضاع مادية محترمة ومشرفة لهم ،وبالفعل بدأنا بذلك منذ اليوم الأول لتحريرهم ،لدينا برنامج دعم مادي لكل المحررين ،وفي هذا السياق نطمئن الجميع أن الأسرى المحررين بأيدي أمينة جدا" . 
 واكد منصور:" حاولنا إحياء مهرجان حاشد في عدة أمكنة لكن الأجهزة الأمنية تقوم بإغلاق المكان في حال علمهم بالأمر (منطقة عسكرية مغلقة) ،هناك مشاورات مع مختلف القوى الفلسطينية لإحياء مهرجان كبير في أيام العيد كي ندخل الفرحة والمسرة إلى قلوب ونفوس المحررين وأهاليهم ،والهدف أيضا من وراء ذلك سياسي وليس فقط اجتماعي ،نحن على ثقة أننا سنجد الصيغة الملائمة لإحياء المهرجان في المكان والوقت الملائم".
وخزات الضمير
وعن عدم تحرير أسرى البعنة أضاف منصور:"أتقابل واجتمع بشكل دائم مع عائلات أسرى الداخل ،بالنسبة لعائلات الأسرى إبراهيم وياسين بكري من قرية البعنة ،لا شك أن الأمر صعب للغاية ونشعر أحيانا" بوخز الضمير" ،مع ذلك ومن خلال اجتماعي معهم ألمس دائما التحدي والصبر والثبات والإيمان خاصة لدى الأمهات ،هذا الأمر يسهل علينا مهمة الالتقاء بهم ،لن نستكين ولن نهدأ حتى يتم تحرير باقي أسرانا ومعتقلينا".
تضييق الخناق على المعتقلين في السجون بعد الصفقة
وأنهى منصور:"لقد قامت مصلحة السجون بتضييق الخناق على الأسرى والمعتقلين سنة 1985 بعد" صفقة جيريل"(تم تحرير منير منصور خلالها وآخرون)،وقامت هذه المؤسسة بعمليات ابعادات وتنقلات للمعتقلين من معتقل إلى آخر بهدف إحباطهم والنيل من عزيمتهم ،لكن سرعان ما تقوم الحركة الأسيرة بلم صفوفها وإعادة لحمتها وقوتها وصمودها من جديد".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]