سؤال:
إبني جيل صف ثالث. بسبب نتيجة امتحان الحساب المتدنية-60\100- انقهرت وصفعته على خده غاضبة. نتيجته المخزية سببت لي الانفعال فلم أتمالك أعصابي. هل تلك الصفعة تساعده على التنظيم؟ وكيف يمكنني مساعدته لاحقا؟
الجواب:
لا بل تضر بالتنظيم. لا شك بأن نتيجة امتحان ابنك المتدنية قد سببت لك الانفعال والغضب فتعاملت معه بغريزتك وليس بعقلك.
ما هو تأثير رد الفعل السلبي ؟
إعتمادك أسلوب العنف المتسرع جعل طفلك ينشغل بعصبيتك عليه لدرجة أفقده حاجته للتفكير في كيفية إيجاد حلول مناسبة لخروجه من صعوبته.
علاج تجارب طفلك الصعبة بالعنف يحول توجيه اهتمامه من حالة الضبط المتزن إلى حالة الغضب على المعنف وصب اللوم على الآخرين في المدرسة وكأنهم السبب بالأذى. لومه أو تعنيفه هو إهانة لتقديره الذاتي، زعزعة بثقته بنفسه وأيضا فقدان شعوره بالأمان.. ألا يكفيه شعوره بالفشل وقلقه بسبب نتيجة امتحانه المتدنية؟ أتت الصفعة لتعيق قدرته على عبور ظروف مماثلة قادمة-احتمالات وقوعها واردة وأكيدة-. رد فعلك السلبي عمل على زيادة حالة خوفه من تجربة اختبار قادمة لأنه سيربطها بتجربته السلبية الحالية غير المطمئنة والتي أضعفت قدرته على تحمل مسؤولية قادمة.
كيف التعامل مع الطفل بعد حدوث أزمة وما هي حاجته الفورية؟
كل أزمة يواجهها الطفل هي خبرة ذاتية يستفيد منها طالما يجد له التدريب المناسب. بمقدور الأهل تدريب الطفل على أساليب تفكير إيجابية لإيجاد طرق حل ناجحة في حالة مواجهة لاحقة. يحتاج الطفل لجلسة دعم انفرادية معك كي يستعيد شعوره بالأمان والخصوصية. حاجة الطفل الفورية هي اعتذارك على تسرعك وانفعالك السلبي. الاعتذار يعزيه ويلطف من شعوره بالاختناق نتيجة علامة امتحانه غير المرضية. تستهلين الجلسة بالاعتذار الصادق: ( آسفة، أنا أخطأت بحقك. إنني تسرعت بتصرفي معك. أنت يا بني لا تستحق صفعتي). من المهم عدم تبريرك رد فعلك السلبي بعبارات مثل: ( أنا صفعتك لأنني أريد مصلحتك، صفعتك لأنك لا تركز وتغيظني، صفعتك لأنك لم تتروّ...ألخ).
بعد الاعتذار يحتاج الطفل لتدريب على إيجاد طرق إيجابية لتساعده على التعامل مع حالات مماثلة. حاجته الفورية هي الذهاب باتجاه البحث عن عناصر وطرق علاجية وداعمة للخروج من أزمة مماثلة لاحقة.
لماذا يلزم تأجيل العلاج؟
لا للتسرع بعقد جلسة لعلاج أزمة. لا للمعالجة الفورية والمتسرعة بل يستحسن ضبط انفعالاتك السلبية ريثما يشعر طفلك نحوك بالهدوء والاتزان. بعد تأجيل جلسة التدريب وعند دخولك في حالة قد سيطر فيها التعقل على الانفعال يمكنك المباشرة بالتعاون معه لإيجاد العلاج المناسب والمتروي. يحتاج طفلك لمرور بعض من الوقت بعد تلقيه الصفعة كي يتجدد رصيدك العاطفي معه. تأثير الصفعة سوف يسبب فشل هدف الجلسة العلاجي. لا لتوقع عودة العلاقة الحميمة فوريا وفي جلسة واحدة. لإعادة بناء الثقة بين الطفل وأمه يحتاج مروره ببعض تجارب إيجابية جديدة ما يهم أيضا هو إعادة ثقة الطفل بنفسه وطمأنته لوجودك بجانبه سندا له، متفهمة إمكانياته ومقدراته المرحلية.
ما هي أهم عناصر جلسة العلاج التربوي وماذا بعدها؟
من المهم أثناء الجلسة الاصغاء له أكثر من إبداء رأيك أو تلقينه دروسا وانتقادات. ما يهم الطفل عند افتتاح الجلسة هو تقديره بذكر عدد من مواقف خاصة به، لطيفة ومستحبة قام بها مع أخته، جدته، عمه...ألخ. في مرحلة لاحقة وبعد أن تشعر الأم بأن طفلها تنفس الصعداء وارتاح إليها يمكنها استئذانه بشأن طرح موضوع الأزمة الأخيرة لإيجاد حلول مناسبة لها معا.
إذا شعرت الأم بأنه غير مرتاح أو ما زال غير جاهز للبحث في الحل عليها احترام حالته وإغلاق الجلسة بعبارة: ( ما رأيك بأن نؤجل البحث بالحل ريثما تشعر بالحاجة؟ أنت الذي يقرر التوقيت. فلتفكر بمقترحات عملية يمكن أن تساعدك). التأجيل يعكس للطفل احترام مشاعره وتقبل حالته المرحلية. من المهم أن تنتهي الجلسة بالتأكيد على سؤال ملزم يعني شعوره بالمسؤولية: ( إتفقنا؟). من الضروري الانتظار لسماع جوابه أو بعض استفساراته. خاتمة كهذه تلزمه على طلب عقد جلسة قريبة لتحمل مسؤولية العلاج ومواجهة أسباب نتيجة تحصيلة غير المرضية.
ما يفيد الطفل أثناء وبعد انتهاء كل جلسة هو شعوره بأن حب أمه له دائم ولا يمكن لأي سبب من الأسباب انتزاعه منه. لا لفرض حل أو التسلط بحل غير قابل للتطبيق أو التنفيذ. مشاركته بمقترحات حل مناسبة لقدراته سوف تساعده على استعادة ثقته بنفسه وتؤكد له أهمية تقديره الذاتي المبني على احترام أفكاره وتقبل امكانياته الفردية الخاصة.
بعد الاتفاق على حل مناسب على الأم الإشراف ومراقبة تطبيقه بامتداح مستمر وتشجيع دائم.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
موضوع جميل ورائع وانا جربته مع ابني وبلفعل واجهت معه تحسن كبير وشكرا لكم ولموقع بكرا على ارشاداته الفيدة