يـمرّ الطفــل في عـــدّة مراحـل دراماتيكية في جيل النصـف سنة: مـن طفل كسول، إلى حدٍ مـا، يتحـول إلـــى مُكتشف وفعّال. إن تطـوّر تحـرّكاته يُلزمكم "باسـتعدادات الأمان" في البيت .
معظم أبناء الستة شهور يستندون بثقة على أيديهم مع رأس منتـصب للأعلى وينقلبون إلى كلتي الجهتين.
يطوّر الأطفــال طرق تطـــوّر مختلفة حتى وصولهم إلى زحف حقيقي منهـا: التدحرج، الزّحف للخلف على البطن. تابعوا طـــرق الزّحف لدى طفلـكم. نضمن لكم أن يكون ذلك شيّقـًا وممتعـًا.
في هذه المرحلة عليكم وضع ألعـاب أمام طفلكم لتشجيعه على الزحف. الهدف من ذلك هو اسـتعمال رغبتـه للوصــول إلى المجسـّم. يمكن أن نضع أمامه وليس بعيـدًا جدًا عنـه، لعبة أو أي مجسـم يفضله. من الممكن أن نتيح له اللعب في لعبــة تتدحرج خـلال اللعب. مهم جدًا أن لا تتدحرج اللعبة بسرعة كي لا يقوم بالاستغناء عنها.
التنسـيق المتقدم بين العين واليد، والتحكم المتزايد بأصابع اليد مع حُبّ الاستطلاع المتأصل بداخله، يساهم بأن يصبح الطفـل مستكشفًا بدون ملل أو كلل.
كل لعبة تُوضع بيده تزيــد من حب استطلاعه. الفحص الأول يكون من خــلال الفم، كون الفم هو المنطقة الأكثـر تطوّرًا من الناحية العصبية. عبر هذه الطريقــة يتمكن من التعلم، بأفضــل شـكل، عـن خصائص المجسم الذي بيده من حيث: الطول، الشـكل والملمـس، ليفهم ما معنى "نـاعم" بالمقارنة مع "خشن". هذه الظاهرة غالبة حتى جيل سنة تقريبًا.
الطفــل يتعلم بدون توقف بفضل التجربـة ويبــدأ يدرك بأنه يوجد قوانين في العالم. يبدأ بفهم أنه عند الضغط على زرٍّ ما يسمع صوتـــًا أو عند شد الحبل سيستدير عَجل.
نجاحـه سيسـاعده على فهم انه هو الذي أدّى إلى هذه النتيــجة مما يشجع حُب الاستطلاع الطبيعي لديه.
ذاكرته الآخــذة في التطوّر تتيح لـه الفهم بأن المجسّمات والنـاس موجودون حتى لو لم يَرَهُم. أنهم يختفون ويظهرون مجددًا. هذه الظاهرة تسمى "ثبات الغَرَض". لكي نقوم بتمرين هذه الظــاهرة، نقوم بإخفـاء وإظهـار مجسّمات، مـثل مكعب الذي يُخْفَى داخل علبة أو لعبة ألـ "كوكو" المتعدّدة حيث يكون إخفاؤه وإظهاره مشابهًا تمامًا لاختفائك وظهورك المتكــرّر، أنت الأم، الذي يقـوّي ثقته بنفسه وفهمه انه ليس لوحده.
[email protected]
أضف تعليق