مع ارتفاع الرواتب، وارتفاع مستوى المعيشة في اسرائيل وفي فلسطين، صار بامكان كل شخص شراء حذاء جديد كل اثنين وخميس، وحتى أن البعض بات يتباهى بنوع الحذاء الذي يلبسه ويبحث عن الماركات الشهيرة ليكون السباق في اقتنائها ولبسها.
واذا كانت هذه المهنة في اسرائيل قد اختفت، الا أنه في فلسطين، وفي القدس العتيقة والتاريخية، وبين أزقتها ما زال بالامكان أن تجد بعض العاملين في مهنة الـ"كندرجي"، والذين ما زالوا يعملون كما عمل أجدادهم وآباءهم من قبلهم على تصليح وإعادة ترميم أحذية البشر، ليمشوا براحتهم في أزقة وشوارع هذه المدينة المقدسة..
وعند تجوالي في أزقة القدس العتقية الأسبوع الماضي، عثرت على مكان كهذا، يملكه السيد نبيل خريم من القدس، والذي قال في حديث لمراسلنا حول مهنة الـ"كندرجي": "هذا المحل يعمل منذ 50 سنة وأنا اعمل به، رسميا أعمل مع والدي منذ العام 1967، ككندرجي... العمل دائم وطوال الوقت الحمدلله يوجد عمل"..
أعمل لمساعدة من لا يقدر على شراء الحذاء
أما في رده على سؤال حول اختفاء وتلاشي هذه المهنة فيقول: "نسبة العمل قلّت بالفعل ولكن العمل طوال الوقت مستمر، العمل لم يعد كما كان في الماضي... اليوم تشتري أحذية وترى أنها خلال أقل من أسبوع قد تلفت، وبعضها مشكلة، ولكن بعضها بالامكان تصليحه، واذا طلب مني ذلك سأقوم بذلك. الأحذية اليوم خرابها سريع، في الماضي كانوا يستخدمون البوابير، وثم بدأوا باستخدام الغاز، ولكن ما هو بديل الأحذية؟ أيمشي حافيا؟ ولذلك ففي حال عدم القدرة على شراء حذاء جديد ما زال بالامكان تصليح الأحذية".
ويضيف: "صحيح أن هذه المهنة آخذة بالتلاشي، ولكن في الهند وفي مصر مثلا، وبشكل عام في البلدان الفقيرة هذه المهنة مستمرة"!
أما حول اذا ما كان يرى مستقبلا في هذه المهنة، واذا ما كان له وريث بعد عمر طويل في هذه المهنة، كما ورثها هو عن والده وجده فيقول: "الحمدلله رب العالمين، مستورة.. ابني تعلّم الصنعة، وبعد بضع سنين ترك وانتقل للعمل في الصيانة، رغم أن الصيانة عمل متعب، ولكن قال لي أن "قعدة الكرسي" متعبة أكثر.. المهم أن يحصل الانسان على لقمة عيشه بشرف، والمهم أن يعيش الانسان برضى، فمن يرضى يعيش، ومن لا يرضى لا يعيش"..
[email protected]
أضف تعليق