يعاني الكثير من الخريجين من أبناء المجتمع العربي في إسرائيل من انعدام فرص العمل، او من تكافؤها، وفي الكثير من الأحيان تكبر المعاناة بسبب السفر بعيدًا من أجل الحصول على لقمة العيش، فتكون الوظيفة والشغل " خسارة X خسارة"، ويزيد من احباط الشاب العربي، ناهيك أن الكثير من المؤسسات والشركات تشترط أن يكون موظفها الجديد صاحب خبرة سابقة في مجال العمل، وهذا الشرط غير متوفر عند الكثيرين، وأحياناً كثيرة كتابة السيرة الذاتية ومقابلة العمل تعّد عائقًا بحد ذاتها حيث تكون هي المفتاح الرئيسي لقرع أبواب العمل.

من خلال موقع بُـكرا، سوف نلقي الضوء على تجارب مختلفة عاشها الخريجين بهدف الحصول على العمل، يلائم كفاءتهم الدراسية والمهنية، من بينهم الشاب ربيع ملحم من بلدة عرعرة- المثلث، الذي كان لنا معه اللقاء التالي:

في العام 2008 تخرج ربيع ملحم من جامعة اربد للعلوم والتكنولوجيا، حيثُ درس فيها موضوع العلاج الحركي او الفيزيائي ( الفيزوترابيا)، وتخصص في معالجة المصابين بالجلطات الدماغية والأعصاب، وملاءمة الوضعية الخاصة لجلوس المريض.

لم يكن من السهل على ربيع ايجاد العمل بسهولة، " لقد طرقت الأبواب العديدة بهدف الحصول على فرصة عمل، لكن النصيب يأتيك من حيثُ لا تدري" كما حدثنا. يعمل ربيع اليوم مسوؤلاً عن خدمات الفيزترابيا في ثلاث مراكز كبيرة في البلاد، في الخضيرة -مركز للمسنين؛ وفي نتانيا- مركز لعلاج المعاقين دماغيا؛ وفي مستشفى شعار منشي- وحدة اللمسنين الناجين من الكارثة، لكن عملية الحصول على العمل بالنسبة لملحم كانت أشبه بالمعجزة.

بُـكرا: ما هي المشاكل التي تواجه الخريجين العرب خلال بحثهم عن العمل؟

ربيع: المشاكل تبدأ من اللغة المهنية والمصطلحات الخاصة والمرتبطة بمجال العمل، وهي تنقص الطلاب العرب، وخاصة الذين درسوا خارج البلاد، وأنصح جميع الطلاب في اكتساب هذه المهارات بأسرع وقت ممكن، لكسب فرصة العمل والحفاظ عليها.

مشاكل أخرى تواجه الشبان العرب خلال العمل، مثل البعد الجغرافي لمكان العمل عن البيت، مما يضطر الموظف في البحث عن سكن يكون ملائماً لظروفه وميزانيته، أو اختيار حلاً آخر وهي التنقل اليومي من خلال المواصلات العامة أو السفر في السيارة من بلدة إلى أخرى، وهكذا يضطر الموظف أن يبذر جزءً من معاشه لتغطية مصاريف السكن أو تكلفة السفر، دون الشعور بأي اكتفاء مادي وربح من العمل. كما هو معروف ان الكثير من شبان المثلث يضطرون للعمل في مركز البلاد بسبب توفر فرص العمل هُناك، وشروط العمل هُناك أكثر مناسبة.

بُـكرا: هل من نصيحة توجهها للطالب العربي الذي يدرس في الخارج؟

ربيع: نصيحتي لكل طالب يدرس خارج البلاد، أن تكون الدراسة هي سلم أولوياته وهدفه الأول، وأن يضع كُل جهده في الحصول على الشهادة، وهذا لتفادي مضيعة الوقت والتقليل من المصاريف، لأن الحياة في الخارج مكلفة، من دفع قسط الجامعة، السكن ومصاريف التنقل، وكل هذا يثقل على الأهل.
الكثير من الطلاب العرب، يسرفون وقتهم الثمين خلال فترة الدراسة على السهر في المقاهي وخاصة خريجي الأردن، وفي بعض الأحيان تكون تصرفاتهم غير لائقة، دون مراعاة لنفسهم، أو لوجودهم في بلد محافظ له تقاليده الخاصة، في الكثير من الأحيان، ويعطي انطباعاً سيئاً عن طلاب الداخل الفلسطيني، رغم أنهم فئة قليلة.

ومن خلال موقع بُـكرا أُحيي كل خريجي الأردن من كافة التخصصات وأقول لهم أنتم الشريان النابض في قلوبنا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]