سؤال:

طفلي جيل صف أول. كان كثير اللعب والاندماج في برامج يختلقها ويتمتع بها. هو يحب الرسم والأشغال وينسى الوقت. أصبح بعد عودته من المدرسة يتأثر من كل شيء ويبكي كثيرا. ماذا حصل؟ لماذا هذا التغيير؟ كيف التعامل في مثل تلك الحالة؟

الجواب:

لا للقلق. تعامل اجتماعي عاطفي جديد لم يألفه من قبل. أنا أومن بأن البيئة ليست دفيئة. فللتوفيق بين طبيعة الطفل التلقائية وما يواجهه من صعوبات يحتاج لكثير من حب، أمان وطمأنينة.

ماهي أهم التغييرات التي تحدث للطفل؟

مرحلة انتقالية الطفل ليس قائدها ومحركها كما اعتاد حتى تلك اللحظة. إعتاد الطفل من يوم مولده خوض تجارب تعليمية كثيرة برغبة تلقائية وبدافع ذاتي لحبه الاستكشاف والاستطلاع. كثيرة هي حاجته للعب الحر. كثيرة هي تنقلاته وتحركاته. أصبح وبعد دخوله صف أول يواجه بعض تحديات. صف الأول يتطلب الانضباط. انتقل من حياة اللعب والتنقل الحر لبرنامج تنظيمي تعليمي ثابت. لا اختيار له فيه. في كثير من الأحيان البرامج الموضوعة ليست من صميم رغبته التلقائية.

هل من المفيد التحدث مع الطفل بالموضوع؟

من الضروري إثارة الطفل للمحاورة الحرة والتعبير التلقائي- لا للتحقيق-. إنسجام الطفل في بيئة جديدة واطمئنانه للعناصر التربوية المتغيرة مسألة تحتاج لتدريب قدراته على الصبر والتكيف. تعبير الطفل عن مشاعره أمر صحي هام ومن الضروري التطرق إليه أثناء التحاور. يستحسن استخدام مفردات مثل: تحب، تتضايق، تطمئن، تخاف، تغضب، تفرح، تتسلى، تمل...ألخ. يمكن التطرق للبرنامج اليومي-الأكثر جدية- وإفساح المجال للطفل للتعليق الحر: " لو كنت أنت المعلمة كيف كنت ترتب البرنامج؟ أكثر في الساحة، أكثر في الصف، تلغي الحاسوب، تزيد ساعات الرسم؟...ألخ. يلزم إثارة الطفل بأسئلة تجعله يعبر عن حالته العاطفية والاجتماعية في مسألة تبدل أصحابه، مربيته، المكان...ألخ". التعامل مع عناصر جديدة وغريبة عن بيئته الاجتماعية السابقة، حالة لها تأثيرها في التوجه المتقبل أو الرافض. يستحسن في حالات مزاجية لبعض أطفال ترتيب لقاء فردي وخاص يجمع الطفل مع مربيته الجديدة بهدف الطمأنة العاطفية. من المهم أثناء الجلسة تعريفها ببعض مميزات خاصة به، مثل: هواياته، ما يمقته وما يضايقه...ألخ. تشجيعه لطرح أسئلة لتأكيد معلومات تشغله يحتاج الاستفسار عنها.

لماذا نلاحظ بعض أطفال يقبلون على التجربة بلهفة وآخرين يرفضونها؟

على الأهل ألا يتوقعوا من أطفالهم سلوكا نموذجيا بالنسبة للتجربة الجديدة. للطفل في تلك المرحلة-كما ذكرت- رغبات تلقائية كثيرة. على كل من يتعامل معه أن يعلم بأنه يحتاج لتدريب عاطفي يساعده تدريجيا على ضبط رغباته، تأجيلها وترتيبها. يلزم الانتباه لمسألة الفروق الفردية ومركبات عناصر شخصية كل طفل. استعدادات الطفل الفطرية، مزاجاته الانفعالية، سرعة تعلمه... كل عنصر له أهميته بالنسبة لميل الطفل وانفعالاته العاطفية عند دخوله تجربة صف الأول الجديدة. فلو افترضنا أن الطفل ذا مزاج نشط وفعّال مثلا فهو دائما جاهز للتحرك والمبادرة القيادية. صاحب ذلك المزاج من الطبيعي أن تسبب له المحادثة الطويلة شعورا بالضغط ويعتبرها عقابا. وهناك أطفال يلزمهم وقتا إضافيا وبعضهم حساس سريع التأثر...ألخ. متغيرات فردية كثيرة تحتاج لتوجه تربوي متميز. لا يمكن لجميع الأطفال أن تتكيف في وقت واحد مع برنامج واحد. فالتدريب يحتاج لمدة زمنية متفاوته بين الأطفال. من المهم اختيار الأسلوب المناسب لترغيب كل طفل على التعلم بالسرعة التي تناسبه.

ماذا عن الأسلوب التربوي وأي العبارات تناسب؟

لا يوجد أي طفل في العالم لا يحتاج لترغيب وتشجيع. امتداح سلوك الطفل الايجابي يجعله يشعر بالارتياح والمحبة. لا حاجة للملاحظات السلبية التي تجعل الطفل يتمرد على برنامج الصف الجديد ويمقت التعلم- الذي هو حاجة طبيعية مولودة عند جميع الأطفال-. على المربين تصيّد كل سلوك ايجابي وامتداحه مباشرة من غير تأجيل، مثل: " أحبك، كم أنت لطيف مع، أقدّر لك ترتيب وأناقة دفاترك، لفت نظري قدرة تحملك وتعاونك مع، أحسنت وإلى الأمام، أشكرك على صبرك وإصغائك، أنت مساعدي، أحسنتم. أنتم فرقة متعاونة. أحبكم ألخ". أسلوب ترغيبي مثير يدفع الطفل لتكرار السلوك الايجابي فيصبح عادة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]