" في الوقت الذي كان فيه العقيد الليبي معمر القذافي يجاهر ويفاخر بدعمه الكامل لصديقه الزعيم العراقي صدام حسين في حربه ضد إيران في سنوات الثمانين- فلم يتورع عن تقديم صواريخ " سكاد" المدمّرة، مع طواقمها، لإيران، لقصف بغداد والمدن والحشودات العراقية"!
هذا التصريح المدوّي أدلى به، لأول مرة، السياسي الليبي ابراهيم قدوره لتلفزيون العربيّة، في معرض تعليقه على الخفايا التي كُشف عنها من خلال الوثائق التي عُثر عليها الثوار الليبيون في مقرّ المخابرات الليبية القذافية في العاصمة طرابلس.
نهج القذافي المتمثل بالغدر
وكان قدورة يشير بهذا التصريح إلى نهج القذافي المتمثل بالغدر وبالكيل بمكيالين في تعاطيه مع دول العالم، بما فيها الدول العربية والأفريقية الشقيقة، مؤكداً أن العقيد الهارب، كان يغدق الدعم والعطاء والمال على كثير من حكّام الدول الأفريقية ( دون أي فائدة لشعوبهم) وكان يمدّ المعارضين لهم بالمال والسلاح " من تحت الطاولة".
وقال قدورة إن مخابرات القذافي كانت " تنعم" بميزانية غير محدودة، وكانت تصرف الأموال الطائلة دون مستندات أو وصولات، ولم تستثن التعامل والتعاطي والتعاون مع أي جهاز مخابرات عالمي، في أي موضوع، وكان التعامل يجري على المستوى الشخصي بين " الطرف" الليبي والطرف الآخر، لتحقيق مختلف المآرب والأهداف.
صياغة تقرير مفصّل
ورداً على السؤال حوّل سبب إرفاق صواريخ " سكاد" المقدمة من القذافي لإيران، مع طواقمها البشرية- قال قدورة الذي أعلن ولاءه للثوار- أن الإيرانيين في تلك السنوات ( الثمانينات) لم يكونوا على معرفة أو إطلاع على هذا النوع من الصواريخ المصنوعة في كوريا الشمالية والإتحاد السوفييتي ( في حينه) والصين وغيرها من الدول الشيوعية، ولذلك فقد احتاجوا إليها، نظراً لقوتها التدميرية الهائلة، واحتاجوا إلى الطواقم والكوادر الفنية الخبيرة في نصبها وإطلاقها.
وأكد قدورة أنه كان على اطلاع مباشر ومعرفة بما يقوله من خلال موقعه كمسؤول ووزير سابق في حكومات النظام الليبي. وفي هذا السياق أكد أن المجلس الانتقالي الحاكم حالياً في ليبيا يعكف على صياغة تقرير مفصّل حوّل كافة المعلومات المتوفرة عن ظروف وملابسات ووقائع اختفاء آثار المرجع الديني الشيعي اللبناني موسى الصدر في ليبيا عام 1978، مشيراً إلى أن التقرير سيُقدّم مباشرة للحكومة اللبنانية.
[email protected]
أضف تعليق