كل تغيير بنمط إيقاع الحياة اليومي يحتاج لترتيبات خاصة ولتنظيم. بعد دخول الطفل للمدرسة سوف يتغير برنامجه اليومي. إيقاع الحياة اليومية التي اعتاد عليها خلال عطلة الصيف تغير. من المهم إيجاد أساليب ترغيبية لتنظيم المذاكرة، ساعة النوم مساء وساعة النهوض صباحا وغيرها.

ماذا عن نظام مدة وساعة المذاكرة؟

من المهم الأخذ بعين الاعتبار تفاوت أعمار الأطفال والفروق الفردية. فلا ينطبق على طفل صف أول ما ينطبق على طالب ثانوي مثلا. من المهم ملاءمة أسلوب التعامل التربوي ليتناسب مع كل جيل. فجيل صف أول حتى ثالث يحتاج لكثير من أساليب ترغيبية درامية وخيالية. بينما جيل الثانوية يحتاج لترغيب تربوي منطقي. المهم للجميع هو الاتفاق على تعيين أوقات النوم ومدة المذاكرة.

يستحسن ترتيب جلسة انفرادية مع كل جيل بهدف الاتفاق على نظام ساعات النوم مساء، اليقظة صباحا وأيضا نام ساعة المذاكرة. من المهم الاستماع لمقترحات كل جيل وفي نهاية الجلسة الاتفاق على التنظيم وربطه بأسلوب تربوي ترغيبي مناسب. التوفيق بين رغباته -لهو، مشاهدة برامج تلفزيونية، حاسوب وزيارات...- والتنظيم المتفق عليه هو حاجة عاطفية تجعله يمارس حياته المدرسية راضيا وسعيدا.

هل يكفي الاتفاق على التنظيم من غير الاشراف الدائم؟

بالطبع لا. كل تنظيم تربوي يحتاج للثبات. الثبات على تطبيق بنود الاتفاقيات يحتاج لإشراف الأهل الدائم والتزامهم الدائم بالترغيب. بعد مرور 3 أسابيع يصبح التنظيم- ساعة النوم والمذاكرة- عادة سلوكية تلقائية ثابتة المكان والزمان. هذا لا يعني تنازل اشراف الأهل الدائم. يمر الطفل بكثير من ظروف متنوعة يومية تجعله ينسى أو يخل بالاتفاق من غير أن يقصد. فلو سمع مثلا صوت مسلسل تلفزيوني يحبه، حضور جدته بزيارة، وجوده لوحده في البيت...ألخ. سوف يستفزه ذلك الظرف المثير ويجعله يكسر التنظيم من غير وعي أو قصد. لذا يلزم الاشراف لمنع كل ظرف معيق.

هل انتقاد سلوكه يجعله أكثر رغبة بالتنظيم؟

لا وألف لا. الانتقادات السلبية تشحنه كراهية وغضبا مما يجعله غير متعاون ويلتف على النظام. هذا وأيضا عدم الوفاء بالترغيب عنصر محبط يمس بعلاقته بأهله. فالتزام الأهل بالترغيب يزيد الطفل لهفة وميلا للتنظيم. ليس بالضرورة أن يكون الترغيب ماديا. أي لا حاجة للترغيب بالهدايا وصرف الأموال. الترغيب المعنوي أكثر تأثيرا على الطفل من الترغيب المادي وتأثير دوام مدته أطول. يحتاج الطفل لربط الترغيب المعنوي بالإنجاز. الترغيب هو عبارة عن حوافز مثل، أنواع برامج يحبها، ألعاب يفضلها...ألخ. الامتداح والشكر هو أيضا من أنواع الترغيب الذي يثير حماس الطفل للمثابرة على التنظيم. نعم لامتداح نجاحاته وتجاهل فشلاته. من المهم الانتباه عند الاشراف والمراقبة لا حاجة لطلب الكمال.

لماذا يحتاج الطفل لأنشطة رياضية كل يوم؟

لقد أثبتت الدراسات بأن الطفل بجيل التعليم الابتدائي يزيد وزنه ويميل إلى السمنة والبدانة. توصل الباحثون بأن أهم أسباب تلك البدانة الزائدة هي زيادة مدة جلوسه وانخفاض مدة نشاطه الحركي الذي اعتاد عليه الطفل أثناء مرحلة الحضانة والروضة. لقد ازدادت مدة جلوس الطفل بسبب تواجده في مقاعد الدراسة وأثناء مذاكرته وقلت حركته ونشاطه الرياضي. لذا فنشاط الطالب الحركي بعد الانتهاء من المذاكرة لازم لمنع السمنة وأيضا بهدف التنفيس عن ضغوط مدة مذاكرته. يمكن إشراكه بفعاليات رياضية حرة ومتنوعة مع الأصحاب في الساحة أو الحدائق العامة خارج جدران المنزل أو ضمّه لنادي الحي.

كيف يمكن التعامل مع طفل الحضانة أثناء مذاكرة إخوته؟

يلزم أطفال الحضانات والروضات توفير بيئة تربوية تهتم بحاجاتهم المرحلية المتنوعة.إن انعزال الاخوة الكبار بغرفهم بهدف المذاكرة أمر ملفت لنظر الطفل الصغير-جيل ما قبل المدرسة- ومثير لحب استكشافه. لا مانع من أن تحمل الأم طفلها وتدخل به غرفة مذاكرة إخوته كي تشبع له حب استطلاعه لما يجري بالداخل. طالما هو بين ذراعيها سيبقى منضبطا بتحركاته ويشعر براحة خاصة. من المفيد أن تشرح له -بما يتناسب مع عمره- عما يقوم به إخوته من مذاكرة وواجبات. من المهم أن تعكس له صورة جميلة عن حياة المدرسة كي ترتبط المذاكرة برؤيا مستقبلية إيجابية لطيفة (حين تكبر وتصبح طالبا مثل اخوتك...).

الكتب والدفاتر حاجة عاطفية ملفتة لنظر الطفل الصغير ولها دورها الكبير بالاثارة. على الأم أن تعمل على تزويده بحقيبة فيها بعض كتب ودفاتر ليمارس فعالية المذاكرة بلعب تمثيلي من خلال تقليد سلوك اخوته. لعب الطفل التمثيلي فعالية تسلية وهميّة يلهو بها لبعض من الوقت بعيدا عن اخوته الكبار.

وأخيرا كل عام والجميع ينعمون بالصبر وراحة البال.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]