تقع مدينة اللاذقية السّوريّة على شاطئ البحر الأبيض المتوسّط الشمالي الشرقي في شمال غرب سوريا. كانت قديمًا مرفًأَ مهمًّا، وهي الآن ميناء رئيسِيّ للجمهوريّة العربية السّورية، و تعتبر اللاذقية، الخامسة في الجمهورية من حيث عدد السكان، بعد دمشق وحلب وحمص وحماه، تقع على الساحل الشرقي البحر الأبيض المتوسط، ضمن شبه جزيرة بحرية على بعد حوالي 385كم من الشمال الغربي للعاصمة دمشق وهي المنفذ الأول للبلاد على البحر المتوسط والحاضنة لأكبر مرافئها، ما أكسبها موقعًا تجاريًا فريدًا، وأغناها بالعديد من المرافق الحيوية والصناعية والتجاريّة؛ فضلاً عن ذلك فإن المدينة هي المركز الإداري لمحافظة اللاذقية.
أصل التسمية..
تمييزا لها عن بقية المدن سميت بـ لاذقية البحر،لاذقية الشام . وشرفها يوليوس قيصر باسم (جوليا) ودعاها الإمبراطور
الروماني سبتيموس ساديروس سيبتيما السافرية،و اطلق عليها ايضا راميتا و لاوديسا و جوليا دومينا واكافي و اسماء اخرى عديدة، وأطلق عليها العرب اسم لاذقية العرب، ووصفوها بعروس الساحل.
أطلق على اللاذقية عدد وافر من الأسماء، بتطور المراحل والحقب التاريخية التي مرت عليها، ففي أيام الفينيقيين أطلق عليها اسم "أوغاريت" لكونها الضاحية الجنوبية لمدينة أوغاريت الشهيرة، وكذلك "شمرا" وأقدم من هذين الاسمين "ياريموتا" الذي ظهر في مراسلات تل العمارنة، ثم حوّل الاسم إلى "راميتا" ومعناه "المرتفعة" وسماها الفيلسوف والمؤرخ فيلون "راماثوس" وهو اسم أحد الآلهة الفينيقية. أما السكان المحليون دعوها "مزبدا" التي تعني في العربية "زبد البحر"، أما الإمبراطور جوستيان أطلق عليها اسم "تيودوريارس"، في حين أسماها الصليبيون "لاليش".
أما أكثر الأسماء شيوعًا، وهو الاسم المتداول حول اليوم، هو الاسم الذي أطلقه عليها في القرن الرابع قبل الميلاد الإمبراطور سلوقس نيكاتور بعد أن جدد بنائها وهو "لاوديكيا" على اسم أمه، كما سمى أنطاكية على اسم زوجته. ومن ثمّ حُرفت على نحو ما لتصبح "اللاذقية"، أما خلال العهد الروماني سماها يوليوس قيصر في القرن الأول قبل الميلاد "جوليا"، وسماها الإمبرطور سيبتيموس سيفيروس باسمه أي "سبيتما السافريّة" غير أن الأسماء الرومانية لم تنتشر وظلّت التسمية السلوقية هي الشائعة، وعندما قامت الدولة الأموية في دمشق أطلق عليها اسم "لاذقية الشام" تمييزًا لها من بين عدد من المدن يحمل الاسم نفسه، أما عن ألقابها فتوصف بكونها "عروس الساحل".
الجانب السياحي...
تلعب اللاذقية دورا سياحيا ممتازا و نشيطا فهي منتجع خلاب للنزهة و الاستجمام و السباحة كما تعتبر منطلقا للرحلات عبر سوريا الساحلية سواء على الشواطئ أو في الجبال الخضراء التي تحيط الشاطئ السوري.
تعتبر اللاذقية من المدن السياحيّة في سوريا وهي تتكون من سياحة داخلية يقوم بها سوريون، والسياحة الخارجية، بحسب تقديرات وزارة السياحة السورية فإن عدد السيّاح الخارجيين سنويًا هو 500,000 سائح. وبنتيجة ذلك فإن المدينة تحوي على عدد كبير من المرافق السياحيّة والمنتجعات منها الشاطئ الأزرق وميرديان اللاذقية وروتانا أفاميا الذي يحوي 246 شقة وفيلا على البحر. إلى جانب السياحة الترفيهية فإن السياحة التاريخية تعتبر هامة في المدينة، إذ إنه على مقربة من المدينة يتواجد أربعة قلاع، تعود للحقبة الصليبية إلى جانب سائر الأطلال الأثرية والمباني التي تعود للحقب المملوكية والعثمانية.
لا بد أن نشير إلى أن قرب اللاذقية ( 16 كم ) شمالا نجد واحدا من أشهر المواقع التاريخية شهرة في العالم و هو موقع رأس الشمرة حيث كانت تقوم مملكة اوغاريت التي كان لها عصرها الذهبي في الإدارة و الثقافة و الدبلوماسية و القانون و الدين و الاقتصاد ما بين القرن 16 و 13 قبل الميلاد و هي التي قدمت للبشرية ابتكارها المعجز (الأبجدية الأولى ) في العالم ولا تزال هذه الأبجدية منقوشة على أصبع صغير من الطين المجفف المحفوظ أصله في المتحف الوطني بدمشق
أمّا المناطق السياحية التّابعة لها فهي:
- "صلنفة" التي تبعد 50كم إلى الشّرق عن مدينة اللاذقية، وترتفع عن سطح البحر 1200م وتُعَدّ من أجمل المَصايف السياحية في سورية. "كسب" التي تبعد 65كم شمال مدينة اللاذقية، وترتفع عن سطح البحر 800م. - "سلمى" التي تبعد عن صلنفة 12كم وترتفع عن سطح البحر 800م. و من أهمّ آثار اللاذقية قلعة صلاح الدين التي تمتلك أهمية استراتيجيّة بسبب موقعها.
[email protected]
أضف تعليق