ألا يكف الكبار عن النقد اللاسع والسلبي؟
سؤال:
أنا طالب بالمرحلة الثانوية متفوق بتحصيلي التعليمي. في ساعة اختبارات تصنيف المرحلة القادمة قبل أسبوع تقريبا زلّ لساني مع أحد المراقبين المربين. عولجت المسألة بعد دعوة أهلي وقدمت اعتذاري للمربي بلياقة وأدب. تعاونت مع الجميع لحل الأزمة كما يجب. عند استلام أهلي نتائج الاختبار الممتازة عاد أبي لتذكيري بحادثتي مع المربي المراقب وأمطرني توبيخا. ألا يخطئ الكبار؟ ألا يكفوا عن النقد اللاسع والسلبي؟ هل غضبي وانفلات لساني هو ذنب مؤبد؟ ماذا يجب عليّ أن أفعل؟
الجواب:
هل المراهق معرض أكثر للانفعالات السلبية؟
كم أقدّر لك توجهك إليّ بالسؤال. ما حصل منك في الأسبوع الفائت هو خطأ عارض يحصل أكثر مع المراهق ويحدث أيضا مع كثير من البالغين غير الناضجين. أنت قمت بإصلاحه بنضوج بالتعاون مع الجميع بالوقت المناسب وقدمت الاعتذار الصادق. ما فعلته هو تصرف حكيم وصحيح. لا يوجد أمامك تصرف آخر أسمى وأرقى. الجميع يخطئ وأحيانا حتى ذوي الحكمة ورجاحة العقل. إنني أوافقك الرأي بأنه لا للحكم الظالم والمؤبد. لا فائدة من فتح ملفات الماضي. الوقوع بالخطأ شأن وارد وطبيعي.
أتعرف بأنك تعيش خصائص عمرية مرحلية؟
أنت فتى ذكي ويمكن أن تتفهم موقف والدك. هو لم يتوقع منك غير السلوك المثالي. توقعاته غير واقعية ولا تلائم مرحلتك العمرية. للمراهق خصائص عمرية تنتهي بمرحلة النضوج والرشد. كثيرا ما يقع المراهق بسلوك متسرع وربما غير لائق. تقلبات تطور جسمك أيضا هي عامل مثير لانفلات غير متوقع. عنف رغباتك العاطفية تزيد حالتك صعوبة. ازدحام رغباتك المعرفية تلح على عقلك بالشكوك ولا تستطيع لجمها او السيطرة عليها. فلا حاجة لزيادة حجم ضغوطك بجلد ذاتك وتأنيبها. لا لزيادة قلقك بالتركيز على زلاتك وسلبيات تصرفك.
ماذا تحتاج اليوم وقبل الغد؟
أنت تحتاج اليوم لفتح صفحة جديدة وجميلة تسبب لك السعادة لتغيير جوك العاطفي السلبي.
فالامتياز بتحصيلك العلمي فرصة جميلة تساعدك على الشعور بالتعزية والتعويض العاطفي. لياقة تصرفك الخلقي يزيدك اعتزازا. أنت الآن تحتاج للتوازن العاطفي. التحاور مع ذاتك والاصغاء لها تجربة ضرورية ومفيدة. كلما وعيت انفعالاتك سوف تبني لك مفاهيما لقواعد اجتماعية إيجابية.
يكفيك ما مر بك من حرج. يلزمك اليوم هدنة للمحاسبة الذاتية الداخلية. وعي رقيبك الداخلي لما يحصل معك يكسبك حسا خاصا. شعورك بالخجل مما يحدث سوف يدفعك للعمل على أن تكون عند حسن ظن والدك. خجلك النابع من دافعك الداخلي هو أقسى من أي نوع من تأنيب أو توبيخ خارجي. من اليوم فصاعدا عليك اصطياد مناسبات تفوّقك وتميّزك لتثبيت تقديرك الذاتي ولطمأنة نفسك المتعبة. التفكير الإيجابي عن ذاتك يعيد لك الشعور بالسكينة والأمان. استحضارك تجارب إيجابية ماضية لك تعمل على توثيق علاقتك الايجابية مع ذاتك وإعلان حالة سلام بينك وبينها. الماضي خبرات والحاضر المتعقل ثقة ومسؤولية.
أنا دوما إلى جانبك.
باحترام،
إلهام.
[email protected]
أضف تعليق