إن الرضيع يحلم دون أدنى شك, إلا أن ما يحلم به سيبقى سراً على الدوام ربما كان يحلم بالعودة على حرارة بطن أمه، حيث كان يسمع صوت تنفسها ودقات قلبها، يستعيد ما كان يحس به عندما كان يعوم بأمان في السائل الأمينوسي، هذا إلا كان يحلم بآخر إحساس راوده في هذا العالم، المدوخ الذي ألقي فيه وبألوانه الفاقعة وأصواته الخنوقة أو بالمواد اللذيذة والأذرع المتينة التي تتناوله أو ربما بالحليب الدافئ هو يسيل على فمه واللحم الممتلئ الذي يضغط على شفتيه وخديه.

ليس بإمكاننا سوى تصور مضمون أحلامه، ذلك أننا ننسى جميعا أحلامنا الأولى، ولا توجد وسيلة لاستعادتها ومع ذلك ومن خلال طريقة نوم الرضيع، نستطيع التأكد من أنه يحلم.

وللرضيع كالراشد نوعان من النوم: النوم العميق غير الناشط، ونوم الأحلام الذي يتميز بحركاته العينية السريعة، هذه الحركات التي تظهر عندما نحلم , وحينها تتحرك العينان خلف الجفنان المغلقين، كما لو إنهما تنظران في اتجاهات مختلفة لملاحقة مجرى الحلم.

وهذا النوم هو أخف من النوم غير الناشط، وتصل مدته لدى الرضيع إلى ضعف مدة مثيله عند الراشد, فلدى الراشد يبلغ نوم الأحلام نحو 25% من مجمل نومه، مقابل 50% الوليد.

وبما أن الرضيع ينام أكثر من الراشد بمرتين، ونظراً لأن نومه يتميز بحركات عينية تصل إلى ضعف مثيلتها لدى الراشد، فإنه يمكن أن نستنتج من ذلك أنه يحلم أكثر من الراشد بأربع مرات خلال الأربع والعشرين ساعة.

وقد ظهرت مؤخراً فرضية تفيد بأن الأحلام هي طريقة لجعل النوم على جانب من الأهمية تمكن الشخص من الاستمرار في رقاده لأخذ كامل استراحته خلال الليل.

و إذا كان الرضع يحلمون أكثر من الراشدين بهذا القدر، فذلك دون شك لأن من الجوهري بالنسبة لهم أن يبقوا راقدين أطول فترة ممكنة، نظراً لما هم فيه من ضعف, و تذكري دائماً أن النوم يمنح الأمان لطفلك، هذا الأمان الذي يحتاجه صغير الإنسان حاجة بالغة، بسبب حساسيته وسرعة تأثره.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]