للسنة السابعة على التوالي نظّمت لجنة حي وادي النسناس في حيفا، إفطارا جماعيا، جمع بين المسلمين واليهود والمسيحيين والبهائيين على مائدة واحدة، احتفاء بشهر رمضان الفضيل.
 

وسبق للافطار، فقرات فنية من الفنان الياس عطاءلله وفرقته، تلته كلمات تبريكية وترحيبية من العديد من الشخصيات البارزة في المدينة، حيث قال فكتور حجّار – أبو رمزي – رئيس لجنة حي وادي النسناس: “أهلا وسهلا بكم ضيوفنا في حينا العريق، حي وادي النسناس، حي المحبة والتفاهم والتآخي، حي التعايش والتسامح والذي أصبح نموذجا لجميع أحياء حيفا والمنطقة. قدمتم أهلا ووطأتم سهلا في شهر رمضان الكريم الذي رأت من خلاله لجنة حي وادي النسناس أن تجمع فيه العشرات بل المئات من العائلات والأهل والضيوف والتأكيد على محبتنا والتمسك طيلة هذا الشهر المبارك، شهر الخير والبركات والمحبة".


وشكر كل من شارك في هذا الحفل المميز. وأكد أبو رمزي على أن "هذا اللقاء يتم في ظل النضال الذي يتم في البلاد على العدل الاجتماعي الذي يصب في مصلحة جميع السكان، المساواة بالسكن للجميع، وبالأخص سكان حيفا العرب. في هذا النضال نحن نعبّر عن رغبتنا جميعا بالحياة باحترام، الحياة بعدل ومساواة واحترام. نحن في اللجنة نشكر رئيس البلدية على دعمه في تطوير هذا الحي"!. وشكر كل من ساهم في إنجاح هذا الافطار الجماعي، وشكر السكان وأصحاب المتاجر لتحمّلهم ومساهمتهم في إنجاح مهرجان عيد الأعياد في الحي.

من جهته قال الشيخ رشاد أبو الهيجاء، إمام وخطيب مسجد الجرينة في حيفا: “ المدينة التي تمثل الأخوّة الصادقة بين الديانات، فالمسلم في مسجده والمسيحي في كنيسته واليهودي في كنيسه يوّحدون ويعبدون ربا واحدا. ولكن في الآونة الأخيرة نسمع بعض الأصوات التي تنادي بتغيير هذا الشكل لهذه الأخوّة ولهذه الوحدة ولهذا النموذج الرائع في حيفا من خلال محاولة استصدار بعض الأوامر لمنع الآذان في مدينة حيفا. ونحن نقول لهؤلاء: نحن نعيش في هذه المدينة، وقررنا أن نعيش في هذه المدينة كمواطنين، سواء كنا من المسلمين أو غير المسلمين على مختلف ألواننا وأجناسنا ولغاتنا، ونحن بهذا النموذج نفتخر. والذي لا يروق له لأن يعيش في مثل هذا النموذج الرائع فليرحل”!


أما الحاخام شآر يشوف كوهين، الحاخام الأكبر في حيفا فأكد أنه ليس من البديهي أن يجتمع مسلمين ومسيحيين ويهود وبهائيين حول مائدة واحدة لتناول الافطار، مؤكدا أنه رغم ان القدس اسمها مشتق من كلمة سلام (بالعبرية – أورشليم – شلوم) وإنما مدينة حيفا هي التي تمثل السلام الحقيقي، مفتخرا بأنه يشارك للسنة السابعة على التوالي بوجبة الافطار التي تنظمها لجنة حي وادي النسناس.


بينما قال الأرشمندريت أغابيوس أبو سعدى – الأب الروحي لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك في المدينة (وهي أكبر الطوائف المسيحية في المدينة): “علينا أن نلغي من كلمة الآخر – حرف الراء، ليصبح الآخر المختلف عني دينا  وجنسية وقومية أخا في الانسانية! والله لا يمكن أن يجمع ولا يفرّق. هذا الشهر الفضيل الذي اجتمعنا به هو شهر البركات والخيرات، شهر النعمة، شهر إنزال القرآن الكريم، كما أنزل الله أيضا على موسى الوصايا العشر في سيناء.   نحن عشنا مع بعضنا البعض، لنا تاريخ مشترك ولنا جغرافيا مشتركة ولنا لغة مشتركة، هذا ما اتمناه لكم ولنا أن نبقى اخوة في الانسانية وكل عام وأنتم بخير"

أما يونا ياهف – رئيس بلدية حيفا فقال: “في منطقة دمشق يقتلون البشر فقط لأنهم يرغبون أن يكونوا مثلنا. ونحن سنرفع صلاة في هذا اليوم المقدس ونقول يا ريت لو في كل الشرق الأوسط ولكل شعوب الشرق الأوسط يتوّفر ما لدينا نحن في حيفا – احترام متبادل، تقدير متبادل وحياة مشتركة. لو توّفر هذا في الشرق الأوسط لكنا نعيش في جنة عدن. يا ريت يا ريت لو يتعلم الجميع منا"!.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]