هذا العام أيضا، تتزامن التحضيرات لعيد الفطر السعيد وللسنة الدراسية الجديدة، مما يجعل المصاريف تكاليف الاستعداد لهذين الأمرين الهامين كبيرة وثقيلة على جيوب الأهل، خصوصا في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تسود البلاد عامة، والمجتمع العربي بشكل خاص.
يجتهد الأهل ويجهدون أنفسهم في محاولة الصمود والنجاح بتحمل هذه الأعباء، ليتمكنوا من جهة من توفير كافة المستلزمات الضرورية التي تضمن لأبنائهم دراسة كريمة، وليرضوا أبناءهم ويرسموا على وجوههم البسمة من الجهة الثانية، فيضعون لأنفسهم خطة مالية يلتزمون بها ليستطيعوا تخطي عقبات تزامن موسمين مكلفين، يكفي كل موسم منهما لتحميل رب الأسرة العربية ما لا طاقته له به من المصاريف في ظل تصاعد الأسعار إلى أرقام غير مسبوقة.
مراسلة موقع "بكرا"، تنقلت بين عدد من المكتبات في مدينة الناصرة، وأعدت هذا التقرير الذي استطلعت من خلاله آراء العائلات وأصحاب المكتبات، وقارنت أسعار بعض المنتجات والمستلزمات، وأخذت نصيحة طبية تفيد الأهل في موضوع اقتناء الحقائب المدرسية.
معدل تكاليف مستلزمات كل تلميذ 500-600 شيكل!
تبدو حركة المشتريات في المكتبات ومحلات بيع القرطاسية "معقولة"، لا لشيء إلا لأن الأهل ملزمون باقتناء الكتب والدفاتر وغيرها من المستلزمات، وهذا أمر لا مفر منه. لكنهم، بالمقابل، يحاولون إيجاد الثغرات والمنافذ التي من الممكن أن تنقذهم من الاضطرار لاقتناء اللوازم التي تحمل الماركات التجارية غالية الثمن التي تجذب انتباه ورغبات التلاميذ، فيتهافتون عليها.
تبدأ الحاجة للمستلزمات الدراسية منذ الصف الأول الابتدائي، وتستمر هذه الحاجة إلى حين الانتهاء من الدراسة الثانوية (الصف الثاني عشر)، إضافة إلى نفس الحاجات خلال فترة الدراسة الجامعية التي يتجه إليها عدد آخذ بالازدياد من الطلاب العرب.
خير جليس... كثير التكاليف!
تبلغ تكاليف شراء كتب تلميذ في الصف الأول ما بين 300 و 350 شيكل، مع الأخذ بعين الاعتبار اختلاف المناهج بشكل بسيط بين مدرسة وأخرى، ويشمل هذا السعر: الكتب بنسختها الأصلية. لكن هذه الأسعار تتغير بطبيعة الحال مع بلوغ التلميذ مرحلة دراسية جديدة، نظرا لازدياد عدد الكتب وارتفاع تكلفتها.
كالعادة: كتب الرياضيات واللغة الانجليزية الأكثر تكلفة..
في هذا العام طرأ تغير جذري على منهج اللغة العربية، مما اضطر الأهل لاقتناء الكتب الجديد، كما سيتعذر عليهم إعادة تداول هذه الكتب ونقلها من البن الكبير إلى شقيقه الأصغر.
أما كتب الرياضيات واللغة الإنجليزية، فهي كالمعتاد، الأكثر تكلفة، حيث يصل سعر الكتاب الواحد منها إلى مائة شيكل وأكثر.
... قلم رصاص ومحاية!
إضافة للكتب التعليمية وتكاليفها الباهظة، هنالك المستلزمات المكملة، والتي من المفترض نظريا أن تكون أقل تكلفة من الكتب الغالية، وهي الأمور التي يحتاجها كل تلميذ في مسيرته التعليمية منذ الصف الأول الابتدائي إلى ما شاء الله، من دفاتر وأقلام ومفكرات إلى المقلمة والممحاة والمبراة وغيرها. لكن ما العمل وإصرار الأبناء وإلحاحهم لا يترك للأهل مجالا إلا الخضوع والخنوع، وشراء ما يطلبه أبناؤهم... وإن غلا ثمنه. والسعر طبعا يتعلق بالعلامة التجارية التي تحملها المنتجات أولا... وبالجودة ثانيا!
جاستين بيبر، نجم هذا العام على "التجاليد والطوابع"
خلال تجوال مراسلتنا بين المكتبات، اتضح أن معظم المستلزمات من تجاليد وطوابع، حملت صورة المطرب الكندي الشاب "جاستين بيبر" إضافة إلى "هانا مونتانا"، وهما الأكثر مبيعاً... تقابلهم في الشعبية المنتجات التي تحمل صورة نجم فريق برشلونة، ليونيل ميسي وفريقه... شملت هذه الإحصائية بالأساس، معظم التلاميذ في الصفوف الإعدادية. أما تلاميذ المرحلة الابتدائية، فكانت ميولهم، بطبيعة الحال، أكثر طفولية، حيث انحصرت اهتماماتهم بصور "الأميرات الثلاث" و"بن 10"، وأبطال مسلسل الرسوم المتحركة " كارز".
الحقيبة المدرسية.. همّ كل تلميذ..
أما أكثر الأمور إثارة للانتباه، فكانت الحملات الدعائية التي انتهجتها المكتبات المختلفة، والتي لمع فيها نجم "الحقيبة المدرسية" بلا منازع، فكانت الشغل الشاغل وحديث الموسم. فأسعار الحقائب المدرسية منوّعة ومتفاوته، إذ أنها قد تبدأ من سعر لا يتجاوز الـ 65 شيكلا، ومنها ما يصل إلى أسعار تتراوح ما بين 250 و 300 شيكل. وبطبيعة الحال، فإن الأسعار مشتقة من الجودة والماركة وصورة النجم التي تزين الحقيبة.
في هذا العام، نجد أن الحظوة الأكبر هي للحقائب التي تحمل صور ميسي وفريقه برشلونة، بن 10، ومكابي حيفا. هذا بالنسبة للأولاد. أما الفتيات فقد اخترن الحقائب الحقائب المدرسة من شركة "ديزني" والتي تحمل صور الأميرات الثلاث والأميرة النائمة إضافة لجاستين بيبير وهانا مونتانا. المثير للانتباه أن الأولاد والبنات يهتمون باقتناء الحقائق وفق صورة النجم، دون التركيز على مدى جودة الحقيبة أو المعايير الصحية والطبية التي تتميز بها.
نظرة سريعة على الأسعار..
من اجل استيضاح الأسعار، قامت مراسلتنا بفحص عينة من أسعار المستلزمات المدرسية، والتي استقتها من أكثر من مكتبة في مدينة الناصرة، فتبين أنها كانت متقاربة حينا، ومتفاوتة في كثير من الأحيان، تختلف من مكتبة إلى أخرى، وتتعلق باسم المكتبة ومكان تواجدها "بالقرب من الشارع الرئيس أو داخل الحي".
المنتوج
|
السعر
|
|
1
|
ممحاة
|
3-10 شيكل " حسب الجودة والماركة"
|
2
|
قلم رصاص
|
2 -5 شيكل " حسب الجودة والماركة"
|
3
|
قلم حبر
|
2.5- 18 شيكل " حسب الجودة والماركة"
|
4
|
مبراة
|
1-12 شيكل " حسب الجودة والماركة"
|
5
|
مسطرة
|
2-8 شيكل " حسب النوع والجودة"
|
6
|
تجاليد
|
2-5 شيكل " حسب النوع والجودة"
|
7
|
دفاتر
|
5-10 " حسب النوعية والجودة"
|
8
|
الحقيبة المدرسية
|
65-300 شيكل " حسب الماركة والجودة"
|
• هناك تنافس واضح بين المكتبات، وقد ظهر هذا جليا من خلال الحملات الدعائية لبعضها.
رأي أصحاب المكتبات والأهل..
طلعت زعبي: " الزبون يعرف ما يريد"
من بين المكتبات التي زارتها مراسلة موقع "بكرا"، كانت مكتبة الشروق- الناصرة، لصاحبها طلعت زعبي، والذي قال خلال حديثه معنا: "يعرف الأهل أن أسعار الكتب مكلفة، لكنهم لا يستطيعون الاستغناء عن اقتنائها، رغم ذلك فهم لا يبخلون باقتناء القرطاسية ولوازم المدرسة، وهم يختارون البضاعة الجيدة".
"بكرا": هل من تأثير لرمضان والتحضيرات للعيد على حركة شراء الكتب والقرطاسية؟
زعبي: "الزبون يعرف ما الذي يريده، ويعرف كيف يقسم جدول مشترياته. في البداية يقتني لوازم المدرسة الضرورية، ومن ثم يتمم شراء الكماليات، من بعد الكتب والدفاتر، كل ما تبقى يكون (إكسسوارات) يفرح بها أبناؤه".
موسم يأتي على حساب الآخر...
في مكتبة "أويس بيبي تويز"، لا يختلف الحال عما هو عليه في المكتبات الأخرى. فقد تحدثت مراسلة موقع "بكرا" مع المدير المالي والمستشار الاقتصادي لشبكة "أويس بيبي تويز"، السيد بلال سعيد، الذي حدثها عن تأثير تزامن موسمي المدارس والعيد مع بعضهما البعض، كما أن فترة العطلة الصيفية هي فترة الرحلات السياحية والسفر لخارج البلاد، والتي تعتبر مكلفة أيضا، مما يؤثر على ميزانية الاهل، ويجعل موسما ما يأتي على حساب آخر.
السلة الدراسية ثلاثة أقسام: الكتب، القرطاسية والحقيبة.
وكما هو معلوم، فإنه لا مفر من شراء الكتب. أما بالنسبة للحقيبة والقرطاسية، فيقوم كثير من الناس بتحديد مقتنياتهم واختصارها، بينما يضطر البعض الآخر جزء منها إلى ما بعد العيد.
وقال: "بدورنا، حاولنا في أويس بيبي تويز، تخفيف العبء عن الأهل. بعيداً عن تزامن التحضيرات للسنة الدراسية مع رمضان والعيد، فإن تحضيرات السنة الدراسية تشكل عبئاً كبيراً على الأهل، وخاصة إذا كانت لديهم عائلة كبيرة ودخل محدود.
بالنسبة لأسعار الكتب، فهي محددة ولا نقاش فيها، وتسعيرتها تقع تحت الرقابة الحكومية، كما أن المكتبات لا تجني أي ربح مادي من بيعها، بالكاد تغطي المصاريف، وهي ليست أكثر من خدمة للزبون".
بالهدوء والروية والتدبير الصحيح، بالإمكان تخطي هذه الظروف
السيدة تغريد زبن، موظفة وأم لثلاثة أبناء، تقول عن الموضوع: "ترفع ابني محمد هذا العام للصف الثامن، أما عائشة فقد أصبحت في الصف السابع، ويوسف للصف الثاني".
أما بالنسبة لتزامن افتتاح السنة الدراسية مع تجهيزات العيد وشهر رمضان، فتقول: "شيئا فشيئا وبهدوء نستطيع أن نتجاوز هذا الوضع. على الأهل اقتناء الأغراض الضرورية والأساسية التي يحتاج الأولاد لها، دون اقتناء بعض الحاجيات الموجودة من السنة الماضية. فعليهم مراعاة ظروفهم".
وتضيف: "الأولاد بطبيعتهم يكثرون من الطلبات، وفي الكثير من الأحيان دون أن تكون هنالك حاجة لما يطلبونه. أكرر: يجب اقتناء الحاجيات الضرورية فقط.. والله بيسرها".
الأهل ملزمون باقتناء الكتب لأبنائهم، بكل الأحوال...
وتضيف: "لا مجال هنا للنظر إلى أسعار الكتب، بكل الأحوال، الأهل ملزمون باقتناء الكتب لأبنائهم. أعتقد أن معظم المشاكل التي تواجه الأهل أثناء التحضيرات للمدرسة، سببها وزارة التربية والتعليم. في الماضي كان الكتاب يتنقل من الأخ الكبير للصغير، أما اليوم، فإن الوضع اختلف، خصوصا مع التغيرات المستمرة في مناهج الكتب. اليوم، ليست هنالك إمكانية لنقل الكتب بين الأخوة".
واختتمت حديثها بالقول: "عملية تجديد الكتب بين السنة والأخرى هي أمر تجاري تعود المنفعة منه على دور النشر والكتاب. على وزارة التربية الشعور مع الأهل والاهتمام بحالتهم المادية الصعبة".
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
كلشي تعملوا منوا قصة
تقرير رائع ويمس مجتمعنا