سؤال:

أنا أم لبنتين. الأولى 2.8 سنة والثانية 7 أشهر. البنت البكر تعاندني ولا تطيعني ولا تطيع أحدا. أتمنى عندما أعطيها تنبيها أن تطيعني ومن أول مرة. ما هو الحل؟ هي ذكية ولكنها تتصرف على هواها. وهل جيلها مناسب لتعليمها لغة إنجليزية وعلى ماذا أركز لتطويرها الذهني؟

الجواب:

عزيزتي الأم،

تحية.

أشعر معك وأتفهم صعوباتك. طفلتان صغيرتان تحتاجان لكثير من عناية وخدمات.

هل تحدي الطفل يجعله متعاونا؟

بالطبع لا بل تضر بتعاونه. التربية الإيجابية ليست عبارة عن تحدّيات للطفل. الطفل ليس بآلة تخضع وتعمل بكبسة زر – تطيعك من أول مرة-. طفلتك ليست بجندي في ثكنة جيش ودورك هو الضابط الآمر والناهي.

التربية فن. – أنظري مقدمة كتابي " نعم للتربية الإيجابية". طفلتك تحتاج لأن تتمتع بأم تقدر تميز طفتلها وذات روح مرحة. أنت نموذجها العاطفي الذي تقلده وتتمثل بسلوكه فتكتسب عادات إيجابية جميلة من خلال تعاملك معها ومع المحيطين بك.

ماذا تحتاجين أن تعرفي عن طفلتك؟

هيا نعرف أكثر عن طفلتك. هيا نعرف أكثر عن أساليب تربوية إيجابية. المعرفة قوة. الجهل ضعف.

تلك مرحلة عمرية تتميز بخيال واسع وبحب استطلاع وحركة دائمة. ما يحرك جميع تصرفات طفلتك هو حبها للاستكشاف. مجالات المعرفة كثيرة ومثيرة. أهمية دور الأهل هو الامتداح والتشجيع بعد كل سلوك مستحب تقوم به. طفلتك مولودة إيجابية وطماعة للمعرفة.

ماذا تحتاج طفلتك

دورك هو إشباعها بحاجاتها العاطفية( بالتفصيل في كتابي نعم للتربية الإيجابية) والتي هي:

1- الأمان: تحتاج طفلتك لطمأنتها لأم راضية عنها بجميع الأوقات. هذا الرضى يشبعها اطمئنانا. طالما أنت غير راضية عن جميع تصرفاتها طالما هي متمردة وغير مطيعة.

2- تحتاج لنموذج عاطفي إيجابي والذي هو الآن أنت. نموذجها العاطفي الإيجابي يرى سلوكها المستحب ويمتدحه. أما سلوكها غير المستحب فيتجاهله. أنت دائمة الانتقاد وتقفين بالمرصاد. انتقادك كل سلوك غير مستحب هو عبارة عن حافز يشجعها على التمرد -من غير دراية-. كلما ركزت على سلوكها غير المستحب كلما زاد، تكرر وتثبت فيصبح عادة. نموذج توجهك التربوي سلبي ومتشائم.

3- تحتاج لحبك من غير شروط أو تعليمات. تحتاج لحبك لها الدائم والذي لا دخل له بنوع سلوكها. كلما قامت بسلوك مستحب -تفعل ذلك كثيرا ولكنك لا تلاحظين- تمتدحينها وتشكرينها من غير ارتباط بفقدانها حبك أو بالعكس.

هل المولودة الجديدة لها تأثير بالذي يحصل معها وما دور كُشْكُشْ؟

هي تمر بمرحلة عاطفية صعبة خاصة بوجود مولودة جديد-ضُرَّة- بالاضافة لتوترك الدائم.

الأسلوب الدرامي مناسب لطمأنتها خاصة بظروفها الصعبة التي مرت بها- علاقتكما هي تشنج دائم-.

يمكنك التركيز على الدراما خاصة ولأنها في مرحلة تتميز بالخيال: يمكنك التحدث إليها عن طريق دمية كُشْكُشْ لتشجيع سلوكها الإيجابي أثناء انشغالك، بالقول: أرأيت يا كُشْكُشْ تعاونها؟ أسمعت ما أحلى صوتها بالغناء ؟ كم أحبك أيتها الطفلة الجميلة. من فضلك يا كُشْكُشْ إبق مع طفلتي ريثما أنتهي من رضاعة أختها. هي تحتاجك. أنت صاحبها. من فضلك يا كُشْكُشْ أغمرها. أتحب يا كُشْكُشْ ابنتي الجميلة فلانة؟ أسمعت كيف تسرد لي قصة؟ أنا أيضا أحبها كثيرا. أتريد أن تنام بسريرها؟..." عبارات دعم وامتداح لتعويضها الأمان والحب. عبارات إيجابية غير مرتبطة بسلوكها غير المستحب- سلبياتها-. مع مرور بعض الوقت سوف تتلاشى ظاهرة سلوكها غير المستحب وتستبدلها تلقائيا. الاستبدال التربوي هنا مبني على حاجتها "لنموذج عاطفي" إيجابي يدفعها لتقليده. قصة (كُشْكُشْ يا عنيد) تناسب حالة طفلتك.

ماذا عن دور الأنشطة الحركية؟

وأخيرا يلزم ابنتك أيضا تفريغ طاقاتها بفعاليات وتنفيسها بنشاطات رياضية وحركية مبرمجة بمشوار أو ناد.

يمكن تعلم أكثر من لغة بهذا الجيل ولكن ليس بالتلقين بل بالعيش، اللعب، ترديد أغان مع أطفال أجانب. تلك فترة تطور اللغة بالمحاكاة الطبيعية. الطفل يردد كل ما يسمع ويقلد كل سلوك يلفت انتباهه. يمكنها تعلم لغة أجنبية أيضا عن طريق مشاهدة مسلسلات أطفال مناسبة وجذابة. لا للتلقين والدورات غير المعاشة اليومية والواقعية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]