سؤال:
أنا فتى في السابعة عشرة من عمري. أعشق فتاة في مدرستي ومتعلق بها كثيرا. اليوم وبعد علاقة حب حميمة وملتهبة أخبرتني بأن ما كان بيننا ليس حبا. كيف يمكن أن يحصل هذا؟ هل عطلة الاختبارات وبعدنا عن بعضنا هو السبب؟ ماذا أفعل بمشاعري التي تكاد تخنقني؟
الجواب:
عزيزي،
أسعدني مشاركتك مشاعرك القاسية التي تكاد تخنقك. كم أقدر تعاونك معي واستشارتي.
الحب بجيلك يتميز بالتأثر الشديد. تتميز مشاعر المراهق بتقلب العواطف.
ماذا يميز المراهق العاشق؟
المراهق العاشق يميل للرقة واللطف الشديد. الإعجاب يؤجج مشاعره ويغيّر سلوكه. الفراق يزعزع أمانه وطمأنينته. إنكسار قلبه يأخذ أشكالا من تصرفات عصبية عاصفة وأحيانا مدمّرة وهدّامة له أو للمحيطين به. حدوث فراق أو خيانة في العلاقة يتسبّب للطرف المتضرّر حزنا شديدا وحالة من الكآبة والتشاؤم. يصبح أكثر ميلا للانطواء على ذاته لساعات طويلة لا يكلم أحدا ولا يرغب حتى بتناول طعام كان يشتهيه ويطلبه. يرفض مكاشفة أحزانه لأحد ويغضب ويثور عند التدخل للمساعدة فيزيد اعتكافا. شعور المراهق عند فراق الحبيب صعب كما فراق الموت.
أنت تسأل إن كان سبب برود مشاعرها هو البعد؟
ربما السبب هو البعد وربما أيضا السبب هو البرود العاطفي نحوك. بعدك عنها هو المختبر لعلاقتكما. فلتحترم أحاسيسها وقراراتها خاصة لأنك تحبها. الحب غير متطلّب ولا أناني. ربما السبب هو التأجج العاطفي المتقلب الذي يميز جيل المراهقة. ربما أيضا انشغالها بحاجات مرحلية مؤقتة ألهاها عن عادة الارتباط العاطفي بك. ربما لأسباب متعددة والنتيجة هي فقدانها التلهف على قربكما.
كيف يمكنك أن تعبر محنتك بسلام؟
لكي تعطي محبوبتك وقتها وتحترم راحتها عليك أن تفتش لك على ما يشغل وقتك. هواية أو موهبة تمارسها وتطورها تملأ وقتك وتبعدك عن تفكيرك الحزين. بمقدورك أيضا تسجيل خواطرك وما يجيش في صدرك من أحاسيس. الكتابة تساعدك كثيرا. أكتب لها رسائل تعبر بها عما يجيش في صدرك من حب وهيام. احتفظ بتلك الرسائل في دفتر مذكراتك. من المهم أن تتمتع بما يشغلك قدر المستطاع إلى أن يعبر بعض الوقت. الزمن يشفي الكثير من الأحزان والآلام.
وأخيرا هل تمارس أنواع رياضة جسمانية؟ الرياضة تعمل على تنفيس ضغوطك وتفريغ تأججك العاطفي.
[email protected]
أضف تعليق