تظاهر قبل قليل مئات الأطباء العرب واليهود والذين يعملون في مستشفيات حيفا الثلاث: رمبام؛ بني تسيون؛ والكرمل، على مفترق "حوريف" في حيفا احتجاجا على الاتفاق الذي مزمع إبرامه بين نقابة الأطباء العامة وبين وزارة المالية بخصوص حقوقهم ورواتبهم للسنين القادمة..

وقد حمل الأطباء لافتات كتب عليها: “لإنقاذ الطب الجماهيري والعام" و "على الحياة وعلى الطب الجماهيري" و "لا ملاكات لا صحة" و "إلى أين يذهب كل المال؟" و "أحذروا! في دولة إسرائيل لا يوجد وزير صحة" و "بـ30 شاقل بروتو من الصعب أن نشتري الطعام" و "أطباء حيفا مع النضال" و "أطباء رمبام لأجل طب عادل" و "بيبي يحصل على علاج خاص.. وأنتم؟" وغيرها من الشعارات الهادفة.

وقام الأطباء خلال المظاهرة بالانتقال إلى وسط المفترق وتعطيل حركة السير لبضع دقائق، فجلسوا على الأرض وواصلوا الهتاف: “بيبي أستقيل الطب يسوى أكثر منك" و "المريض في الرواق ينتظر حلا" و "لن نتنازل في النهاية سنستقيل"، وفعلا قام عشرات الأطباء، في زاوية الاستقالات، بالتوقيع على مكتوب استقالتهم....

د. عصاد داود: نضال يخصنا جميعا وليس فقط الأطباء

من جهته قال الطبيب المتخصص في مستشفى بني تسيون (روتشيلد سابقا) د. عصام داود والذي كان أحد البارزين في المظاهرة: “النضال ليس شخصيًا أو فرديًا، هو نضال لكل الناس، لكل المرضى، عندما أطلب بأت تقلل ساعات عملي لا أخص بذلك راحتي الشخصية لكن أفكر بالمريض الذي سأقوم بجراحته بعد 30 ساعة عمل..!

وقال: العمليات الجراحية بحاجة إلى دقة، والدقة تحتاج إلى تركيز والتركيز يحتاج إلى راحة.!

وأضاف: “على الجميع أن يتضامن وحتى المجتمع العربي، علينا أن يدعم نضال الأطباء! فنحن أكثر فئة تتضرر من هذا الوضع"!

وقال في رد على سؤال حول اذا ما كان نادما على اختيار هذه المهنة: “لست نادما، فمن البداية كنت فاهما أنني مقبل على مجال صعب، لا أحد يتخيّل أن تكون الحياة وردية، ولكن لم أكن لأتخيّل أن يكون الاستغلال لهذه الدرجة. فعندما تعمل 320 – 350 ساعة شهريا وتحصل على 9000 شيكل مقابل ذلك، تدفع منها 3000 شيكل أجرة دار، و 1000 – 1500 للسيارة، ما تبقى لك؟! بجيل 28 – 29 سنة تجبر أن تسكن مع آخرين؟ فكيف لك أن تتزوّج وتفتح دار؟ مع حبي للبشر جميعا ولكن هناك حد معيّن لكم يسمح لنفسه الإنسان أن يذّل نفسه ويعطي للبشر"!

د. رنا عفيفي: راتبي أرتفع بشاقل واحد فقط..!

اما د. رنا عفيفي من مستشفى الكرمل فقالت: “المظاهرة اليوم تأتي نتيجة ما حدث في الأسبوع الأخير. كنا بإنتظار أن تلبي وزارة المالية مطالبنا دون أن ننزل الى الشارع بهذه الطريقة لأننا نحافظ على المرضى أيضا. وحاولنا أن نتفاوض معهم ووصلنا لحد أنهم لا يريدون سماعنا، ولا يمكننا أن نتحمل أكثر من ذلك! العلاج اليوم للمرضى ليس بالمستوى المطلوب بسبب النقص في القوى العاملة، ساعات عمل زائدة للطبيب، نقص في الأسرة في المستشفيات والاكتظاظ وغير ذلك"...

وأضافت في رد على سؤال: “أغلب الأطباء هنا هم أطباء مختصين، نسبة الأطباء المختصين الذين يتقاضون راتبا ممتازا ويجلسون في المنزل مرتاحين هم قلائل جدا. أنا طبيبة مختصة في الجراحة العامة وأتخصص حاليا بتخصص آخر، راتبي ارتفع منذ كنت أدرس التخصص وبعد أن أنهيته بشيكل واحد للساعة فقط!!! وهذا بعد دراسة سبع سنين طب عام وست سنين تخصص"!!!

واردفت قائلا: “اذا لا أعمل في المناوبات عمليا راتبي يكون أقل مما كان عليه عندما كنت متمرنة! قسم كبير من الأطباء معنا اليوم هم من المختصين، الصراع هو واحد، أطباء مختصون ومتمرنون وطلاب طب جميعهم معا في هذا النضال. كل من يرغب بإنقاذ الطب العام والجماهيري موجود هنا"!

وأضافت: “هذا النضال ليس فقط لليهود وانما للعرب أيضا، نحن جزء لا يتجزأ من هذا النضال. نسبة كبيرة من المجتمع العربي يتضرر من الوضع الراهن في الطب الجماهيري، فالغالبية العظمى لا يمكنها أن تتعالج بالطب الخاص، ولذلك تلجأ للطب العام، خصوصا وأن تقريبا 50% من مجتمعنا يعيش تحت خط الفقر، لذلك فأول المتضررين من الوضع الراهن في الطب العام هم العرب، وهم من أكبر المستفيدين اذا نجح هذا الصراع"!

الياس مزاويّ: شخص لم ينم 28 ساعة كيف سيسقبل المرضى

اما طالب الطب – سنة رابعة، الياس مزّاوي فقال: “بعد سنتين أنهي دراستي، والوضع مزري.. طبيب تعلم 7 سنين ومعه شهادة طبيب يتقاضى 25 شاقل للساعة فقط! ما كنت لأغيّر الموضوع الآن، لأنه هذا اختياري وهذا الموضوع الذي أحبه، ولكن الوضع مزرٍ بالفعل، طبيب تعلم سبع سنين ومعه شهادة، وعليه أن يقوم بثمانية دوريات كل واحدة 28 ساعة، شهريا، تخيّل شخص لم ينم منذ 28 ساعة كيف سيستقبل المرضى ويقدم لهم العلاج الجيد وعلى مستوى"؟

وأردف: “في نهاية الأمر نحن لا نتضرر كثيرا، المرضى هم أكثر المتضررين فهم يحسون بالأمر على جلدهم! وقد حان الوقت لتغيير الوضع"!!.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]