سؤال:
أنا أم -33 عاما- لثلاث بنات بجيل 10، 8، 6 أعوام والصبي بجيل 1.8. بعد طول انتظار استلمت عملا خارج البيت. أصبحت في الفترة الأخيرة أفقد أعصابي وتغير تعاملي مع أطفالي. حين أطلب مساعدتهم لا يطيعونني فأثور غضبا وعصبية. ما يزعجني كثيرا هو عمل البيت ومتابعة مذاكرة الأطفال. هل من طريقة للتخفيف من عصبيتي الزائدة؟
الجواب:
مبروك لك عملك الجديد. لا شك بأنك سعيدة باستلامك العمل الجديد ولا شك بأن تلك الخطوة هي جريئة وتحتاج لإعادة نظر بشأن التنظيم والتعاون.
إنني أتفهم صعوبة ما تمرين به في الفترة الجديدة وبعد مباشرتك العمل خارج البيت. أما بأنك تلتجئين للاستشارة فهذا دليل على وعيك بفشل العصبية لأنها لم تنجح بتغيير واقعك الصعب.
كيف تستعيدين هدوء أعصابك؟
العصبية تضر بصحتك أولا وقبل كل شيء. تضر عصبيتك مع أطفالك أيضا بتطور علاقتك بهم وبتطور شخصياتهم السوية. من المهم أن تعي بأن الشعور هو ملك صاحبه وهو الذي بمقدوره التحكم به وبتغيير نوعيته. العصبية أو عدمها تابعة لإرادتك بمقدورك ضبطها والسيطرة عليها.
الضبط قرار وإرادة أما السيطرة فهي بتعمّدك نوع تفكير جديد يعمل على سكينة وراحة أعصابك.
أما العمل فلا ينتهي والواجبات المنزلية مستمرة ما دام هناك حياة. لكن عليك أن تتذكري بأن تلك الصعوبة هي فترة مؤقتة وغدا سيطير العش. إن ما يخفف من ثقل وزنها هو التنظيم.
كيف يمكن للتنظيم أن يخفف من حدة مشكلتك؟
برمجة توزيع الوظائف هو من مسؤوليتك- يستحسن تعاونك مع زوجك بشأن التنظيم الجديد-. لا تفرضي واجبا غير قابل لتنفيذ أحد أطفالك بسبب صغر سنّه وقدراته. فلتتذكري بأن قدرة الطفل قبل جيل التاسعة على المنطق والعقلانية المجردة لم تنضج بعد. هو يخلط بين فهم واقعه وبين كثير من وهم وتخيل. الدمية القصصية تساعده كثيرا. الطفل قبل جيل التاسعة إدراكه العقلي مربوط بحواسه- شم، ذوق، نظر..._ لذا فهو يحتاج لكثير من التذكير المحسوس والدراما التربوية. عليك من الآن فصاعدا:
1- تقسيم واجبات محددة لتعاون أطفالك في مهام تخصهم وبحسب قدراتهم العمرية، مثل ترتيب مائدة الطعام وتفريغها بعد وقبل تناول كل وجبة، ترتيب غرفة نومهم، مسح غبار، طي غسيل بمشاركتك، تفريغ زبالة في الحاوية و... كل حسب قدرته العمرية. التذكير المتكرر والثابت يناسب جميع أعمارهم. التشجيع المتكرر والترغيب يدفعهم للدوام على القيام بالواجب الملقى عليه.
يستحسن تبديل المهام بشكل دوري – كل أسبوع أو كل أسبوعين أو كل نهاية شهر-. لا تطلبي من أطفالك المستحيل. توقعي عدم تذكرهم، نواقص بالإنجاز، اعتراضهم قبل المبادرة، وقوعهم بخطأ عند التنفيذ أو...
كيف تتوزع المهام وكيف النجاح؟
يتم تقسيم الوظائف بالاتفاق المسبق معهم. من المهم دوامك مراقبة التنفيذ بهدوء وتفهم. لا للغضب أو العصبية ونعم للدعم والتشجيع المتكرر.
الترغيب المشروط يثير حماسهم وشغفهم بالقيام بالوظيفة. الترغيب أنواع. منها العاطفية بالتشجيع المعنوي والشكر ومنها المادية بهدية بسيطة يرغب بها أو بأكلة محببة... من الضروري التركيز على سلوكهم المتعاون وامتداحه. تكرار الامتداح. تشجيعهم بعبارات إيجابية مرتبطة بسلوكهم الإيجابي لزيادة رغبتهم ودفعهم لتحمل مسؤولية المشاركة والتعاون.
إختبار نجاحك التربوي هو بتعاونهم الإيجابي معك. مشاركة أفراد عائلتك بالخدمات المنزلية هدفه التعاون والتشجيع لا التحكم والتسلط أو العصبية...
هل التمتع بروح مرحة هو قرار؟
نعم المشاعر- كما ذكرت سابقا- هي قرار إراديّ ذاتي. فلتستغلي بعضا من الوقت بعد خلودهم للنوم، في نهاية الأسبوع، أو أي وقت تختارينه بساعة خاصة بك للاستراحة والسكينة.
أولادك يحتاجون لأم منتعشة الروح. زوجك يفضل شريكة رومانسية مرتاحة النفس والجسد.
بظروفك التي وصفتها آنفا يستحسن اللجوء لأسلوب " إضحك عليها تنجلي". أسلوب التعاطي مع صعوبات الحياة اليومية بمرح وفكاهة يحتاج بالطبع لقرار ذاتي حتمي. في كتابي "نعم للتربية الإيجابية" شرحا وافيا عن أهمية الروح المرحة في الفصل الثامن صفحة 101. حياتك وروحك تحتاج للمرح، الضحك والتفكه. حين تختارين لروحك العيش بتفاؤل ومرح سوف تختارين الأفراح بكل مناسبة أو الحدث الإيجابي الذي يبعث لروحك السعادة والتفاؤل. ماذا ينقصك من أسباب للفرح وللطاقات الإيجابية؟ لا تكفي عن مدح أطفالك ونعم للتجديد والتفاؤل.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
شكرا كتير على الجواب الواعي والمنظم والذي يدل على خبرة نافذه اتمنى معرفة اسم المؤلف لهذا الكتاب ومن اين يمكن ان اشتريه .