سؤال:
أنا أم لطفل بجيل 5 سنوات. أنا أحب النظام والترتيب وأعمل على تعويد طفلي على ذلك. المشكلة هي بأن طفلي لا يطيعني. هو يرفض غسل يديه بعد تناول الطعام. أحاول التفسير له واقناعه بأهمية النظافة ولكن بلا فائدة. عند وجود ضيوف أجعله يجلس بالمطبخ ليتناول بعض التضييفات.
يبكي ويعترض. كالعادة أحاول تفسير السبب وهو كالعادة يبكي ولا يطيعني. كيف أنجح بتربية ابني على الطاعة والأدب والنظام دائما.
الجواب:
عزيزتي الأم،
لا يوجد طفل مثالي دائما. قلقك الزائد على حسن سلوكه وخيبة أملك منه تجعله دائما يشعر بالذنب وبعدم تقديره لذات.
كما تؤكد الدراسات بأن الطفل يرتاح بالنظام ويعتاد عليه. الرضيع مثلا لا يتنازل عن مصاصته التي اعتاد عليها، وسادته، غطائه ... هو يحتاج فقط لتعويدك الدائم له على التعاون معك على التنظيم من غير التسلط أو التفسير والاقناع.
هل تفسير الأسباب يزيده تعاونا؟
بالطبع لا. لا حاجة لتفسير الأسباب عند طلبك التنظيم لطفل قبل جيل الثامنة. التفسير يشوش الطفل ويضعف من قوة تأثير طلبك. الطفل عادة يقاوم الطلب بعد سماعه التفسير. حين تذكري له الأسباب أنت تعملين على تذكيره بالمقاومة. من المهم بعد طاعته يلزم شكره ولا مانع بتفسير قصير لأسباب شكرك. جيل طفلك غير ناضج بعد لزمن اصغاء طويل. حتى الطفل بجيل التاسعة لا صبر عنده للتفسير الطويل. معظم أسباب عدم اصغاء الأطفال هو المبالغة بالتفسير، المحاضرات وتقديم النصائح.
كيف تطلب الأم من طفلها لكي يرغب بالتعاون معها؟
من حاجات الطفل العاطفية -حتى البالغ- أن يكون مصدر سعادة لأهله. تلك حاجة عاطفية تجعله مطمئنا لسعادتك به. حين يرفض طفلك طلبك هو لا يقصد تنغيص حياتك أو قلة الأدب.
لا علاقة لرفضه التنظيم بالقيم الخلقية. هو يحتاج لأن يجرب الاعتراض ولا مانع من أن يعترض. هل اعتراضه معناه رضوخك؟ بالطبع لا.
لأن التربية هي من مسؤوليتك. رفضه ليس ممنوعا ويلزم أيضا أن يعلم بأنه من المسموح الرفض ولكن ليس بالضرورة موافقتك على اعتراضه. من المهم لا للحنق، التهديد أو استخدام عبارات سلبية عند اعتراضه ونعم لترغيبه على التعاون معك.
ما يؤثر على الاستجابة هو استخدام الصيغة الطلبية الإيجابية التي تعني احترامه وتقديره. صيغة الأمر مهينة فبدل مثلا: " اغسل يديك" من المناسب صيغة السؤال بالترغيب. يمكنك مثلا القول: أتى موعد التحلية. من فضلك، هل تسمح بأن تغسل يديك بينما أجهز الأطباق؟ بعد طاعته يمكنك ترغيبه بالتعلق: هيا أشمها، مممم... ما أحلى رائحتها...".
هدوؤك واختيارك عبارة السؤال الإيجابية المناسبة هي التي ترغبه على التعاون وتقدير التنظيم فيصبح عادة سلوكية. أما عند عدم اكتراثه بعد استخدامك أسلوب الطلب عليك بحمله بلطف ومساعدته على الاغتسال ومن ثم شكره على تعاونه.
هل احترام مشاعر طفلك هو بإبعاده عن المجموعة المضيفة؟
كثيرا ما يطلب الأهل من الأطفال القيام بعمل يجعل الطفل يشعر بعدم احترام لذاته الجميلة ومس بتقديره الذاتي. على الأهل أن يضعوا ذاتهم مكان الطفل عند مطالبته بأي تصرف تنظيمي. عليهم أيضا تذكر طفولتهم ووضع أنفسهم بمكانه.
جلوس طفلك بالمطبخ أثناء تواجد الجميع بالصالون حالة مثيرة للقهر وللشعور بالمهانة. إبعاده يجعله يشعر وكأنه بحالة عقاب. للتوفيق بين التنظيم وشعور طفلك بالاحترام يلزم إيجاد حل مناسب مثل، جلوسه بينكم ولكن بمساعدته على تناوله طعامه بأناقة. يمكنه الجلوس على طاولة منخفضة ومريحة لطوله وقريبة من المجموعة... المهم أن يشعر طفلك بحبك له وباحترامك مرحلته العمرية المحدودة.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
GHIRAT BINTI MANI DAT 4 SANAWAT MINNAHIYATI WALIDIHA
GHIRAT BINTI MANI DAT 4 SANAWAT MINNAHIYATI WALIDIHA
شكرا على هده المعلومات فانا اعاني من نفس المشكل مع طفلي