الآن بات الأمر رسميا... شاشات التلفاز والحاسوب تشكل خطرا على صحة أولادكم! هذا ما اكدته وثيقة موقف نشرتها مؤخرا "الاكاديمية الأمريكية لطب الأطفال"!

اذ تزداد في السنوات الأخيرة الشهادات حول العلاقة ما بين عادات قضاء أوقات الفراغ للاطفال ووباء السمنة الزائدة! وثيقة نشرتها مؤخرا الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال حول استنتاجاتها عن تأثير وسائل الاعلام على صحة وأمراض الأطفال، وتنصح فيها الأهالي تحديد وتقييد ساعات انكشاف الأولاد للتلفاز والانترنت لحد ساعتين يوميا فقط! بل ومراقبة المواد التي ينكشفون اليها!

ويتضح من الوثيقة أن للانشكاف والتعرض لوسائل الاعلام والميديا المختلفة، من حيث الكمية ومن حيث الجودة، تأثير على تطوّر السمنة الزائدة والأمراض المرافقة لها لدى الأطفال. اذ تكمن الأسباب لذلك في التعرض للدعايات والاعلانات والمواد التي تحيي الشهية لدى الأطفال لتناول الـ"جانك فود" وقلة الحركة والحياة الصحية، كالرياضة، الوجبات العائلية، الفعاليات الاجتماعية التي تؤثر الى تطوّر الاولاد وغير ذلك!

د. جيلا روزين – مديرة قسم الأكل السريري في رمبام : هذا الاستنتاج في مكانه

من جهتها تقول د. جيلا روزين – مديرة قسم الأكل السريري في رمبام أن هذا الاستنتاج في مكانه، مؤكدة أن "هناك علاقة كبيرة بين الدعايات والاعلانات التي يتعرض ها الأولاد وبين الأكل غير الصحيّ"! مشيرة الى أن "الجلوس لساعات قبالة شاشة التلفاز يؤدي الى قلة الحركة، الأكل الزائد والابتعاد عن الوجبات العائلية التي لها أهمية كبرى من حيث جودة الطعام الذي نتاوله ومن حيث الفاعلية العائلية والعلاقات الأسرية، سلطة الأهل وغير ذلك. الحديث يدور عن قضية اشكالية جدا، وبالتالي فقد بادرنا الى اقتراح قانون يلزم بإزالة دعايات واعلانات الطعام في ساعات يشاهد الأطفال بها التلفاز"!

وتشغل د. روزين عضوة لجنة التوجيه لمشروع "طريقة الحياة الصحية" في جهاز التعليم في المدينة بحيفا، والتي أطلق عليها اسم 0125 (0 من المشروب المحلّى، 1 ساعة نشاط، ساعتين مشاهدة، و5 فواكه وخضراوات يومية)، والتي تتم بالتعاون مع جهات شتى كبلدية حيفا، وزارة التربية والتعليم، وزارة الصحة، لجان أولياء الأمور وآخرين.

وتعتمد الوثيقة على بحث أجري مؤخرا شارك به حوالي 700 طفل بأجيال 7 – 12 عاما، والذين استهلكوا التلفاز بكمية أكبر من التي ينصح بها. وتبين أن هؤلاء الأولاد معرضون لخطر أكبر بأربع أضعاف للاصابة بالسمنة الزائدة. بينما عانى أطفال بسن تحت ما قبل الدراسة والذين تعرضوا لمنتوجات اعلامية بشكل مراقب ومحدود، إضافة الى النشاطات الرياضية والاجتماعية، عانوا أقل من السمنة الزائدة بنسبة حوالي 40%.

كما يتضح أنه هناك علاقة بين التعرض للتلفاز والحاسوب والتوتر والقلق والامراض المتعلقة به، إضافة الى استخدام مواد إدمانية ضارة كالسموم واستنشاق الصمغ وغير ذلك، عدا عن مشاكل في التصرف وأمراض كارديو فاسكولارية (امراض تخطيط القلب) وما الى ذلك.

رئيس خدمات أمراض العيون للأطفال: تحديد وتقييد مشاهدة التلفاز لساعتين تكمن بها مخاطر للعينين

بينما يشير د. عيداي ميتسير، رئيس خدمات أمراض العيون للأطفال في مستشفى الأطفال ماير في رمبام، أن حتى تحديد وتقييد مشاهدة التلفاز لساعتين تكمن بها مخاطر للعينين.

اذ أن "التهاب مشاهدة الحاسوب" (CVS) التي تتطور في اعقاب المشاهدة المطوّلة لشاشة الحاسوب قد تؤدي الى مشاكل مختلفة، بينها تعب العينين، الشعور باللدغ، الاحمرار، وغير ذلك. ويقول: “التوجه للمريض الذي يعاني من CVS يتضمن علاج بالعديد من الجوانب، منها تغيير بيئة العمل، النظارات، الإضاءة الملائمة، وعلاج الجهات البيئية مع استراحات منسقة في العمل المتواصل أمام الحاسوب، كل ذلك من شأنه أن يحافظ على صحة البشر وتحسين قدراتهم على مشاهدة الشاشات بارتياح"!


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]