حمل المؤتمر الرابعة لصحة السكان العرب على محور الزمن الذي عقد يوم أمس الأربعاء، في فندق غولدن كراون الناصرة، بعض المستجدات الصحية المتعلقة بصحة المواطنين العرب في إسرائيل.
وخلال المحاضرة الأولى في جلسة الافتتاح، قام د. أحمد كبها طبيب أخصائي في الصحة الجماهيرية الذي يعمل في مركز القومي لمراقبة الأمراض (ICDC)، في وزارة الصحة ، بعرض نقاط أساسية حول الحالة الصحية للسكان العرب في إسرائيل والتي نشرت في الآونة الأخيرة في وزارة الصحة، وهي عبارة عن، استطلاعات صحة قوميه قامت بها وزارة الصحة في السنين الأخيرة مثل: استطلاع وضع الصحة والتغذية واستطلاع الصحة القومي في إطار برنامج منظمه الصحة ألعالميه EUROHIS ، و استطلاع وضع صحة الطلاب في المدارس ومن تسجيلات ألأمراض التابعة لوزارة الصحة.
المعطيات شاملة، وهي متعلقة بمقاييس الصحة المركزية، وتوجّهات في انتشار الأمراض والوفيات، السلوكيات وأنماط الحياة المتعلقة بالصحة ومقارنات بدول أخرى.
المعطيات تشير إلى وجود فجوة في معدل العمر بين المواطن اليهودي والعربي
يتضح من معطيات سنة 2008 أن متوسط العمر عند الولادة لدى العرب في إسرائيل هو 79,9 سنة بين النساء و75,9 سنة بين الرجال. متوسط العمر عند الولادة لدى النساء في إسرائيل أدنى بـ3.7 سنوات بين العربيات منه بين اليهوديات. على الرغم من التحسن في هذا المؤشر في جميع الفئات السكانية على امتداد العقود الأخيرة وحسب ما يظهر من ارتفاع في متوسط العمر ، لكن الفجوات بين اليهود والعرب كبرت على مر السنين.
العاهات الخلقية هي السبب الأساسي لوفيات الأطفال الرضع لدى العرب..
يظهر من معطيات سنة 2008 أن 329 رضيع يهودي توُفُّوا, 237 رضيع مسلمون، 4 مسيحيين و14 درزيًّا. كان معدل وفيات الرضع لدى جميع السكان في إسرائيل بنسبة 3.8 لكلّ 1,000 ولادة حيّ. نسبة وفيات الأطفال لدى السكان المسلمين هي 6,8 لكلّ 1,000 ولادة حيّ، 1.6 لدى المسيحيين و5,5 لدى الدروز. هذا مقارنة بـ2,9 لدى السكان اليهود. نسبة وفيات الأطفال لدى البدو في النقب حسَب معطيات سنة 2008 هي 10,5 (مقارنة بـ3,6 لدى اليهود). إنّ السبب الأساسي لوفيات الأطفال الرضع لدى السكان العرب هو العاهات الخلقية(38,6% من مجمل الوفيات) والخِدَاج (30,4% من مجمل الوفيات). تُشير معطيات العقود الثلاثة الأخيرة (2008-1978) إلى انخفاض دائم في نسبة وفيات الأطفال لدى السكان في إسرائيل. فقد هبطت هذه النسبة لدى اليهود ب79%, ولدى المسلمين بـ76%، ولدى المسيحيين بـ91% ولدى الدروز بـ77%.
النساء المسلمات أكثر خصوبة من غيرهن!
يظهر من معطيات سنة 2007 أن معدل عدد الأولاد المتوقع للمرأة (الخصوبة الكلية) كان 3.9 لدى النساء المسلمات، لدى المسيحيات 2.2 و2,5 لدى الدرزيات. هذا مقارنة بـ2,8 لدى النساء اليهوديات.
نسبة الإصابة بالسرطان عند اليهود لا زالت أعلى من العرب..
نسبة حدوث أمراض السرطان أدنى لدى العرب منها لدى اليهود. أكثر أنواع السرطان شيوعا لدى النساء، اليهوديات والعربيات على حد سواء هو سرطان الثدي. أكثر أنواع السرطان شيوعا بين الرجال العرب هو سرطان الرئة وبين الرجال اليهود سرطان البروستاتا. على امتداد الثلاثة العقود الأخيرة ارتفعت نسب حدوث مرض السرطان لدى السكان العرب.
نسبة إصابة التلاميذ العرب في الربو بارتفاع مقارنة باليهود!
وفقا لاستطلاع الصحة لدى التلاميذ العرب في صفوف الثوامن في 2009، تبين أن 7.8 ٪ من التلاميذ العرب يعانون من الربو أو التهاب الشعب الهوائية ، وان 10.7 ٪ من الطلاب البدو يعانون من الربو مقارنة ب 7.2 ٪ من الطلاب اليهود الذين صرحوا بأنهم يعانون من الربو أو التهاب الشعب الهوائية في عام 2008. كان معدل انتشار الربو بين الطلاب اليهود الذين تتراوح أعمارهم بين 14-13 عاما في إسرائيل في عام 2008 مشابهة للنتائج في عام 1997 و 2003، في حين لوحظ تزايد كبير بالنسبة لدى التلاميذ العرب فقد ارتفعت النسبة من 4.6 ٪ التي كانت في سنة 2003 إلى 7.0 ٪ في سنة 2008.
من بين كل 100 ألف طفل عربي يوجد 9,8 مصاباً بمرض السُكري..
مرض السكري لدى الأطفال: حسب معطيات عام 2007، كانت نسبة حدوث مرض السكري (نوع IDDM-I) المرتبط بالأنسولين لدى الأطفال العرب أبناء 0-17 عامًا 9,8 لـ100,000 ، مقارنة بـ 13.5 لـ100,000 لدى السكان اليهود. في الفترة بين عامي 1997-2009 حصلت زيادة في نسبة الإصابة بمرض السكري (نوع IDDM-I) بنسبة51% لدى السكان العرب و 44.4% لدى السكان اليهود.
مرض السُكري السبب الثالث بتواتره للوفاة لدى السكان العرب..
مرض السكري لدى البالغون حسب استطلاع INHES-2 ، لعام 2008 فإن نسبة وجود مرض السكري لدى السكان العرب من أبناء 21 سنة وما فوق كانت 7.8%. هناك تزايد في نسبة المصابين بمرض السكري مع التقدّم في السنّ، لدى الجنسين من العرب واليهود على حدّ سواء. حسب معطيات الوفاة عام 2007، يشكّل مرض السكري السبب الثالث بتواتره للوفاة لدى السكان العرب. إن معدل الوفيات من مرض السكري لدى الرجال العرب كانت 61.3 لكل 100،000 ، ولدى النساء العربيات كانت 60،4 لكل 100،000 ولدى الرجال اليهود كانت 27.6 لكل 100،000 ، والنساء اليهوديات كانت 21.5 لكل 100،000.
انخفاض معدلات الوفيات بالسكري عند اليهود، بالمقابل ارتفاعها عند العرب..
في الاعوام2007-1997 ، انخفضت معدلات وفيات الرجال اليهود من مرض السكري بحوالي 23 ٪ وبنسبة 30 ٪ لدى النساء اليهوديات .هذا بالمقارنة مع ارتفاع في معدلات الوفيات الناجمة عن مرض السكري لدى العرب بحوالي 5 ٪ لدى الرجال و ارتفاع بنسبة 4 ٪ لدى النساء.
أمراض القلب وضغط الدم..
أمراض القلب: وفقا لاستطلاع الصحة INHIS, 2008 تبين أن أمراض القلب التاجية (الذبحة الصدرية أو نوبة قلبية) تم تشخيصها من قبل الطبيب ل 10.8 ٪ من الرجال العرب و 9.7 ٪ من الرجال اليهود وبنسبة 4.8 % لدى النساء العربيات واليهوديات سوية.
وفيما يتعلق بارتفاع ضغط الدم : وفقا لاستطلاع الصحة INHIS, 2008 تبين أن ، 11.9 ٪ من الرجال العرب فوق سن أل 21 سنة و 14.5٪ من النساء العربيات ذكروا وجود ارتفاع ضغط الدم الذي تم تشخيصه من قبل الطبيب.
28% من النساء العربيات مصابات بالسمنة، يقابلهم 23% من الرجال العرب!
الوزن الزائد والسمنة: كما واستعرض د. كبها نتائج الاستطلاعات الأخيرة الذي أجريت في المركز القومي لمراقبة الأمراض ودائرة التغذية في وزارة الصحة والذي يتضح منها أن 28% من النساء العربيات مصابات بالسمنة. وأن 23% من الرجال العرب مصابون بالسمنة. السمنة تعد إحدى مشكلات العصر الصحية، وان ظاهرة السمنة تأخذ طابع وباء دولي يهدد الأنظمة الصحية حول العالم. أن الدراسات الإحصائية والوبائية أثبتت أن انتشار السمنة يزداد في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء. وإن تغير العادات الغذائية من جيل إلى آخر بالإضافة إلى دخول الكثير من المكوّنات غير الطبيعية في جميع أنواع الأغذية وانتشار الأكلات السريعة تناول الطعام بكميات هائلة مع قلة التوعية الغذائية والصحية وقلة الرياضة والمجهود كلها عوامل ساهمت مساهمة مباشرة في انتشار السمنة واستفحالها. كما وذكر أن السمنة احتلت مكاناً بارزاً في الاهتمامات الصحية لدى الأطباء في العالم اجمع، ويرجع ذلك لكونها ذات علاقة بكثير من الأمراض؛ كارتفاع الدم، ومرض السكري، وأمراض القلب التاجية وإلى غير ذلك من الأمراض.
52% من الرجال العرب مدخنين يقابلهم 28% من الرجال اليهود...
التدخين: يتضح من معطيات سنة 2010, أن 52 ٪ من الرجال العرب يدخنون مقارنة مع 28 ٪ من الرجال اليهود وتعد هذه النسبة من التدخين لدى الرجال العرب مرتفعة للغاية ولن تتغيرعلى مر السنين.
طرق الوقاية من الأمراض..
كما وتطرق د. كبها في محاضرته إلى موضوع الوقاية والى أنماط الحياة السليمة كما وأشار إلى نتائج الاستطلاعات عن معطيات النشاط الجسماني وعن التغذية وأنماطها لدى السكان العرب في إسرائيل مقارنة بالمعطيات لدى اليهود فذكر أن نسبة المحافظين على حِمْيَة ما وان نسبة المبلّغين عن النشاط الجسماني أدنى لدى العرب منها لدى اليهود. وشدد في محاضرته على أنه هناك حاجة فورية بالتدخّل في المستوى الوقائيّ والتربويّ وعلى الضرورة لوضع برامج وخطط لمكافحة السكري وظاهرة البدانة وعلى أهمية الكشف المبكِّر لعوامل الخطر وتشخيص المرض في مراحل مبكّرة و إجراء فحوصات للكشف عن العلامات المبكّرة للأمراض. وشدد على أهمية التربية للتغذية الصحيحة. وأهمية تعديل أوقات النوم وتغيير الأنماط السلوكية المتعلقة بتناول الطعام وعلى أهمية تغيير الطعام كماً ونوعاً وتوقيتاً وعلى إتباع نظام غذائي صحي وتخفيض الوزن والعمل على بلوغ وزن صحي والحفاظ عليه. وتطرق إلى أهمية ممارسة النشاط الجسماني وممارسة التمارين الرياضية المعتدلة .والى أهمية الإقلاع عن التدخين لتجنّب المضاعفات ومراقبة مستوى الدهون في الدم.
د. كبها: " رغم الظواهر المقلقة في صحة السكان العرب.. إلا هناك يوجد تحسن ملموس في الحالة الصحية!
وفي نهاية المحاضرة قال د. كبها: " أن المعطيات من جهة تشير إلى تحسّن ملموس في الحالة الصحية للسكان العرب في إسرائيل على امتداد العقود الأخيرة، مثل الهبوط الملحوظ في وفيات الأطفال، وهبوط نسب الوفيات الناتجة عن العاهات الخلقية، الأمراض الوبائية، أمراض القلب والأوعية الدموية. ومن جهة أخرى، هناك ظواهر مقلقة تميّز صحة السكان العرب في إسرائيل في العقود الأخيرة، ظواهر مميّزة للمجتمعات الموجودة في مراحل انتقالية مختلفة، من نمط حياة تقليدي إلى نمط حياة عصري، بما في ذلك انتشار للأمراض، من قبل الانتشار الواسع لمرض السكري والوفاة به، السُّمنة الزائدة، نسب التدخين العالية وتوجّهات نحو الارتفاع في أنواع سرطان مختلفة. كما وذكر الدكتور أحمد كبها أن هناك أهمية لإصدار أداة لتحديد سياسة صحية وفي التخطيط لخدمات صحة تلائم المتطلبات الخاصة بالسكان العرب في إسرائيل.
[email protected]
أضف تعليق