عندي ولد في الثامنة وبنت في الرابعة. يضع ابني يديه في فمه كثيرا فتتبلل أكمامه وتعصر بلعابه. في أوقات الأكل حين ألاحظه أصرخ عليه كثيرا. أنا منزعجه كثيرا من تصرفه هذا.

أجوك قولي لي ما العمل؟ كيف أتصرف معه بوقتها؟

بشكل عام أنا أعلق على تصرفاته كثيرا وعلاقتي معه غالبا ما تكون مشدودة. أنا لا أستطيع أن أهمل جميع تصرفاته من دافع إرادة بأن أربيه تربيه سليمه.

اما بالنسبه للبنت فعندما تلعب على الكمبيوتر, ألاحظ وبالصدفه بعض ألعاب لمشاهد عاطفية، مثل قبَل. تحب تلك الأنواع من الألعاب. هل هذا يدل على شيء؟ أرجوك طمئنيني. هي إجمالا ذكيه باللعب على الكمبيوتر، تفهم لغة الألعاب. هي تندمج كثيرا معها.

الجواب:

عزيزتي،

تحياتي.

أقدر قلقك التربوي وأحترم أمومتك.

ماذا عن المراقبة التربوية السلبية؟

المراقبة بهدف التعليق السلبي على كل تصرفاته هي سلوك ضار ومتعب. ولإقناعك تخيلي ذاتك تتلقين ملاحظات سلبية على كل سلوك تقومين به من شخص يهتم بك ويريد لك الخير. كيف تشعرين نحوه؟ وهل ملاحظاته السلبية تساعدك على التحسين؟ هل تشعرين بارتياح بوجوده دائما بجانبك وفي كل مكان؟ ماذا تتمنين له؟ كيف تتصرفين حين تلمحينه يقترب منك؟

من المؤكد بأنك تشعرين بكثير من توتر وتتمنين اختفاءه من حياتك. هذا الشخص المراقب لا يرى سلوكك المستحب. هو يفتش لك فقط على السلوك غير المستحب بحجة دافع التربية السليمة.

ماذا عن شخص تسكنين معه وهو دائم الانزعاج من تصرفاتك، مشدود ويصرخ عليك؟

تخيلي وجودك مع شخص دائم الانزعاج من تصرفاتك، مشدود ويصرخ عليك كلما لاحظ سلوكا غير مستحب لك. كيف تشعرين نحوه؟ ماذا تتمنين له؟ هل انفعاله يساعدك على تحسين أدائك؟

التعامل التربوي المشحون بالقلق والتوتر ينعكس عموما على سلوك عصبي عند الطفل.
طفلك يعاني من شدة اهتمامك الزائد بحجة التربية السليمة. هو لا يشعر بأي تنفس عند وجودك بالقرب منه. نواياك التربوية السليمة ضاغطة ومقلقة وربما خطرة على تطور شخصيته.

لماذا التجأ طفلك لحركة انفعالية فأصبحت عادة عصبية؟

كل عادة عصبية سببها (فقدان الطمأنينة، الحب والنموذج العاطفي المساند). تلك حاجات عاطفية تعمل على تطوير الشخصية وتبنيها كي تبقى صحية وسوية. طفلك يفتقد لجميع تلك الحاجات بسبب إنزعاجك الدائم منه. أنت لا تنفكين عن توبيخه المستمر. تركزين انتباهك على كل سلوك غير مستحب يقوم به وتصرخين وتنهالين عليه بالنقد الهدام.

ماذا يحتاج طفلك الآن وعلى السريع ومن غير أي تأجيل ؟

بعث جو من الحب الدائم. مهما فعل- تجاهلي أي سلوك غير مستحب-. الحب لا دخل له بنوع التصرف أو بالسلوك الخطأ. هو يحتاج لغمر ومديح دائم على كل سلوك مستحب يقوم به.

جعله يشعر بأمان بوجوده بجانبك. والأمان هو رد فعلك الإيجابي نحوه. تلك معادلة تحتاج لبعض تغيير بتوجهك أولها:

تجاهلي حركته العصبية واخمدي نار انفعالك المتشدد. كلما زاد انفعالك كلما علت درجة توتره وعصبيته.

نعم لامتداحه على كل سلوك مستحب يقوم به – كثيرة هي ولكنك تركزين على غير المستحب-.

نعم لكثير من أنشطة حركية-رياضية كي يعمل على تنفيس ضغوطه من- انتقاد، توبيخ، تأنيب، ملاحظات سلبية...-.

هو بحاجة لك أنت نموذجه العاطفي. أكثري من الاصغاء التام له حين يعبر عن أي شعور نحو أي موضوع وواصلي الصمت التام لجعله يبوح لك بالمزيد مما يشغله ويتعبه. لا للدفاع عن نفسك ولا لمحاولة اقناعه بأية وجهة نظر تخصك. المحاضرات التربوية سئمها ولم تعد تفيده بل تضره.

المهم الثبات على تلك العناصر والتمسك بها. طفلك يحتاج لأن يتطور سوي النفس. أسلوب الانتقاد قاهر ويمس بتطور شخصيته السوية. وتوتره السلوكي هو مؤشر واضح.

أتمنى أن أسمع منك عن تحسن حالة طفلك أثناء شهر من يوم انطلاقك بالأسلوب التربوي الإيجابي.

بالنسبة لطفلتك وبجيلها الصغير أنصح بعدم البقاء أمام الحاسوب أكثر من 20 دقيقة وبإشرافك التربوي الداعم والمحب. هناك أكثر من مجال يمكنها تطويره بدل ساعات الجلوس أمام الحاسوب. الأنشطة الحركية -الرياضية تعمل على تطوير جسمها وعقلها وعاطفتها.

باحترام،

إلهام.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]