جيلا، من سكان الشمال، لم تفهم من أين جائتها المصيبة. حيث تبيّن بعد فحوصات شاملة ان "طفرة" صغيرة في فكها هي ورم سرطاني خطير، مما اضطرها للخضوع لعملية جراحية مستعجلة لإزالة الورم السرطاني من الفم.

الورم السرطاني

من جهتها تقول د. ايلانا دويك – مديرة قسم جراحات الرأس والعنق والأنف أذن والحنجرة في مستشفى الكرمل أن "الورم السرطاني تواجد  في مكان إشاكلي جدا ومعقّد داخل فراغ الفم، اول شيء توجب علينا فعله هو إزالة الورم السرطاني من الفم، بالاضافة الى إزالة كل الجوانب من حوله لنتأكد كليا من إزالة كل الورم". وبعد خمس ساعات من العمل نجح طاقم الأطباء بإزالة الورم. ولكن بعد إزالة الورم تبدأ مشكلة أخرى يجب علاجها".

 جهاز التنفس

فيقول د. أهرون أمير – مختص الميكرو جراحة من مستشفى الكرمل والذي ساهم في إجراء العملية: "في أعقاب إزالة الورم وأطرافه، ينتج فراغ و"حفرة"  في جدران الفم، مما يؤدي الى فراغ كبير مفتوح بين الفم والأنف، وجهاز التنفس الأعلى. في هذه الحالة لا يستطيع المريض الأكل وبالكاد يستطيع الحياة. ونحن علينا أن نوجد الحل"!.

نسيج الجلد والدهن

ويضيف أنه بهدف سدّ هذا الفراغ الكبير أخذ د. أمير قسم من نسيج الجلد والدهن من يد جيلا، وحوّله لنوع من الجلد المطوي وقام بتخييطه بدقة وبلطف ونعومة، وعمليا بذلك يقوم بسدّ الفجوة التي نتجت. وقد أجريت العملية الجراحية المعقدّة بغالبيتها تحت ميكروسكوب مميز، طوال أكثر من ست ساعات على الجانب الميكرو جراحي، وبالتالي استغرقت عملية جيلا أكثر من عشر ساعات متواصلة.

عمليات ميكرو جراحية

بينما يقول بروفيسور يارون هار شاي – مدير الوحدة للجراحة البلاستيكية التجميلية في الكرمل: "عمليات ميكرو جراحية هي عمليات دقيقة وناعمة معقدة ومرّكبة جدا، ولكنها ضرورية جدا للمريض، وهي جزء من الخدمات الجديدة التي يقدمها قسم الجراحة البلاستيكية (التجميلية) في مستشفى رمبام". ويشرح د. أمير: "في المركرو جراحة نقوم بإجراء عمليات جراحية معقدّة في منطقة الرأس والعنق، إعادة بناء اللسان، ونقوم بإعادة بناء الثدي بتقنيات جديدة، إذ نأخذ جلدا مبطنا من البطن وبمساعدته نقوم بإعادة بناء الثدي، إعادة بناء الأنف، الأذنين، وعمليا كل موضع يحتاج عملية جراحية دقيقة وناعمة. مضيفا أن العملية الميكرو جراحية تتطلب ميكروسكوبا حديثا ومتطوّرا ومعدات طبيّة متطوّرة، إذ أنه يجب التشديد على ربط الأوعية الدموية الشريان بالشريان والوريد بالوريد، وربط الأنسجة المركبّة كالشرايين والأوعية الدماوية، أمر يتطلب ساعات عمل طويلة من الربط والتخييط بمجال ميليمترات قليلة.

عمليات معقدة

ويؤكد د. أمير أن العملية الجراحية التي أجريت لجيلا كانت ناجحة جدا، وأنها عادت لتأكل، تتنفس عبر الانف كما يجب، وحتى أنها عادت تتحدث بطلاقة. وينهي بروفيسور هار شاي بالقول: "حتى الآن اضطر سكان الشمال البحث عن مختصين من مركز البلاد لإجراء عمليات ميكرو جراحية مركّبة ومقعدّة، ولكن من الآن نحن نسهّل الأمور عليهم إذ أننا بتنا نقدم هذه الخدمات ونُجري العمليات الميكرو جراحية المعقدّة أيضا في مستشفى الكرمل"!!. علما أن د. أمير انضم مؤخرا لطاقم مستشفى الكرمل قادما من المركز الطبي ايخيلوف في تل أبيب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]