يسرى زعبي، إمرأة شارفت على الستين من عمرها، هي أرملة ولديها إبنان، الاول يتعلم مهنة الطب في احدى الجامعات في رومانيا، وآخر مريض نفسيا، صحيا، سلوكيا وجسديا. "إم محمد" كانت قد تزوجت المرحوم محمود خطيب لتصبح امرأة ثانية لزوجها الذي توفي بعد ان انجبت طفلين، لتمر برحلة عذاب طويلة، ابتداءً من مرض ابنها الذي خلق طبيعيا، يتكلم ودون اي مرض، ليصبح اخرس ويعاني من مرض نفسي حاد وايضا تصيبه حالات من العصبية الحادة. تعيش في بيت تشققت حيطانه، تزورها الرطوبة والبرد كل شتاء، والحر الشديد في الصيف على أمل ان يكبر ابنها وينهي تعليمه الجامعي.

وتقول إم محمد في حيثها لموقع "بكرا" انها تعاني من مرض في ظهرها وارجلها وصحتها بشكل عام، وباتت عاجزة عن أداء وظيفتها اليومية في البيت من تنظيف وطبخ وغيره، ولا يوجد من يدق بابها بهدف المساعدة، فهي وحيدة في بيتها العتيق، تعتاش على أجر من التأمين الوطني يقارب ال 1800 شاقلا شهريا، هذا المبلغ يعتمد عليه ابنها في تعليمه، وايضا لتسديد فاتورة الكهرباء والمياه والادوية لها ولابنها، وثمن الخبز والزيت للأكل!.

ابنها المريض، ما بين خوفها منه... وعليه

ولا تتوقف المأساة الى هذا الحد، بل فإن ابنها المريض وعمره 23 سنة لم يستطع التأقلم في إطار يرعاه، فكان يهرب اذا أحضر الى المركز، وتعجز أمه في إرساله الى الاطار الملائم له.

وتقول أمه انها بعد ان عجزت عن إرساله الى "الاطار اليومي"، وهو مؤسسة خاصة، لانه يرفض ركوب السيارة التي تقله، وعدم النجاح في السيطرة عليه اضطرتها إبقائه في البيت. وتتابع: "بعد ان رفض الذهاب الى المركز اصبح يعذبني كثيرًا، حيث يحتاج يوميًا الى الالعاب والاكل ويأخذني يوميًا لشرائها، وبمبالغ كبيرة وإذا لم أقم بذك يقوم بالاعتداء عليّ، وانا اليوم وابني نحتاج شهريًا الى اكثر من 500 شاقلا للدواء، فكيف مع الالعاب التي يشتريها يوميًا والاكل الذي يكلفني يوميا اكثر من 150 شاقلا فقط لإرضائه؟".

وتضيف: "توجهت الى قسم الشؤون بهدف المساعدة، وطلبوا إرساله الى مؤسسة داخلية، هذه المؤسسة تقوم بتحصيل مخصصات ابني المريض فيتم تحويل المخصصات الى المؤسسة، وهذا المبلغ الذي يعتمد ابني عليه في دراسته، الا انني فضلت ارساله الى المؤسسة الداخلية، أدخلته شهرين وكنت اقوم بزيارته لانني لا استطيع التغلب على الوحدة، فأنا كبيرة واعاني من امراض صحية وكذلك الخوف في ساعات الليل، وبعد انتهاء الشهرين طلب مني قسم الشؤون ان اقوم بالتوقيع على قبولي بإبقائه ثلاث سنين في المؤسسة..". وتتابع ام محمد قصتها قائلة انها رفضت التوقيع، لانها منذ غيابه اكثر من شهرين لم تستطع التأقلم في حياتها وحيدة، وطلبت امهالها شهرين اضافيين للتوقيع على قبولها فرفضوا وتم إخراج ابنها من المؤسسة.

ابنها في رومانيا، ستون ألفا سنويا تكاليف تعليمه

ابنها الثاني يتعلم في رومانيا منذ سنتين مهنة الطب، وتصل تكاليف تعليمه سنويا من غذاء ومصاريف وقسط تعليم وغيره الى 60 الف شاقلا سنويا وربما اكثر، في حين ان ما تتقاضاه لا يصل ال 1800 شاقلا شهريا. وتقول ام محمد : "اقبل ان يصل بي الوضع الى ان آكل الحجارة والخبر اليابس لكن لن اقبل بإقصاء ابني عن التعليم فاذا اوقف تعليمه قد أموت أنا"

تعيش أم محمد في بيت قديم، الشبابيك لا تحميها في فصل الشتاء من برده، ولا حرارة الصيف، وتعاني معظم غرف البيت من الشقوق والبناء القديم، كما وتعاني من أمراض جسدية عديدة، في ظهرها وأرجلها وفي ايام مرضها ونومها في الفراش لا يدق احد بابها لمساعدتها.

تعقيب قسم الشؤون

وفي تعقيب لقسم الشؤون قال لمراسلنا ان بعضا من المعلومات حول تصريحاتها بكل ما يتعلق بقسم الشؤون مغلوطة، فابنها المريض يعاني من مرض نفسي خطير ولديه مشاكل صحية وسلوكية والام لا تستطيع وضع حدود لابنها. وتقول المسؤولة عن ملفها بقسم الشؤون: " هي امرأة أرملة وتوجهت الى قسم الشؤون وقام القسم بوضع ابنها في إطار يومي ولم يتأقلم في الاطار، وتمت محاولات عديدة لايجاد أطر بديلة له تستطيع استيعابه لكن المشكلة الجديدة ان ابنها تجاوز حديثا سن ال 21 اي انه اصبح بحاجة الى إطار جديد مخصص للكبار، فتم محاولة ادخاله الى مركز "ماعس" في عرابة الا انه رفض الذهاب ولم يتأقلم، وبات الحل بايجاد مؤسسة داخلية تحتويه وهذه المؤسسة وفق القانون تقوم بأخذ مخصصاته واستطعنا ابقاء 20% من مخصصاته لامه الا انها قررت إخراجه من هناك وان قسم الشؤون يبحث دائما عن حلول ويقوم بتمابعة ملفها بكل مسؤولية واهتمام".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]